غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- " حتى لو اضطررت للعمل ليل نهار فإنني سأعمل لكي يكمل ابني تعليمه" ،هكذا ابتدأت ام محمد حديثها عن عملها في خدمة البيوت في غزة
تقول ام محمد لـ " الاقتصادي" :" ساءت أوضاعنا المادية كثيرا بعد إصابة زوجي في عمله في الحدادة والتي على أثرها أصبح لا يقدر على العمل فقد كُسر ظهره وساء حالنا إلى حد لم أتصوره يوما .
وتكمل:" ما اتقاضاه من الشؤون الاجتماعية لا يكاد يكفي أن نأكل خبزا حافا، ولدي ابن يُحلم أن يكمل دراسته الجامعية دون عوائق بسبب اوضاعنا الاقتصادية وأملي كان كبيرا ان ينهي دراسته ويجد وظيفة ينشلنا بها مما نحن فيه.
سعت بكل قوة لإيجاد عمل يساعدها على إعالة اسرتها وإكمال دراسة ابنها، وحاولت كثيرا إلى ان اقترحت عليها احدى الجارات والتي تعمل موظفة في احدى المؤسسات الخاصة أن تعمل " خادمة " في البيوت مقنعة اياها ان المقابل سيوفر لها ولعائلتها كل ما تحتاج.
تقول ام محمد :" لم استوعب عملي كخادمة في بداية الامر لكن ما كان يجعلني أقبل على مضض وغصة أن الأمر سيبقى سرا بالإضافة إلى ان العائد جيدا.
وتتابع:" لم اكن أقبل ان اعمل عند أي احد فكان عملي في البيوت فقط عبر المعارف والصديقات، وكنت اتحاشى ان ادخل في أي تفاصيل تكشف عن هويتي التي حافظت عليها إلى يومي هذا بتطبيقي مبدأ " لا أرى ، لا أتكلم ، لا أسمع" لافتة إلى ان عائلتها كل ما تعرفه عن عملها انها تعمل جليسة أطفال عند عائلة محترمة .
تقول لـ " الاقتصادي" :" عملي لم يكن سهلا ، فأنا أتعامل مع مختلف الناس والنفسيات والتي لم يكن التعامل معها سهلا، منهم يترفق بي ويتعامل بآدمية ويكرمني ايضا ومنهم من يتعامل معي بفوقية وازدراء تزيد من نقمتي على الاوضاع السيئة التي اجبرتني على العمل كخادمة من أجل توفير لقمة عيش كريمة بعيدا عن سؤال الناس.
انا لا اخجل من عملي كخادمة في البيوت فأنا أتعب واعمل لكي اوفر لعائلتي ما تطلبه، لكن نظرة المجتمع تجاه العاملات في البيوت دونية وفيها الكثير من الاستحقار لذلك اسعى جاهدة ليبقى عملي في طي الكتمان لكي لا يتعرض احد من أبنائي للمعايرة يوما من الايام بـ " ابن الخادمة".