غزة- رام الله- الاقتصادي- إسلام أبو الهوى- الزيت عماد البيت " هذا المثل الفلسطيني الذي ما زال معمولا به وان تراجعت قوته التعبيرية إلا ان زيت الزيتون ما زال يعتبر من الحاجات الضرورية في البيت الفلسطيني.
وما زال الناس في فلسطين يتباهون ويفتخرون باقتنائهم بأجود أنواع زيت الزيتون خاصة في مواسم قطف الزيتون.
ويعتبر الكثير أن زيت الزيتون يحمل فوائد صحية واقتصادية جمة رغم الممارسات العدوانية الشرسة التي استهدفت وما زالت أشجار الزيتون بالاقتلاع والتجريف ولا يكاد يخلو يوم واحد في الضفة الغربية من اقتلاع وتدمير وحرق لأشجار الزيتون خاصة الأشجار المعمرة التي يفوق عمرها عمر الاحتلال الاسرائيلي .
ورغم التدمير الواسع والمتواصل إلا ان الإقبال على إعادة غرس أشجار الزيتون وزراعتها متواصلة حيث العائد الاقتصادي الكبير وقلة التكلفة مراعاة بالجهد المبذول وجني محصول الزيتون.
وقال المزارع ابو محمد 65 عاما لـ " الاقتصادي" من بيت حانون إنه يعتمد على محصول الزيتون في دخله طيلة العام رغم ما تعرض له طيلة السنوات الماضية من تجريف وحرق لشجر الزيتون إلا انه ما زال يتابع أرضه التي ورثها والده واجداده ولن يفرط بها ابدا مهما تعرض لممارسات وحشية من الاحتلال .
وأضاف: هذه شجرة مباركة ذكرها الله سبحانه وتعالي في القران ولها فوائد عديدة ليست للأكل وزيت الزيتون بل ايضا تستخدم في اعداد المراهم والدهون والصابون البلدي الذي يحمل الكثير من المزايا.
ونوه إلى أن العائلة تُولي اهتماما واضحا وكبيرا بأشجار الزيتون من حيث التقليم والمتابعة والري في الموعد المحدد لضمان منتوج غزير من الزيتون، لافتا إلى ان العائلة تفضل في الغالب عصر الزيتون للحصول على الزيت وتخزين كمية بسيطة زيتونا للأكل.
الجدير ذكره أن السوق الاردني من الأسواق الرئيسية للزيت الفلسطيني في سنوات ما قبل التسعينات إلى جانب أسواق دول عربية غير منتجة للزيت كدول الخليج العربي.
أكد فارس الجابي الخبير في المجال الزراعي رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والتنمية الزراعية ومستشار رئيسي لمؤسسة الشرق الأدنى الامريكية لـ" الاقتصادي" على أهمية شجرة الزيتون اقتصاديا واجتماعيا لما تساهمه صادرات الزيتون في تحريك عجلة الاقتصاد الفلسطيني.
وتوقع الجابي تراجع قطاع الزيت والزيتون إلى حوالي 17 ألف طن بعدما بلغ انتاج الزيت والزيتون العام الماضي حوالي 21 الف طن، منوها إلى ان انتاج فلسطين من زيت الزيتون خلال الثلاثين سنة الماضية وصل حوالي 35 ألف طن .
وتابع أن تراجع الانتاج بسبب تأخر خروج فصل الشتاء واستمرار الأجواء الباردة إلى جانب استمرار موجات الحر الحالية التي تؤثر على الحجم اللحمي لثمرة الزيتون خاصة أن هذه الأوقات هي موعد زيادة حجم الثمرة.
وأضاف :"توثر اعتداءات الاحتلال المستمرة واقتلاع شجرة الزيتون بوحشية على الانتاج والتي كنت تجبر الكثير من المزارعين على ترك محصولهم السنوي خشية على أرواحهم"، مشيرا إلى ان مساحة كبيرة تقدر بـ30 ألف دونم مزروعة بالزيتون لا يصل اليها أصحابها إلا بتصاريح خاصة من الاحتلال.
ولفت إلى ان القطف في الموعد الصحيح من أهم العوامل التي تساهم في انتاج زيت زيتون بمواصفات عالية والذي يبدأ في منتصف شهر تشرين الأول حتى منتصف كانون الأول لكن الكثير من المزارعين يهرعون لقطف ثمار الزيتون خاصة مما يملكون أشجار زيتون في المناطق الحدودية ما يؤثر على كمية الزيت المستخرج، بالإضافة إلى زيادة نسبة حموضة على زيت الزيتون .
وأكد لـ "الاقتصادي" ضرورة تضافر الجهود من الحكومة ومؤسسات القطاع الزراعي لرفع مستوى القيمة الاقتصادية من قطاع الزيت والزيتون لما يشكله هذا القطاع من أهمية بالغة ومترابطة في العديد من القطاعات الصناعية المتعلقة به إلى جانب مساهمته في تشغيل عدد لا بأس به من الأيدي العاملة في موسم الحصاد.
يُذكر ان معظم الزيتون في فلسطين مزروع بصنفين هما النبالي والصوري حيث يعتبر الزيت الناتج منهما من أفضل الزيوت بمواصفات عالية الجودة.