رام الله- الاقتصادي-وفاء الحج علي- عام 2006 خرج فايق يعقوب "أبو مهنّد" من القدس كارهًا وتاركًا خلفه حياته التي بناها شيئًا فشيئا منذ عام 1967. من ضمن ما تركه "أبو مهنّد" في القدس كان متجره، الذي خصّصه لبيع التذكارات، التي كانت تذكّر كل من اشتراها بأصالة التراث الفلسطيني وتاريخه.
أخذ معه بعض تراثه بعد أن اضطر "أبو مهنّد" للانتقال إلى مدينة رام الله بعد أن أقيم جدار الفصل العنصري، قرّر ألا يعتزل العمل بالتراث، وهكذا خرج بفكرة بيع وتأجير الأثواب الفلسطينية لمختلف المناسبات، الاجتماعية والوطنية، حيث افتتح متجره في مدينة رام الله باسم "معرض التراث الفلسطيني للتطريز والفنون".
أملنا بأن نجعل الثوب "الأبيض" فلسطينيًا ويقول أبو مهنّد: "نسعى من خلال هذا النوع من المتاجر إلى استرجاع مكانة الثوب الفلسطيني الأصيل، الذي يعبر عن تراثنا وكينونتنا في كل طرزة وغرزة ولون وقماش، وأمل بأن يأتي اليوم الذي نتمكن فيه من أن تختار العروس الفلسطينية ثوبًا مطرزًا، يغطي بجماله وأصالته على الموديلات التي نستوردها من الخارج". ويتابع: "الثوب الفلسطيني لباس متكامل ومستور ويشبه كل فتاة فلسطينية، لذا من المهم أن نعتز ونتمسك به".
لم يعد الثوب الأسود والأحمر فحسب وأما عن إقبال الفتيات على هذا النوع من الأثواب في أفراحهن، يقول أبو مهنّد: "لقد باتت الفلسطينيات أكثر تمسكًا بالثوب، خاصة بعد أن طورناه ومزجنا الأصالة مع العصرية في ثوب واحد، وباتت هناك الأثواب المخاطة بالمواكن، والتي تعد أرخص ثمنًا وبالتالي أصبح من الأسهل اقتنائها". ويبيّن: "هناك أعراس يلزم فيها المعازيم كافة على ارتداء الثوب الفلسطيني". ويتابع: "أضفنا الكثير من الألوان والحركات والقطع البرّاقة، والأذيال، والربطات، والشالات وغيرها على الأثواب الفلسطينية، وبهذا بات الثوب الفلسطيني يواكب الأذواق والرغبات كافة، سواء للفتيات الصغيرات في السّن أو السيدات الأكبر عمرًا".
كل المحافظات حاضرة ويحتفظ "أبو مهنّد" في متجره بأثواب منوّعة، من المحافظات الفلسطينية كافة، مثل ثوب رام الله، والبيرة، وبيت لحم، وغزة وغيرها، ويقول: "كل ثوب يحكي قصة المكان الذي صنع فيه، والنساء اللواتي أنجزنهن". ويبيّن "أبو مهنّد" أن الأثواب التي تنجز يدويًا تحتاج لقرابة شهرين كي تنتهي، الأمر الذي يزيد سعرها حيث يتراوح بين 2000 إلى 6000 شيكل للثوب الواحد، حسب المواد المستهلكة والوقت الذي احتاجته كل قطعة حتى ترى النور، فبعض الأثواب تحتاج إلى 50 طبة من الخيطان، والتي يبلغ سعرها 50 شيقلا".
عرس مطرز تقول مها عبد الرحمن أنها تخطط لإقامة حفل زفافها على الطريقة الفلسطينية الأصيلة، ويضمن ذلك الثوب الفلسطيني، وتقول: "لن يغيب الثوب المطرز عن عرسي، فأريد أن أبدو كعروس فلسطينية مثل جدّتي وأمها". وتتابع: "عائلتي وأصدقائي وخطيبي يدعمون الفكرة، وها نحن نبحث عن الثوب الفلسطيني المناسب"، مؤكدة أنها ستورث الثوب لابنتها ثم ابنة ابنتها لتشجيع التراث الفلسطيني وإرجاعه إلى ما كان إليه".