رام الله – الاقتصادي- محمد علوان- مع قدوم موسم الصيف واقبال الأعياد والمناسبات الاجتماعية يبدأ الفلسطينيون بالتهافت على أنواع اللحوم المختلفة، وتبدأ ربات البيوت بالتفنن في صنع أطباق اللحوم والدجاج المختلفة، ولكن طبق اللحم رغم غلاء أسعار كيلو اللحم والذي وصل إلى 95 شيقلا إلا أنه ظل طبقا مميزا جدا،،، لا يتوفر بكثرة ويجب أن يكون شهيا ومميزا.
"بعد ان تزوجت أصبح من الواجب علي شراء اللحوم لمنزلي، هذه المهمة اعتاد الوالد أن يقوم بها، لم أعرف كيفية اختيار اللحوم، وتفاجأت بأن كل قطعة لحم تشتريها لها اسم، راس العصفور، الفتيلة والعيديد من المسميات"، يقول سامي سليمان(32 عاما) من مدينة رام الله.
الجزار الفلسطيني يعرف لحم الخوف والعجل كأي ربة منزل "معدلة" بل وأكثر، فهو يعطي النصائح حول الاستخدام الأمثل للحوم قبل الشراء، "تفاجأت عندما سألني من أين تريد قطعة الستيك، فبعد أن أخرج قطعة كبيرة من اللحم عرفت بعد ذلك انها فخذ عجل، وأشار بطرفي السكين تقريبا وسألني هل تريدها عادية أم فتيلة؟، وطبعا لم أعرف الإجابة ولكنه اعلمني ان واحدة أقل قساوة من الأخرى وبالتالي فسعر الفتيلة أعلى بـ 20 شيقلا"، يضيف سامي.
نصائح حول شراء اللحوم
وتشير مواقع الطبخ الاحترافية إلى مجموعة من النصائح لا بد من اتباعها قبل شراء اللحوم، الأولى وأوضحها هو لون اللحم الذي يجب ان يكون لونه وَرديا، ويجب أن تكون العظام بيضاء مشرقة، كما تظهر علامات عمر الماشية قبل الذبح فاللحم ذو اللون الأحمر الغامق أو البني الداكن يعني أن اللحم على وشك الفساد أو أنه أتى من حيوان كبير السن، فيكون اللحم قاسيا وأقل نكهة.
يمكنك توفير ما يقارب %25 إن اتبعت بعض التقنيات مثل شراء عود الشواء بدلا من شرائح الستيك الجاهز عند الجزار، كما ان للحم المفروم المعبأ يفقد الرطوبة والنكهة لأنه يتعرض بنسبة مساحة مسطحة أكبر للهواء، غالباً ما يتكون اللحم المفروم الجاهز على الزوائد، والدهون، والقطع غير المرغوب فيها، ما يجعله قاسسيا ومطاط القوام، ويفضل فرم اللحم البقري في المنزل، حيث أنه سيوفر لكِ حوالى 10٪، وفرم الدجاج، أو الديك الرومى يمكن أن يوفر ما يصل إلى 30٪.
وللحصول على لحوم جيدة يجب عليك زيارة بائع اللحوم الذي تتعامل معه وعليك أن تسأله بعض من الأسئلة المهمة مثل نوعية وأصل اللحوم ونوع التغذية سواء كانت عشباً أو حبوباً، وما هي أفضل قطعة لحم مناسبة لنوع الوجبة التي تريد طهيها، حتى تتكون عندك بعض المعلومات التي على أساسها ستتمكن من شراء أفضل الأنواع المتاحة.
معدل استهلاك الفلسطينيين من اللحوم
وتمر فبسطين منذ العام 2007 بأزمة ثروة حيوانية، حيث ارتفع سعر الأعلاف بشكل كبير جدا، فبرزت مشكلة سعر كيلو اللحم والزيادة غير المنطقية، بشكل دوري، وبالنسبة للثروة الحيوانية في فلسطين فقد بلغ عدد الأبقار980 33بقرة، بينما بلغ عدد الضاحية 946,229 رأسا منها 730,849ضأن وهو ما يعرف بالغنم الأبيض و 215.335 ماعز وهو ما يعرف بالغنم الأسمر.
هذه الأرقام لا تساوي كمية الإنتاج في فلسطين، الامر الذي جعل المستهلك عرضة للارتفاعات المضطردة لسعر كيلو اللحم، فكانت اللحوم المجمدة احد أبرز الحلول.
" اللحوم المجمدة المُسوقة في فلسطين مفحوصة من وزارة الصحة وهناك إجراءات رقابية صارمة جدا، واللحوم الموجودة تحمل اسم الشركات المُستوردة، وهي سليمة وصحية ولها فترة صلاحية ظاهرة على غلاف كل قطعة، ولا يمكن تسويق هذه البضائع وادخالها الا اذا خضعت للفحوصات، كما يُسمح فقط لكمية معينة الدخول ويُمنع تسويق هذه المنتجات او حتى إدخالها إلا إذا حصلت على شهادة الصحة من وزارة الصحة وشهادة بيطرية من وزارة الزراعة "، يقول القائم بأعمال مدير دائرة حماية المستهلك إبراهيم القاضي.
جودة اللحوم المجمدة
ويتشكك الفلسطينيون دائما من جودة اللحوم المجمدة ومن الفائدة الغذائية لها، الأمر الذي أثنى عليه المشرفون من الوزارات المسؤولة.
وأكد القاضي:" اذا كانت اللحوم مجمدة يجب ان يتأكد المستهلك من بطاقة البيان ومدة الصلاحية، فاذا تأكد المستهلك من هذه الأمور فلا شك بالمطلق بان لها نفس القيمة الغذائية للحوم الطازجة، بل على العكس فهي أكثر أمنا منها لأن عملية التجميد التي تخضع لها هذه اللحوم بمجرد ذبح العجل أو رأس الغنم كفيلة بالقضاء على أي نشاط ميكروبي مٌحتمل".
وبحسب دراسة أجرتها وزارة الاقتصاد مع موزعي الجملة للحوم المجمدة، شهد العامان الماضيان زيادة كبيرة في الاقبال على شراء اللحوم المجمدة، إلا ان هذا العام شهد اقبالا أكبر وخاصة في شهر رمضان نتيجة للزيادة المفاجئة للمواطن في سعر كيلو اللحم الطازج.