غزة-رام الله- الاقتصادي-إسلام أبو الهوى-يرتبط الانسان الفلسطيني مع التين بعلاقة قوية ومميزة منذ آلاف السنين بعد أن عرفها في العهد الكنعاني واهتم بزراعتها ووفر لها كل الامكانيات واستخدمها في مجالات متعددة.
وبسبب امكانية نمو التين في كافة أنواع التربة تعامل معها الفلسطيني وتذوق حلاوة ثمرتها وأعد منها التين المجفف، ومربى التين بأنواعه المختلفة.
وفي فلسطين هناك العديد من أنواع التين منها العسالي، والعناقي، والخضاري ، البياظي، والخرطماني، والموازي ، والخروبي إلا ان أهل فلسطين العاديين لا يعرفون الكثير من هذه الأنواع التي تستخدم في التجفيف والمشهور منها هو التين الموازي.
وتعتبر الأراضي جنوب مدينة غزة خاصة الأراضي التابعة لعائلة شملخ من أكثر المناطق اهتماما بزراعة التين والعنب حيث لا تحتاج شجرة التين لكميات كبيرة من الماء والأسمدة وتقاوم الأمراض والآفات مما جعلها من الأشجار المعمرة.
ويساهم ارتفاع أسعارها في بداية الموسم في زيادة الإقبال على زراعتها وبيعها في حين يميل المزارعون إلى تجفيفها وصناعة القطين عندما يرخص سعرها وتزداد كميتها . وهي في كل الاحوال ثمرة مفيدة واقتصادية .
يقول المزارع رائد شملخ لـ "الاقتصادي" أنه عمل في كروم التين منذ أن كان طفلا يعمل مع والده، مشيرا إلى أن الكميات التي يتم قطفها من التين كافية لاستهلاك السوق المحلي، لافتا إلى ان بيع التين في بداية الموسم حتى نهايته يشهد اقبالا كبيرا .
وأضاف ان ما يميز أشجار التين أنها تعتمد بشكل كامل على مياه الأمطار بالإضافة إلى انتاجها إلى كميات كبيرة من الثمار ما جعلنا نعتمد عليها كمصدر دخل رئيس موسمي.
من جهة أخرى قال التاجر فضل الجلب أن فترة إنتاج التين في القطاع تبدأ من شهر حزيران حتى شهر كانون الأول وهناك أنواع للتين منها البحري، والموازي ، والشامي، والتركي، والرزي، الأسمر، لافتا إلى ان التين التركي أول أنواع التين التي يتم طرحها في الأسواق ويتراوح سعر الكيلو من 10-15 شيقلا في بداية الموسم وبعدها ينخفض ليصل من 5-7 شواقل.
وتابع :" أن انواع التين منها القديم كالشامي، البحري، الأسمر ومنها أنواع جديدة تم جلبها منذ سنوات عديدة كالرزي ، والتركي ، والموازي، مشيرا إلى ان موسم التين مرتبط ارتباطا وثيقا في العنب فهما كالتوأم في السوق ومن يشتري تينا عليه ان يشتري عنبا.
ويؤكد أن تهافت الناس لشرائه يعود لفوائده الصحية العديدة بالإضافة إلى مذاقه اللذيذ.
فيما تقول السيدة ام العبد لـ "الاقتصادي" أنها تنتظر موسم التين بفارغ الصبر باعتبار التين فاكهتها المفضلة لكنها تشكو من ثمنها المرتفع في بداية الموسم والذي لا يتناسب ابدا مع الاوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزة مؤكدة انه في حضور التين لا تلتفت إلى فاكهة أخرى.
يُذكر أن أشجار التين المزروعة في قطاع غزة تقدر ب1220 دونما حيث يبلغ متوسط إنتاج التين 1420 طنا في السنة ، وأن المساحات المزروعة تغطي 90% من احتياجات القطاع من التين .
ويشير الخبير الزراعي فياض فياض إلى انه يوجد في فلسطين نحو 10 أصناف من التين تنتشر في معظم مناطق الضفة الغربية وبخاصة في منطقتي نابلس ورام الله، منوها إلى أنه ينظم مهرجان سنوي للتين في قرية تل بمحافظة نابلس.
ويؤكد فياض أن هناك توجهات في السنوات الأخيرة لدى المزارعين لزراعة ارضهم بشجر التين وبخاصة "الدارفور" كونه مربحا، لافتا إلى أن بعض المزارعين في قرى رام الله على سبيل المثال يضمنون شجرة الدارفور بنحو 500 دينار سنويا .