غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- "مكره أخاك لا بطر " بهذه العبارة وصف الشاب محمود عمر علاقته مع السيجارة بعد أن غلا ثمنها، وصار من الصعب الحصول عليها كما كان سابقا .
وأضاف وهو ينفث دخان سيجارته في الهواء :" لا أملك إلا أن أدخن ، فقد حاولت مرارا وتكرارا الإقلاع عن التدخين بسبب ارتفاع سعره الخيالي إلا أنني لم استطع بعد أن أصبحت مدمنا عليه، وأنا في سن مبكرة.
ويؤكد عمر أن ارتفاع أسعار السجائر أثر عليه بشكل كبير خاصة وأنا موظف لا يتقاضى أكثر من 1500 شيقلا شهريا باعتباره يتلقى راتبا مقطوعا.
وحاول عمر أن يتجه إلى بدائل أخرى لتجاوز عقبة عدم توفر التدخين إلا أنه فشل في ذلك، مرجعا السبب إلى اختلاف الطعم والنكهة في الدخان العربي الشامي عنه من الدخان العادي والذي كان يحصل عليه بسهولة من التجار في غزة الذين كانوا يوردون عبر الانفاق .
ومع اغلاق السلطات المصرية لانفاق الحدودية بين فلسطين ومصر وفرض قيود كبيرة على تنقل المسافرين عبر المعابر قلت بشكل كبير كمية السجائر الواصلة الى قطاع غزة الامر الذي ادى الى ارتفاع كبير وحاد لتصل العلبة الواحدة لـ27 شيقلا بعد ان كانت تباع بحوالي 7 شواقل.
يقول محمود الشاعر تاجر دخان في عهد الأنفاق وصل سعر علبة الدخان الواحدة 2.3 شيقل وتابع للمستهلك بحوالي 5-6 شواقل .
وأضاف :" بدأ ارتفاع الأسعار بعد أن بدأت القوات المصرية في تدمير الأنفاق الحدودية التي كان تجارة الانفاق تعتمد عليها بشكل كبير لافتا إلى ان الضريبة الجمركية المفروضة على السجائر بدأت ب2 شيقل وارتفعت حتى وصلت إلى 11 شواقل إلى ان استقرت في الوقت الحالي إلى 5 شواقل .
واشتكى الشاعر من أن نسبة الربح من تجارة الدخان أصبحت ضئيلة جدا بسبب ارتفاع نفقات ادخالها عبر الأنفاق إلى جانب الرسوم الجمركية المفروضة ما نضطر إلى بيعه بسعر عال.
لجأ الكثير إلى طرق عديدة لتوفير استهلاك السجائر فمنهم من أقلع ومنهم من خفف بشكل كبير والبعض الآخر إلى شراء الدخان الشامي " النفل" ، الذي اقتحم السوق بقوة عندما ارتفعت أسعار السجائر بشمل مخيف ووصلت إلى حوالي 27 شيقلا بعد ان كانت بحوالي خمسة شواكل.
من اللافت ذكره أن نسبة التدخين في قطاع غزة من أعلى النسب في العالم على الرغم من وجود قانون فلسطيني لمكافحة التدخين (رقم 25/ 2005) والذي يتضمن 17 مادة لمكافحته، وقدّرت إحصائية رسمية في العام 2013 عدد المدخنين بالضفة وغزة بنحو 700 ألف مدخن بنسبة تبلغ 20.5% من مجموع السكان.