في قطاع غزة تمكن مجموعة من الشباب الطموحين من تنفيذ "دفيئة ذكية" مرتبطة بشكل كامل بالتكنولوجيا ويمكن التحكم فيها من خلال أجهزة اتصال حديثة كالجوالات التي تعمل بنظام الأندرويد.
التحكم بالحرارة، الرطوبة ونسبة الضوء داخل الدفيئة، وصاحبها بعيدا عنها مسافة تفوق الكيلو متر، لم يعد أمرا مستحيلاً، فالتجربة التي أنجزتها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية جلعت الأمر قابلاً للتطبيق في مناطق مختلفة في القطاع.
دفيئة مميزة
م.ناصر ديب المشرف على مشروع "الدفيئة الذكية"، أكد أن الدفيئة الذكية تراعي ظروف الري وشح المياه، وتقنين السماد بالكميات المطلوبة دون إحداث أي هدر، بالإضافة إلى التحكم بالظروف المحيطة من حيث التهوية والتدفئة مما يمكنها من تجنب مشاكل الأجواء من ارتفاع أو انخفاض في الحرارة.
وقال : "إن الفكرة تعتمد على حل مشكلة عدم إمكانية المزارع من الوصول إلى الدفيئة الزراعية خاصة تلك المقامة في المناطق الحدودية التي يجد المزارع صعوبة في الوصول إليها".
وأضاف ديب أن "الدفيئة الذكية من خلال نظام تكنولوجي يمكن للمزارع أن يتحكم فيها عن بعد ويعمل على تشغيل كافة الأنظمة والمضخات والسّمادات دون أي مشاكل"، لافتاً إلى أن هذا النظام سيمنع إلحاق أي أذى مادي بالمزارع".
وأشار إلى أن مميزات الدفيئة ستدفع بكثير المزارعين إلى امتلاك نظام العمل الخاص بها، خاصة أنها ستُمكنهم من التحكم بها في الظروف المناخية الصعبة بسرعة خاصة في حالات حدوث الصقيع، أو حالات تساقط الأمطار وانخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة.
وبين ديب أن المشروع لا يزال في بداياته ويحتاج إلى تسويقه بين المزارعين وتعليمهم كيفية التعامل مع مثل هذه الدفيئات الذكية.
وأوضح أن المزارع سيحتاج إلى خبرة المهندسين المختصين في موضوع التكنولوجيا لتنفيذ وتشغيل الدفيئة الذكية، منوهاً إلى أن مركز الإرشاد للتدريب في الكلية الجامعية يعمل على توفير كافة المعلومات للمزارعين والخرجين والمهتمين في هذا الموضوع.
التجربة الثانية
وفي تجربة مشابهة بدأت وزارة الزراعة بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بتنفيذ الدفيئة الذكية بمشاركة طلاب الجامعة وفكرتها تعتمد بشكل أساسي على التحكم بالدفيئة من خلال الانترنت.
مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة م.نزار الوحيدي أكد أن فكرة الدفيئة الزراعية تقوم على التحكم بالنشاطات الزراعية بواسطة الإنترنت، حيث يمكن استخدامها في التحكم عن بعد، بنمو المحاصيل الزراعية في ظروف بيئية وزراعية مختلفة.
وأوضح أنه يزرع بداخل الدفيئة مجسات تنقل إشارة من الجهاز للدفيئة التي يوجد فيها جهاز يعطي أوامر بناء على الإشارات التي يستقبلها أجهزة الموضوع داخل الدفيئة والتي يسمح بالتحكم بخمسة عوامل.
وقال الوحيدي: "إن الجهاز الموضوع في الدفيئة يتحكم بعامل الرطوبة في التربة، عامل رطوبة الهواء، درجة الحرارة، نسبة ثاني أكسيد الكربون ونسبة الإضاءة"، لافتاً إلى أن هذه المعايير والمعدلات الخمسة يتم التحكم بها عبر مجس يتحكم بها ويعمل على تغييرها وفق احتياجات الدفيئة والمحصول المزروع بداخلها.
وأضاف:" من خلال هذه المشاريع نعمل على استشراف المستقبل الزراعي لقطاع غزة، الذي يحتاج مثل هذه المشاريع لمواكبة العالم في تطوره الزراعي"، مؤكداً أن القطاع أكثر المناطق المحتاجة لمثل هذا التطور".
وشدد الوحيدي على أن القطاع يجب ألا يقتصر العمل فيه على ما هو متوفر حالياً من إمكانيات، بل يجب النظر لما بعد 50 عاماً، لذلك نحتاج لتربية جيل يتعامل مع النظم الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة ويكون مواكباً لها مما يساهم في زيادة الانتاج الزراعي.
وبين أن الاعتماد على التكنولوجيا في المجال الزراعي له فوائد عديدة أهمها: التوفير الكبير في مدخلات الإنتاج، تقليل ساعات العمل وتجنب الإرهاق، زيادة الخبرة الشخصية لمنشأ الدفيئة بالإضافة إلى إمكانية زراعة مناطق خطيرة لا يمكن الوصول إليها مثل المناطق الحدودية أو المناطق الخطرة أمنياً.
وأكد الوحيدي أن وزارة الزراعة تطمح إلى توظيف الطاقات العلمية في إنتاج مثل هذه المشاريع، مشيراً إلى أن هذا يتم وفق السياسة التي تتبعها الحكومة في قطاع غزة منذ عام 2006 وحتى اليوم.
صحيفة فلسطين