رام الله – الاقتصادي- ميساء بشارات- يمسك البائع رجا عوض حزما من عروق الحمص الأخضر داخل حسبة رام الله، مناديا بأعلى صوته "حاملة حلوة ومليانة"، للبيع، في ظل اقبال من قبل المواطنين عليها.

والحاملة هي حب الحمص الأخضر، التي تعتبر من النقرشيات والتسالي المفضلة لدى أغلب الناس.

ويستمتع المواطن محمد رجب بشراء الحاملة وتذوقها وخاصة بعد شويها في الفرن ووضع القليل من الملح عليها.

يقول رجب بعد أن اشترى كيلو حاملة وأراد التوجه بها إلى منزله، إن طعمها اللذيذ يجعله يقدم على شرائها في أول موسمها الذي يمتاز بارتفاع أسعارها، كما يشتريها طول الموسم.وبعد شرائها يقوم رجب بشويها في الفرن.
وتنتشر الحاملة منذ بداية شهر اذار وتستمر حتى شهر ايلول، ولها مكانة كبيرة لدى الأسر الفلسطينية يتم تناولها في الغالب مشوية.

يقول صاحب سوبر ماركت الدلو فؤاد الدلو، إن سعر كيلو الحاملة بداية موسمها يصل الى خمسين شيقلا، وهذا السعر لا يردع الناس عن شرائها، لكن سرعان ما ينخفض السعر عند نزول الموسم وكثرة الكميات منها في السوق.

ويحصل الدلو على احتياجاته من الحاملة من مناطق شمال الضفة الغربية، وخاصة محافظة جنين التي تعد من أكثر المحافظات زراعة للحمص.

ووصل سعر الحاملة في بداية موسمها، حسب الدلو إلى ستين شيقلا، لتنخفض الآن الى 15 شيقلا أي بنسبة تصل إلى 400%، خلال شهر واحد فقط. ويبيع الدلو خلال النهار الواحد حوالي 150 كيلو غراما من الحاملة.

ويبلغ إنتاج فلسطين الكلي من حبوب الحمص سنويا  1978 طنا، تعود بدخل مقداره 7 ملايين شيقل.

وحول العوامل التي تلعب دورا في تحديد أسعار الحاملة، تقول مديرة دائرة المحاصيل الحقلية في وزارة الزراعة اسمهان غروف، إن الحاملة بداية موسمها يكون عليها طلب كبير، ما يجعل أسعارها مرتفعة، ولا يستطيع الجميع شراءها.

وتضيف غروف: "أن كمية الإنتاج تلعب أيضا دورا مهما في تحديد الأسعار"، منوهة إلى أن أي محصول عند بداية نزوله الأسواق يكون مرتفع الثمن نتيجة قلة كمياته في السوق مقابل زيادة الطلب عليه، لكن عندما تكثر كمياته في السوق فإن اسعاره تنخفض، أي حسب العرض والطلب".

وهناك عدة عوامل تلعب دورا في التأثير على إنتاج محصول الحمص، منها الظروف المناخية ومدى تحمل درجة الحراة والتغيرات البيئية وطبيعة التربة التي تزرع بها، موضحة انه في حال كانت التربة خصبة سينتج حبوب حمص قوية وحجمها جيد.

والحاملة غنية بالألياف الغذائية، وتحتوي على الفيتامينات والمعادن، تقول مختصة الأغذية هيلا طبخنا: "إن الحاملة تعتبر من البقوليات في حال كانت يابسة، وتصنف من ضمن قائمة الخضار في حال كانت خضراء".

 وتضيف أنها تعتبر من الأغذية التي تساعد على تخفيف الوزن لاحتوائها على الألياف الغذائية المشبعة .
يذكر أن الحاملة عرفت منذ بداية العصر الحجري الحديث، أي قبل حوالي عشر آلاف سنة، حيث شكّلت مدينة أريحا الموطن الأول لهذا النوع من البقوليات.