الزراعة المائية تجربة حديثة ناجحة تحفها التحديات غزيًا
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(2.73%)   AIG: 0.18(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.76%)   AZIZA: 2.45(4.67%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.85(4.05%)   GMC: 0.77(1.32%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70( %)   NIC: 3.05( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.76( %)   PADICO: 1.02(0.97%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.08(4.85%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.10(5.17%)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.20(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.44(4.87%)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 11 آب 2016

الزراعة المائية تجربة حديثة ناجحة تحفها التحديات غزيًا

نباتٌ ينمو بلا تربة، حقلٌ بلا فأسٍ ولا محراث، فهذا النوع من الزراعةِ يُسمى بالزراعة المائية، وهي إحدى صور الزراعة دون تربة بتنمية النباتات في الماء كوسيط أساسي للنمو، إذ لا يستخدم فيه أيٌ من تلك المستلزمات أو المبيدات، ويلجأ إليه المزارعون لقلة مساحات الأراضي الزراعية، وشح المياه العذبة في قطاع غزة، وسرعة نموه، ولجودة المحاصيل الزراعية لأنها محاصيل آمنة خالية من الأمراض والمبيدات الزراعية والسموم، والزحف العمراني كما أن هذه الزراعة لا تستهلك سوى 5% من كمية المياه التي تحتاجها الزراعة التقليدية، وتقدم مزروعات صحية أكثر.


'كيفية الزراعة المائية'
يقوم المزارع إياد العطار بتجربة الزراعة المائية حديثًا، فيستخدم مغذيات ذائبة في الماء عِوضًا عن التربة، حيث تتغذى جذور النباتات المزروعة في الماء على محاليل عضوية طبيعية توضع داخل الأحواض الممتلئة بالماء، والذي يبقى متحركًا لمدة 12 ساعة يوميًا بواسطة مجسات كهربائية خاصة؛ بهدف توفير الأوكسجين اللازم لتنفس الجذور، وهو ما يُشكل تحديًا إضافيًا في ظل أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع.


ويؤكد العطار -باعتباره صاحب أول تجربة للزراعة المائية- أنه يمكن الاستعاضة عن التيار الكهربائي من خلال استخدام أنظمة خلايا الطاقة الشمسية، قائلًا: 'الطاقة الشمسية البديل عن انقطاع الكهرباء، إلا أن ذلك قد يكلف مبالغ مالية باهظة، فتكلفة إنشاء المشروع الزراعة المائي تعادل 40 ألف دولار أميركي لكل دونم من المساحة، ولكن إنتاجية الزراعة المائية تعادل 10 أضعاف الزراعة التقليدية (التربة)'.


وأكدت دراسات علمية أنه يمكن التحكم في جميع العناصر المغذية والضوء، ودرجة الحرارة المناسبة، كما يعتبر المحلول المغذي شبيهًا بالتربة الخصبة، وتسمح هذه الطريقة المُبتكرة بمعرفة العناصر المعدنية التي يحتاجها النبات في الوسط الطبيعي والضروري لنموه.


وتعد الزراعة المائية مستقبل للزراعة في قطاع غزة نتيجةً لمحدودية المساحات الزراعية، كما أن الوضع الغزي يفرض على المزارعين، خاصة أن العديد من التقارير المحلية والدولية حذرت من تفاقم مشكلة المياه بشكل كبير في غزة.


'تجربة غزة'
وقال المزارع العطار إن مستقبل الزراعة المائية في قطاع غزة يواجه العديد من التحديات، منها قلة الدعم المادي في قطاع غزة من المؤسسات الداعمة، واقتصارها على مساعدات خفيفة جدًا، مطالبًا بدعم المؤسسات الدولية لمحاربة المياه المالحة، فالمياه من جنوب غزة إلى شمالها مالحة لا تصلح للزراعة ولا للشرب.


من جانبه، أكد نزار الوحيدي مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة بغزة، أن منتجات الزراعة المائية تمتاز بجودتها العالية وسلامتها من أضرار المبيدات، مُشيرًا إلى أن الأنظمة الحديثة للزراعة دون تربة 'المائية'، تساعد في التغلب على مشكلة شح المياه في غزة وقلة المساحات الزراعية، ما يفتح آفاقًا لتنفيذ هذا النوع من الزراعة فوق أسطح المنازل والمدارس والجامعات وغيرها، كونها لا تحتاج إلى مساحة كبيرة.


وأوضح الوحيدي أن الزراعة المائية في قطاع غزة لا تزال في طور النمو، وتواجه بعض التحديات، منها نقص الخبرة الكافية لدى المزارعين الغزيين وافتقار السوق المحلي لبعض التقنيات الحديثة اللازمة، إضافة لارتفاع التكلفة التأسيسية لمشاريع الزراعة المائية، موضحًا أن المحاصيل التي نجحت أكثر في الزراعات المائية كانت الخس، الفراولة، والكثير من النباتات العطرية والطبية، والخيار والبندورة والباذنجان.


ونوّه إلى نجاح العديد من المزارعين الشبان المثقفين علميًا، والذين يحسنون استخدام الحاسوب والتقنيات في هذه الزراعات، وأنتجوا ثمارًا متميزة وبكميات قياسية وزمن أقل، وفي توقيت هو الأمثل من حيث التسويق، مُفيدًا بارتفاع قيمة التكلفة الإنشائية للمزرعة المائية، ولكنها تِبعًا لعائداتها فإنها ستغطي التكلفة بالتأكيد في زمن قياسي (دون نسيان أن المحصول خالٍ من المادة الكيميائية الزراعية الضارة من المبيدات والهرمونات).
تجدر الإشارة إلى أن كلية الزراعة والعلوم البيئية في جامعة الأزهر بغزة، تنفذ مشروع الزراعة المائية بتمويل من منظمة الزراعة والأغذية العالمية 'الفاو'. وبدأ المشروع بإنشاء وحدات تجريبية للزراعة المائية، وتركز على تعميم تقنية الزراعة المائية بين مزارعي قطاع غزة بهدف توفير الجهد والمال والوقت.


وأشار الوحيدي إلى فوائد الزراعة المائية، من قبيل توفير المياه والبعد عن مواد تعقيم التربة المرتفعة الثمن والمسرطنة مع إمكانية المنافسة بقوة وتحقيق إنتاج غالي الثمن، وفي وقت أقصر يصل إلى أقل من فترة إنتاج المحاصيل المماثلة، مع إمكانية الزراعة الرأسية، أي زراعة المحاصيل المعلقة أضعاف ما يزرع في المساحة ذاتها.


ولفت الوحيدي إلى أن الخبرة وحدها لا تكفي في الزراعات الحديثة، خاصة إذا لزم استخدام حاسوب، ناصحًا المزارعين بالاهتمام لأن يُخضع كل منهم نفسه لدورات تدريبية تعقدها وزارة الزراعة والمؤسسات ذات الشأن، وأن يكون لديه مصدر طاقة مستمر ومضمون وينصح باستخدام الطاقة الكهربائية الشمسية.


وللزراعة المائية ميزات عدة بالمقارنة مع الزراعة التقليدية، وتتمثل في غياب التقنيات الزراعية والتسميد ونظافة الزراعة، أي غياب الأعشاب الضارة، وبالتالي تجنب أعمال قطع الأعشاب والاكتفاء بتطهير الأحواض، ومنه سهولة إعادة الزراعة ونقص اليد العاملة، يمكن أيضًا معرفة كمية المواد المعدنية المستهلكة من طرف النبات، كما نتحصل على منتوج زراعي مبكر.

 

 

 

 

المصدر : صحيفة البلد

Loading...