رام الله- الاقتصادي- تصاعدت المطالبات الشعبية والمجتمعية الفلسطينية مؤخرا وبخاصة في ظل الأزمة الخانقة التي يشهدها معبر الكرامة بفتح الجسر 24 ساعة أمام حركة المسافرين.

ويؤكد وزير النقل والمواصلات لـ" الاقتصادي أن السلطة الوطنية تقدمت بطلب للجانب الاسرائيلي لفتح الجسر 24 ساعة امام حركة المسافرين، قائلا" فتح الجسر 24 مطلب فلسطيني، معربا عن أسفه للأزمة التي سجلت في الأسبوعين الأخرين والتي كانت بسبب الأعداد الضخمة بين الداخل والخارج لفلسطين، فعادة ما يعبر يوميا 7 إلى 8 آلاف مسافر ولكن في الأسبوعين الماضيين عبر قرابة 14 ألف مسافر، فالمعابر غير مهيأة لهذا العدد.

وبين طبيلة أن الحكومة الفلسطينية تقدمت بطلب رسمي من أجل فتح معبر الكرامة لمدة 24 ساعة، مشيرا إلى أن الحكومة تنتظر الرد ونحن نمارس ضغطا كبيرا، منوها إلى أن الأردن وافق على فتح المعبر 24 ساعة، ولكن تبقى الموافقة الاسرائيلية.

ولفت إلى أن موقف الحكومة من عمل الشركات الخاصة ب(VIP) هو رفضه فالاحتلال هو من يدير المعابر ويقرر بشأنها، والحكومة شكلت لجنة متابعة عمل هذه الشركات من أجل عدم الإضرار بالمواطنين في حال مارست عملها، وعلى هذا الأساس وجدنا أن ثمن الخدمة باهظ لذلك رفضنا التعامل معها، رغم أن شركة النجمة المسؤولة عن خدمة لـ (VIP) التزمت بتعليمات الحكومة.

وقال إن خدمة vip تعمل للقادمين فقط وليس للمغادرين ويوجد تعليمات لطواقمنا بعدم التعامل مع لـ (VIP)، فنحن شعبا وحكومة نرفض هذه الخدمة التي تكلف 150 دولارا لثلاثة كيلو مترات. وبين طبيلة إن الحديث عن حل الأزمة جاء من تجاوب الحكومة الأردنية حيث خفضوا كلفة النقل من 150 دولارا إلى 110 دولارات لخدمة لـ (VIP). وقال إن الخدمة بدأت في 26 الشهر الماضي ولغاية الآن استخدمها 13 ألف مواطن أنفقوا عليها 1,5 مليون دولار، منوها إلى أن عدد المسافرين مرتفع جدا نظرا لوجود عدد كبير من المسافرين.

من جهته، يعتقد طلعت علوي رئيس الحملة الوطنية لحرية حركة الفلسطينيين "بكرامة" في تصريح لـ" الاقتصادي" أنه وبناء على خبرته طوال ست سنوات في الحملة فإن الجانب الفلسطيني لم يسبق له التقدم سابقا بطلب رسمي للجانب الاسرائيلي لفتح الجسر 24 ساعة. ويضيف" في اجتماع مع مسؤول سابق من وزارة الشؤون المدنية خلال سنوات سابقة، فاجأنا بتصريح مستهجن أنه لا توجد حاجة فلسطينية لفتح الجسر 24 ساعة".

ويضيف" خلال اجتماعات سابقة مع كافة مسؤولي الجسر في الجانب الأردني، ابدوا استعدادهم لبحث مسألة فتح الجسر 24 ساعة مع السلطة الوطنية، ولم يعترضوا عليها بالمطلق". ونوه إلى أن مجلس الوزراء شكل لجنة في 1-5-2016 مكونة من سبع جهات هي: وزارة النقل والمواصلات، وهيئة المفاوضات، ووزارة السياحة، ووزارة المالية، ووزارة الاقتصاد، ووزارة الشؤون المدنية، والهيئة العامة للمعابر بهدف وضع خطة لتحسين الوضع على معبر الكرامة، لافتا إلى أن اللجنة عقدت عدة اجتماعات لكنها تعاني من البروقراطية وتسير بوتيرة بطيئة.

وبين أنه استغرب من ممثل لوزراة المالية في أحد الاجتماعات التي توقع فيها أن تطلب اسرائيل رسوما إضافية إذا تم تمدد العمل على الجسر لـ24 ساعة، مشيرا إلى ان ذلك كان مجرد تكهنات وليس مبنيا على حقائق. ويشير علوي إلى الأزمة الأخيرة التي حصلت في حركة المسافرين على جسر الكرامة وما أثير مجتمعيا حول بطاقات الـvip يدفع الأمور بجدية لأن تطالب السلطة بشكل رسمي بفتح الجسر 24 ساعة، منوها إلى أن هذا الأمر حقق تقدما بان تقدمت وزارة النقل والمواصلات أمس بطلب رسمي للجانب الاسرائيلي حول هذا الموضوع الذي أصبح على طاولة المستوى السياسي في اسرائيل.

وشدد علوي على أن فتح الجسر 24 ساعة مسألة حيوية للفلسطينيين وهي مسألة وقت على الجانب الفلسطيني ان يتمسك بها حتى لو أبدى الجانب الاسرائيلي رفضه بخصوصها. وأضاف" إذا رفضت اسرائيل علينا كفلسطينيين أن نبحث عن الخطوات المقبلة، وعلى هيئة شؤون المفاوضات والمستوى السياسي الفلسطيني أن يتدخل جديا لحل هذه الإشكالية".