من منّا لم يتسمر أمام التلفاز في انتظار الحلقة الجديدة من (بوكيمون) على قناة (سبيس تون)، فكلنا وقعنا في غرام (آش) و (بيكاتشيو) وغيره من البوكيمونات المميزة، ولم نحلم يوماً أن هذا الخيال سيتحول يوماً إلى واقع، وأن الرحلات التي طالما أعجبنا بها سنكون نحن أبطالها.
حالة من الهوس العارم بدأت عندما انكب ملايين من المستخدمين على تحميل لعبة (بوكيمون جو) بمجرد أن أطلقتها شركة نينتندو للألعاب الإلكترونية، حيث حصدت اللعبة ملايين المستخدمين عبر نظامي (أندرويد) و IOS))، مما رفع من سقف الشركة وزاد أرباحها بشكل كبير.
وقدرت بعض الاحصائيات عدد مستخدمي اللعبة في أمريكا بـ 60% من مستخدمي نظام (أندرويد)، وخلال أيام فقط من اطلاقها فاق عدد مستخدميها حول العالم مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
بوكيمون في فلسطين
فلسطين لم تغب عن هذه الثورة الالكترونية وكان لها نصيب فيها، حيث أن الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قاموا بتنصيب اللعبة على هواتفهم حتى قبل توفرها على المنصات الرسمية من أجل تجربتها والاستماع ونقل خيالهم الافتراضي إلى واقع ملموس.
ورغم عدد المستخدمين المتزايد بسرعة في الأراضي الفلسطينية إلى أنهم واجهوا مشكلة كبيرة في استخدام اللعبة التي تعتمد على الحركة من مكان إلى آخر وأحياناً إلى مسافات شاسعة من أجل الحصول على (بوكيمون) عن طريق استخدام خاصية الـ GPS في الهواتف الذكية، في حين شبكة الاتصالات الفلسطينية لا تملك نظام (3G) الذي قد يمكن المستخدمين من استقبال الانترنت في الشوارع والاماكن المفتوحة مما يفقد اللعبة بهجتها وعنصر التفاعل.
مأزق آخر يحدثنا عنه إبراهيم صالح أحد مستخدمي اللعبة من قطاع غزة، وهو ضيق المساحة في القطاع، التي لا تمكن المستخدم من الوصول إلى عدد كبير من (البوكيمونات)، كذلك لا تمكنك من البحث في نطاق واسع.
صالح أكد أن الاحتلال وراء كل ما ينغص الحياة في فلسطين، فهو الذي يمنع شبكات الـ (3G)، وحدوده المزيفة هي التي تمنع من التقاء فلسطين ببعضها البعض.
ومن المواقف الطريفة التي حصلت يروي صالح أنه كان في رحلة بحث عن (بوكيمون) بعد أن اشترى حزمة انترنت بمبلغ كبير، وأثناء رحلته كان واقفاً في منتصف الشارع يناظر أمامه باحثاً، حيث أوقفه شابٌ واتهمه بأنه يقوم بتصوير خطيبته.
من جانبه اعتبر رامي محمد أحد مستخدمي اللعبة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، أن "المتعة ناقصة جداً بسبب عدم توفر شبكة اتصالات من الجيل الثالث للعب".
وقال محمد "نتحايل على الأمر من خلال استخدام شبكات الوايف اي الموجودة في كل منطقة، حيث أن الامر أصبح ضروري لأن الحماس الموجود في اللعبة كبير".
وأضاف، "لا أرى أي داعي لانتقاد اللعبة ومهاجمتها بهذا الشكل من بعض الناس الذين ينتقدون فقط لأجل الانتقاد، فهي لعبة تشجع على الحركة والتنقل لكن دون ادمان واللعب بوسطية دون افراط، كذلك فهي لعبة آمنة باعتقادي، ولا أساس لصحة المعلومات التي تقول أنها لها أهداف آخرى مثل التجسس".
الجدير بالذكر أن تطبيق اللعبة يوظف كاميرا هاتفك الذكي ليضع لك شخصيات (بوكيمون) الكارتونية في المكان الذي تتواجد فيه. تقوم بتتبع تحركات بوكيمون عبر الكاميرا وتحاول قطفها لتربح المزيد من النقاط. قد تتحرك مئات الأمتار في رقعة جغرافية كبيرة من دون أن تشعر بذلك.
ويقوم التطبيق بتشغيل نظام تحديد الأماكن لكي يسهل عملية ظهور شخصيات بوكيمون.
هل تستخدم للتجسس؟
منذ أن أخذت اللعبة سيط كبير بين المستخدمين، ظهرت العديد من الآراء التي تقول أن اللعبة لها أهداف أخرى مثل التجسس على اللاعبين، مما أثار حفيظة الكثير من اللاعبين وقلقهم.
المهندس الالكتروني أسامة حمدان من غزة، أكد وجود الكثير من التطبيقات على الهواتف الذكية التي تطلب الوصول إلى معلوماتك الشخصية مثل الموقع وغيرها وهذا أمر طبيعي في اللعبة.
وأوضح أن اللعبة تهدف إلى الوصول إلى هذه المعلومات من أجل توصيلك بخريطة توضح لك أماكن تواجد (البوكيمونات) ودرجة بعدك عنهم، وهذا لا يعتبر اختراق أو تجسس بل تفكير ابداعي وجميل ومتطور.
وحذر حمدان من اتباع الآراء التي تدّعي أشياء لا تعلم بها فقط من أجل تشويه صور ما هو منتشر ومتداول بين الناس، مضيفاً "لو كان الامر كما يقولون لكانت أغلب تطبيقات مواقع التواصل والتراسل الفوري مستخدمة للتجسس علينا".
يشار إلى أنه وبعد تحميل تطبيق اللعبة، يأتيك إشعار ينبهك إلى أنه سيستخدم المعلومات الموجودة على حسابك في غوغل، ما أشعر البعض بالخوف من انتهاك خصوصياتهم.
وسيلة للضحك والتسلية
مما ميز هذه اللعبة كذلك، الطرافة التي صاحبتها من خلال اطلاق النِكات على مستخدميها وعن طريقة لعبهم، حيث غزة الطرائف المضحكة وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير مما ساعد على انتشار اللعبة بشكل أكبر، ونعرض لكم بعض ما تداوله المستخدمون.
فلسطين اليوم