نظراً للظروف الاقتصادية غير المستقرة في قطاع غزة منذ أكثر من عقد من الزمن، وارتفاع مستوى المعيشة في ظل تفشي البطالة والفقر، يحرص مواطنون على أن لا تفوتهم فرصة الأضحية في عيد الأضحى المبارك، ووجدوا في نظام شراء الأضاحي بالتقسيط من قبل بعض التجار والمؤسسات وسيلة لتحقيق مرادهم بإدخال الفرحة على أبنائهم في ذلك اليوم.
ويأمل المواطنون أن تكون الأسعار هذا العام معقولة مقارنة بالعام الماضي، وأن لا تحدث مفاجآت تخالف ما أعلنته وزارة الزراعة عن أسعار الأضاحي لهذا العام.
ورغم انتظام الكثيرين خلال الأعوام الماضية في شراء الأضاحي ، إلا أن نسبة أكبر أجبرتها الظروف الاقتصادية على التوقف عن شرائها، فيما سيعتمد نسبة منهم على شرائها شريطة أن تكون بالتقسيط لعدم تمكنهم من دفع سعر الأضحية بشكل كامل.
ولوحظ أن فئة الموظفين في القطاع الحكومي والخاص هم أكثر الفئات اهتماماً بشراء الأضاحي بسبب انتظام دخلهم الشهري، فيما تلاشت فئة العمال عن شرائها بسبب انضمامهم لسوق البطالة.
وقال المواطن زكريا عوض 44 عاماً موظف حكومي لمراسلنا، إن فكرة شراء الأضحية بالتقسيط، سهل على غير القادرين شراء الأضاحي بعد أن كانت صعب المنال خلال الأعوام الماضية. وأضاف، انه اتفق مع تاجر على شراء خاروف بمبلغ 400 دينار أردني على خمسة أقساط شهرية.
وحثَّ التجار على تفعيل نظام تقسيط الأضاحي لتشجيع المواطنين غير القادرين على الدفع نقداً لكي يعاد للعيد بهجته في قطاع غزة، ويستطيع الغالبية بإدخال الفرحة على أولادهم. لافتاً إلى أن فرحة عيد الأضحى تتمثل في الأضحية. ومن لم يستطع فلا يمر عليه العيد كمن ضحى.
وفي نفس السياق، دعا وزارة الزراعة إلى تشجيع التجار على زيادة العرض لحوم الأضاحي في السوق كي يستفيد منها المواطن.
في السياق ذاته، أوضح المواطن أبو جهاد حمد، 54 عاماً أنه لو تم خفض الأسعار بنسبة 50% وبالتقسيط، فلن يستطيع شراء الأضحية، لأنه لا عاطل عن العمل ويعتمد في دخله على الشؤون الاجتماعية. وقال:" كان هناك عيد أضحى بالنسبة لي عندما كنت أعمل وأحصل على دخل مميز، أما الآن ومنذ أعوام فالحال انقلب رأساً على عقب.
من جهته، أعرب التاجر علي عبيد صاحب مزرعة عجول شمال القطاع عن أمله في ارتفاع نسبة إقبال المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام نظراً لانخفاض أسعارها مقارنة بالعام الماضي.
وأكد أن المواطنين ونظراً للظروف الاقتصادية الصعبة يتساءلون عن الأسعار، مؤكداً أن الأسعار هي العامل الحاسم أمام المواطن لاتخاذ قرار الشراء.
وأوضح، أن الغالبية من المواطنين يشتركون في عجول وأبقار من 5-7 مواطنين، لأنها تعتبر أرخص في السعر مقارنة بالأغنام.
ولفت إلى أن التجار خلال الأيام القادمة يستعدون لموسم عيد الأضحى، موضحاً أن الأيام القادمة سيتم التأكيد على الأسعار التي أعلنتها الوزارة أو تغييرها سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
ورغم تأكيدات وزارة الزراعة بغزة للمواطنين بأن أسعار الأضاحي هذا العام ستنخفض مقارنة بالعام الماضي، تبقى حالة الشك في عمل لصالح المواطنين، وقيامها بالرقابة على التجار وضبط « الوزارة » تلك الاسعار في ظل توفرها في السوق بكميات كافية.
بدوره، أكد تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة، لمراسلنا، أن أسعار الأضاحي لهذا العام ستشهد انخفاضاً مقارنة بالعام الماضي، لأن حجم العرض يتناسب والطلب.
وأشار إلى أن الانخفاض سيصل إلى أربعة شواقل لكل كيلو لحم حي، ليكون سعر كيلو لحم العجل الهولندي سيصل 17 شيقلا، أما العجل الشراري سيصل إلى 19 شيقلا، وأن سعر كيلو لحم الغنم البلدي سيصل 4.5 دينار، أما الأغنام من نوع عساف والروماني ستتراوح ما بين 5 – 6 دنانير لسعر الكيلو.
ولفت، إلى أنه دخل القطاع منذ بداية العام نحو 25.000 رأس من العجول والأبقار لقطاع غزة، ومن المتوقع أن يدخل 5000 رأس أخرى، إضافة لوجود 3000 رأس إنتاج محلي. فيما يبلغ حجم الاستهلاك الشهري من هنا للعيد 16.000 ، ليتبقى نحو 17.000 رأس جاهزة للعيد، كما ويوجد 40 ألف رأس أغنام.
وعن احتمال استغلال التجار، طمأن السقا المواطنين بوجود نحو 30 تاجراً وان سوق المنافسة سيكون لمصلحة المواطن، ولا يوجد محتكر في سوق اللحوم.
الجدير ذكره، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشرة أعوام متتالية، أثر سلباً على الوضع الاقتصادي وعلى مستوى دخل الفرد، وحول الآلاف من الطبقة العاملة للشؤون الاجتماعية والاعتماد على المعونات من المؤسسات الخيرية، وعيد الاضحى بالنسبة للعدد الأكبر في القطاع هو لاستقبال اللحوم من المؤسسات والجمعيات الخيرية والأقارب الميسورين.
فلسطين اليوم