استطاعت المعلمة حنان محمد مصطفى أن تَكسر النمط التقليدي في التعليم، وأن تُطوع التكنولوجيا الحديثة لصالح العملية التعليمية، فقد دمجت بمشاركة المصمم محمد الراعي تقنية (الواقع المعزز) Augmented Reality بالتعليم التقليدي، وهي تقنية جديدة تستخدمها عدد من الدول الأوروبية.
و(الواقع المعزز) هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدفُ إلى تكرار البيئة الحقيقية في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءاً منها، وبعبارة أخرى فنظام (الواقع المعزز) يولدُ عرضاً مركباً للمستخدم يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الظاهري الذي انشئ بواسطة الحاسوب، والذي يعزز المشهد الحقيقي بمعلومات إضافية.
وتقوم فكرة عمل تقنية دمج الواقع المعزز مع النمط التقليدي في التعليم من خلال توجيه كاميرا الهاتف المحمول إلى الصورة المبرمجة الموجودة في الكتاب المدرسي، وعلى الفور سيظهر في شاشة الجوال شكل ثلاثي الابعاد للصورة.
وتهدف فكرة دمج النمط التقليدي بالواقع المعزز لخلق عنصر إيجابي للطلبة والتعلم عن طريق البرنامج بطريقة تدمج بين اللعب والترفيه والتعلم، وكسب الوقت في التعلم الإيجابي على أساس محاكاة التكنولوجيا الإيجابية ودمجها بالتعليم.
وتقول مصطفى معلمة تكنولوجيا المعلومات في مدرسة الشجاعية الثانوية (أ) للبنات: فكرة دمج التقنية بالواقع التقليدي هي فكرة جادة وبناءة لإثراء العملية التعليمية، وتهدفُ لخلق وبناء جيل فريد قادر على الابتكار والإبداع ومواكبة التطور السريع والمستمر في العالم .
وتضيف: الفكرة ستعالج مشاكل كبيرة في العملية التعليمية، وستحسن من التحصيل العلمي عند الطلبة، وستساهم في رُقي العملية التعليمية (..) الفكرة ستكسر جمود أنظمة ونظريات التعليم التقليدي، وستحول الفصول الدراسية من ساحات تلقي إلى ساحات تفاعل ومشاركة وترفيه.
وأشارت إلى أن الدافع الرئيسي لدمج الواقع المعزز مع النمط التقليدي هو اعتماد أسلوب الحفظ وعدم تخيل الرسومات بشكل ثلاثي الابعاد، بالإضافة لعدم تفاعل الطلبة مع الكتاب المدرسي مع انتشار الأجهزة الذكية بصورة كبيرة، وعدم وصول المعلومات بشكل صحيح لعدم وجود وسائل تعليمية ملموسة في بعض المجالات، وتحويل الأجهزة الذكية التي يدمنُ عليها الطلبة بشكلٍ كبير من أداة سلبية للعب فقط، لأداةٍ تعليمية.
وبينت المعلمة مصطفى إلى ان الواقع المعزز سيجذب عقول الطلبة وسيعزز تركيزهم في المنهاج لأمور عدة تتعلق بالتقنية، منها إشغال جميع الحواس، اللمس، البصر، السمع، بالإضافة إلى أنه يعزز مبدأ المشاركة الصفية والجماعية، كذلك ستكون الصور جذابة من خلال استخدام الألوان ورسومات 3D ، كذلك ستكون التقنية مدعمة بالأصوات والشروحات.
ولفتت إلى أن الواقع الاقتصادي في قطاع غزة لن يكون عائقاً أمام تطبيق الفكرة داخل المدارس، نظراً لوجود الاجهزة الذكية في متناول أيدي الطلبة، وعدم خلوها من منازلهم، وقد يستعين الطلبة هواتف ذويهم لإستخدام التقنية.
وتعمل المعلمة مصطفى إلى جانب المصمم الراعي على تصميم وتطوير تطبيق للأجهزة المحمولة اسمه تطبيق AR Learn مختصر كلمة Augmented Reality التعلم بتقنية الواقع المعزز، وسيستهدف التطبيق طلبة الصف الخامس الابتدائي في المرحلة الأولى، وبذلك يعتبر أول تطبيق تكنولوجي يخدم المنهاج الفلسطيني.
واوضحت أن وزارة التربية والتعليم رحبت بفكرة التقنية، ولاقت قبولاً واسعاً لدى المختصين التربويين وأصحاب العلاقة بالمجال، مشيرة إلى أن فكرة التقنية ستطبق بداية السنة الدراسية المقبلة.
ومن التحديات التي واجهت المعلمة مصطفى والمبرمج الراعي خلال العمل على التقنية تحليل المناهج لاختيار المرحلة التي ستُطبق عليها الفكرة، بالإضافة إلى مرحلة البرمجة والتصميم.
وتأمل المعلمة مصطفى في تطوير الفكرة واعتمادها كنظرية علمية حديثة.
وتُستخدم اليوم تقنية الواقع المعزز في مجال الترفيه، والتدريب العسكري، والتصميم الهندسي، والروبوتات، والصناعة التحويلية وغيرها من الصناعات، كما يتم إدماجها في التعليم بشكل تدريجي.
وكانت المعلمة مصطفى شاركت مؤخراً بمسابقة Startup weekend education Gaza)) وهي مسابقة تنظم بالموافقة من شركة جوجل، وتستهدف رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الإبداعية المرتبطة بالتعليم، وفزت في حينها بالمركز الثاني من بين 900 مشترك ومشتركة.
فلسطين اليوم