رام الله - الاقتصادي - تراجعت مبيعات الذهب المصنع في السوق الفلسطينية خلال الشهرين الماضيين ومطلع الشهر الجاري، بعد صعود أسعار المعدن الأصفر الخام عالمياً.
واشتكى تجار وصاغة، من التراجع الحاد في مبيعات الذهب، على الرغم أن الفترة الحالية هي موسم الأفراح والمناسبات الاجتماعية، "إلا أن أسعار الذهب مقارنة مع مطلع العام الجاري مرتفعة". وبلغ سعر غرام الذهب عيار 21 مصنع اليوم الإثنين، نحو 27 ديناراً، مقارنة مع 21.5 دينار أردني، وهي أسعار شباط الماضي، بصعود قيمته 5.5 دينار لكل غرام واحد. عالمياً، ارتفع سعر أونصة (أوقية الذهب) وفق أسعار البورصات، إلى نحو 1360 دولاراً اليوم الثلاثاء، صعوداً من أسعار الأسبوع الماضي البالغة 1358 دولاراً وفق أرقام رسمية.
ويعود ارتفاع الذهب في الأسواق العالمية، الذي انعكس على السوق الفلسطينية، إلى عودة المعدن الأصفر كملاذ آمن للمتعاملين وزاد الطلب عليه في أعقاب نتائج الاستفتاء البريطاني، الذي خلص إلى 52٪ من المصوتين الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال كريم التميمي صاحب محل صاغة، إن أسعار الذهب في السوق الفلسطينية مع مصنعيته، سجل أعلى سعر منذ نحو عام، ما دفع باتجاه إحجام المواطنين عن الشراء.
وأضاف التميمي في تصريح للاقتصادي، "مبيعاتنا للشهر الجاري والماضي، تراجعت بأكثر من 40٪ مقارنة مع الشهور الأولى من 2016.. المواطنون يحضرون للشراء متوقعين أن سعر الغرام الواحد ما يزال في حدود 22 ديناراً".
وأشار أن الطلب في حالة ارتفاع أسعار الذهب، يتجه إلى ما يسمى بالذهب الروسي، وهو ذهب عيار 14، تعتبر أسعاره أقل بكثير من الذهب عيار 18 أو 21. وداخل أحد محال الصاغة، يقبل مواطنون على بيع ما لديهم من المعدن الأصفر، الذين كانوا قد اشتروه خلال فترة سابقة شهدت تراجعاً في أسعاره، كأحد أشكال التجارة.
ونوه التميمي، أن مشتريات محال الصاغة للذهب من المواطنين ارتفعت خلال الشهرين الجاري والماضي، "هناك نسبة تقتني الذهب لأغراض تجارية تشتريه في أوقات الرخص وتبيعه عند ارتفاع الأسعار.
وخلال العام الماضي 2015، شهدت كميات الذهب الواردة لمديرية المعادن الثمينة التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني في محافظات الضفة ارتفاعاً بنسبة 21.3% مقارنة مع العام 2014.
ووفقاً للتقرير السنوي لمديرية المعادن الثمينة فقد دمغ الصناع والتجار الفلسطينيون في ذات العام أكثر من 13 طن ذهب في دوائر المديرية لحمايتها من الغش والتلاعب، وضمان لحقوق المستهلك والتاجر على حد سواء، مسجلة بذلك ارتفاعاُ في الإيرادات بنسبة 31.7% والتي بلغت بمجملها 12.447 مليون شيكل تقريباً مقارنة مع العام 2014.
وأرجعت المديرية هذا الارتفاع إلى الانخفاض في سعر اونصة الذهب عالمياً والتي انخفضت بنسبة 8.3% وكذلك الاستقرار في الوضع الاقتصادي حتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2015.