بعد غزو لعبة "بوكيمون جو" لملايين الهواتف الذكية حول العالم الذين عكف أصحابها على البحث في الأنحاء عن الكائنات الخيالية، تبقى اللعبة التي هوست الجميع سلاحًا ذو حدين إما لتطوير خيال لاعبيها أو تكون أداة للدعاية والإعلان كغيرها.
تحت عنوان "مستقبل بوكيمون جو: المزيد من التفاعل البشري أم الهدف الأكبر للمعلنين؟"، تحدث توبي بارنز أحد المتخصصين في إستراتيجيات المنتجات، عن "بوكيمون جو" وكيفية تطويرها لتصبح أداة للتفاعل واحتمالية تحولها لأداة إعلانية.
وقال بارنز، إن اللعبة بنت نجاحها على تجربة اللاعب الواحد إلى حد كبير، ولكن لترك علامة عند اللاعبين يجب على مطوريها التركيز على زاوية الاحتكاك مع اللاعبين الآخرين؛ لأن الألعاب تترك بصمة فقط عندما يخوض المستخدمون تجربة مع غيرهم.
وأوضح بارنز أن تداول وتبادل وتقاتل كائنات البوكيمون بين اللاعبين سيكون أمرًا أساسيًا في الموجة التالية لنجاح اللعبة، لافتًا إلى أن ذلك سيتطلب أيضًا طريقة تواصل داخل اللعبة مثل الشات والإعجاب، بجانب ملف شخصي لكل لاعب يراه الجميع.
وقال بارنز في مقاله المنشور بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إنه بمجرد حدوث التفاعل ستتكون الجماعات والنوادي والفرق، التي ستؤدي بطبيعة الحال إلى المزيد من التنافس والتعاون.
أما من الناحية التجارية، فما توفره اللعبة يشكل ساحة نقية لجميع أشكال الدعاية، مثل إعلانات موجودة في محطات بوكيمون "Pokéstops" التي يتجه إليها اللاعبون، فحسب بارنز هي ليست سوى مسألة وقت حتى تتواجد "ساحات معركة ماكدونالدز أو ملاعب بيبسي".
وطرح بارنز بعض الأفكار المختلفة التي يمكن أن تُضاف للعبة حول جعل العالم الحقيقي أكثر إشراقًا في اللعبة، فبدلًا من التركيز على الجوائز والتفاعلات الافتراضية تبدأ الشركة في دفع اللاعبين لاكتشاف أماكن جديدة في محيطهم.
وعلى سبيل المثال، قال بارنز، إنه لا ضرر في أن يصبح الأطفال هم الذين يكتشفون الطرق التي نسلكها للمنزل من خلال خرائط لعبة بوكيمون بدلًا من استخدام البالغين تطبيق خرائط جوجل.
واختتم بارنز مقاله متسائلًا: "هل سيغذي بوكيمون عالمنا الخيالي أم يصبح مقبرة أخرى للإعلانات؟".
صفا