قبل نحو عامين اعلنت شركة سند لصناعة الأسمنت عن خطواتها الاستثمارية الاولى باتجاه إنشاء المصنع الفلسطيني المتكامل الأول لإنتاج الأسمنت، ولكن ليس كل ما يحلم به المرء يدركه فقد اصطدم هذا المشروع برفض الاهالي في قرى وادي الشعير (برقة وبزاريا وعنبتا وكفر رمان ورامين) شرق مدينة طولكرم وهي المنطقة التي كان من المفترض اقامة المشروع عليها.

رفض الاهالي جاء نتيجة مساعي شركة سند التابعة لصندوق الاستثمار لاستملاك أراضيهم وتحويلها إلى محاجر ومقالع وإقامة مصنع إسمنت عليها، ومنذ ذلك الحين توقفت الشركة عن اقامة المشروع وبقي سوق الاسمنت في يد الاحتلال الذي يحتكره منذ عام 1967.

سعيد دويكات نائب الرئيس التنفيذي للتطوير والتنمية لشركة سند اوضح خلال حديثه لبرنامج "90 دقيقة في الاقتصاد" عبر اثير "رايـة" مدى اهمية حاجة الاقتصاد الفلسطيني  الى مصنع اسمنت كونه يشكل العمود الفقري لقطاع الصناعات الذي يساهم بنسبة 15.4% في الانتاج المحلي اي بملغ مليار ونص دولار من قطاع الصناعات في فلسطين ويشغل 30 الف عامل.

وقال دويكات ان شركة سند تعمل على مدار السنوات الماضية على ضرورة اقامة مصنع اسمنت فلسطيني يسهم في تحقيق اكتفاء ذاتي في هذا المجال دون الحاجة الى الاستيراد من الخارجة موضحا بان النسبة الاعلى من الاسمنت يتم استيرادها من اسرائيل وذلك فيما يعرف بالسوق الثانوي لديها اي بعد توفير احتياجات مستوطينها يتم توريد المتبقي للسوق الفلسطيني وهذا بحد ذاته يشكل عائق امام توفر الاسمنت في السوق الفلسطيني بشكل مستمر كما يؤدي الى ارتفاع اسعاره بين الحين والاخر نتيجة لتحكم اسرائيل في عمليات استيراد الأسمنت.

ولفت الى ان نمو الاسمنت في اسرائيل مضطرب وانه من المتوقع خلال عام 2020 ان تصبح مصانع اسرائيل غير قادره على توفير احتياجات مستوطنيها وبالتالي حينها لن تزود السلطة بالإسمنت مما سيؤدي الى تفاقم مشاكل الاسمت.

واشار دويكات الى ان شركته تعمل على عدة مستويات لحل مشكلة الاسمنت حيث تعمل مؤخرا على  انشاء مخازن استراتيجية في جميع المحافظات وقد تم انشاء مخازن في اريحا مؤخرا تتسع لخمسة الاف طن من الاسمنت ويجري العمل حاليا على انشاء مخازن اخرى تتسع لـ 10 الف طن.

وبخصوص مبادرة الشركة مسبقا لاقامة مصنع اسمنت على اراضي قرى وادي الشعير، قال دويكات" ان الشركة اوقفت العمل على المشروع مؤخرا بناء على رغبة الاهالي في تلك المناطق ولكن المحادثات ما زالت جارية وقريبا هناك اخبار جيدة ستسمعوها في هذا الخصوص".

بدوره قال المهندس خالد الفارس الناطق الاعلامي لاتحاد المطورين الفلسطينيين ان الاتحاد عبر مرارا عن تأيده لفكرة اقامة مصنع فلسطيني للاسمنت قادر على توفير الكميات المطلوبة بالجودة المطلوبة وباسعار معقولة تتناسب مع قدرات المواطنين.

وطالب الفارس بضرورة ان تعمل شركة سند على توفير مصانع للاسمنت لتحقيق الاكتفاء الذاتي وان لا يكون الربح هدفها الاساسي، مشيرا الى ان انتاج الاسمنت سيؤدي الى تخفيض الاسعار وبالتالي سينعكش ذلك ايجابيا مع قدرات المواطنين على التملك وشراء الشقق السكنية.

شبكة راية الاعلامية