رام الله – الاقتصادي- محمد علوان –تنتظر أم سامي (59) عاما أن ينتهي هذا العام بكل صبر، فهي من اعتادت في طفولتها على الدلال، فحياتها عند ذويها اختلفت تماما عما عاشته عند زوجها، "صحيح ان بداية حياتي الزوجية كانت هانئة ومرفهة، ولكننا بعد الزواج مباشرة سافرنا إلى فنزويلا، المشكلة بدأت بعد عودتنا، زوجي مر بظروف اقتصادية صعبة بعد ان انكسرت العملة الفنزويلانية، فاضطررنا أن نعود إلى فلسطين وان نبدأ من جديد".
ومن هنا بدأت حياة جديدة في البحث عن عمل، فزوجها لم يحصل على عمل مباشرة، وعلى الرغم من حملها لشهادة دبلوم الرياضيات إلا انها بذلت مجهودا كبيرا حتى تمكنت من الالتحاق بوظيفة معلمة في احد المدارس الحكومية، مقابل راتب 900 شيقل إسرائيلي قبل أكثر من 24 عاما، الآن زوجها يؤكد انها كانت ركيزة رئيسية في دعم المنزل ماديا.
ويقول أبو سامي:" مررنا بأيام صعبة انا انتقلت من حالة إلى أخرى، ولم أتمكن من الحصول على عمل، فتمكنت هي بعملها من دعم المنزل بالمال لفترة طويلة، الآن أتمنى لو ان تقاعدها سيعيد لها القليل من شكل الحياة الذي اعتدناه قبل بدأها بالعمل".
اللجوء الى العمل في المنزل
حال العاملين في القطاع الحكومي والعام طبيعي، إلا ان الفلسطينيات اللاتي لم يحالفهن الحظ في الحصول على الحظ الذي حصلت عليه ام سامي من التعليم لم يكن أقل عطاء، فلم يبق متر من أرض بلا زراعة تباع وتحصد النساء محصولها ولم يبق خيط لم يُطرز في ثوب للحصول على المال، أو غيرها العديد من الوسائل المبتكرة للتصنيع في المنزل وعلى رأسها التصنيع الغذائي.
وعمدت اكثر من 500 سيدة وشابة فلسطينية من انشاء "مصالحهم" الخاصة في أكثر من قرية ، كما وعمدت مجموعة من الدايات الفتيات اللواتي لا تتجاوز اعمارهن الـ30 عاما، حيث خضعن لمجموعة من الدورات للتمكين الاقتصادي والإدارة والإدارة المالية والعدالة الاقتصادية.
تًمًكنت تلك الفتيات اللاتي يقسمن إلى متعلمات أو غير ذلك من المشاركة في العديد من المشاريع الاقتصادية والتي نتج عنها سمعة لكل ريادية مكنت العديد منهن من المشاركة في انتخابات البلدية للقرى اللاتي ينتمين إليها.
"عملية التدريب والتمكين الاقتصادي مكنت مجموعة من النساء ان يخرجن من اطار القرية المغلقة والمنزل المنتهي الامتداد، هذا مكن هؤلاء النساء ان يعملن مع 18 مؤسسة تعمل على برامج متعددة"، يقول مدير مشروع شموس وائل العبيدي.
وتمكن العديد من النساء من اعالة اسرهن من خلال تحويل الحديقة الصغيرة الى قطعة انتاج زراعة نافعة للعمل في " التصنيع الغذائي"، أي استخدام المحصول الزراعي لإنتاج مواد أساسية مطلوبة للمنزل الفلسطيني كالمربى والزعتر المخللات.
"تمكنت العديد من النساء من إنشاء المشروع الخاص بهن في المنزل والحصول على مصدر مادي، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف التأسيس في العديد من المشاريع في البداية الا انهن تمكن من تمكين هذا المشروع وتحويل الحديقة الصغيرة والمطبخ الضيق إلى مصدر رزق مهم"، تقول المهندسة الزراعية نبيهة سمارة.
وتضيف سمارة:" في البداية لم يكن لدى هذه النساء الخبرة الكافية في إدارة المشاريع ولكن مع الوقت تميزت العديد منهن وانشأن مشروعا ناجحا، إضافة إلى أنهن بتن يتقن صناعة مواد بسيطة، كن يعتمدن على شرائها من السوق، ظناً منهن أنها لا تصنع بيتياً، وأنها بحاجة لآلات ومعدات صناعية خاصة".
احصائيات
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء بلغت نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة 19.1% من مجمل الإناث في سن العمل في العام 2015 مقابل 10.3% في العام 2001. وبلغت نسبة مشاركة الذكور 71.9%؛ حيث تزيد 3 أضعاف عن مشاركة الإناث، مع وجود فجوة في معدلات الأجر اليومي بين الإناث والذكور، إذ بلغ معدل الأجر اليومي للإناث 81.9 شيقل، مقابل 108.0 شيكل للذكور في العام 2015.
كما بلغت نسبة مشاركتها في وظائف القضاء 15.6%، مقابل 84.4 من الذكور؛ و25.0% من الصحفيين إناث، مقابل 75.0% ذكور خلال عام 2014. كما لم تزد نسبة السفيرات الفلسطينيات عن 5.8%، مقارنة مع 94.2% للسفراء؛ وهناك 41.8% من الموظفين في القطاع العام المدني إناث، مقابل 58.2% ذكور.