رام الله- الاقتصادي- مع كل فترة أعياد ونشاط في الحركة التجارية، تخرج أصوات من سكان الضفة الغربية متهمة أصحاب المركبات ذات اللون الأصفر أي ممن يحمل سائقوها الهوية الزرقاء بأنهم يتجاوزون القوانين المرورية في مناطق السلطة الوطنية، مستندين إلى أن هؤلاء لا يخشون الشرطة الفلسطينية وإجراءاتها العقابية بدعوى أنها لا تمتلك صلاحية لمخالفة هؤلاء.
ويختلف المواطنون بين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة، فهل حقا أن المركبات ذات النمر الصفراء أكثر تجاوزا للقانون؟
تقول المواطنة سيرين صافي إنها تؤيد فكرة أن السيارات ذات اللون الصفراء تتجاوز القانون بكثرة، قائلة "شخصيا وذات مرة تجاوزتني مركبة تحمل اللوحة الصفراء من الجهة اليمنى ما كاد يتسبب لي بحادث رغم انتشار شرطة في المكان، غير أن هذه السيارة ذهبت دون ان تلقى أي عقاب ".
وترى صافي أن هؤلاء يتجاوزون القانون لأن لديهم اعتقاد أن الشرطة الفلسطينية لا تجرؤ على مخالفتهم كونهم يحملون الجنسية الاسرائيلية، "مضيفة" لدي صاحبات يحملون الهوية الزرقاء يعتقدن ان المناطق التابعة للسلطة الوطنية لا يحكمها القانون، بينما في الشوارع التابعة لشرطة الاحتلال يبدين التزاما أكبر لاعتقادهن أن القانون سائد هناك".
ويتفق الصحفي هاني بياتنه مع هذا الرأي قائلا" تتجاوز المركبات ذات اللوحة الصفراء القانون لاعتقاد اصحابها أنهم غير ملزمين بقوانين السلطة الفلسطينية، وليس هذا في الأعياد فقط وإنما في أغلب الأحيان، حتى باتت ظاهرة منفرة لبعض المواطنين لاعتقادهم أن هؤلاء الناس فوق القانون ".
ويضيف بياتنة" أغلب هذه السيارات تعود لمواطنين أما من القدس او الداخل الفلسطيني، ولكن هناك أيضا بعض التجاوزات من السيارات التي تحمل لوحة صفراء ولكنها ليست لمواطنين مقدسيين أو من فلسطينيي الداخل وإنما تكون سيارات مسروقة، وهذه كارثة أعظم لأنه يجب على المسؤولين اتخاذ اجراءات رادعة وتطبيق القانون على الجميع ".
ويرفض المواطن طه يوسف من رام الله هذه الفكرة، قائلا إن من يتجاوز القانون يجب أن يعاقب بغض النظر عن لون اللوحة الي تحملها مركبته، مشيرا إلى إنه لا يؤيد فكرة أن المركبات ذات اللوحة الصفراء هي أكثر تجاوزا للقانون.
ويضيف" كثير من التجاوزات المرورية سببها المركبات العمومية من لوحات الضفة التي تسببت اصلا بمعظم الحوادث القاتلة في على شوارع الضفة"، مؤكدا ان المواطنين المقدسيين ومن فلسطينيي 48 مرحب بهم دائما في مناطق السلطة وهم ينعشون الحركة التجارية في مدن الضفة، رافضا فكرة الترويج لفكرة تنتقص من قيمة أي شريحة من شعبنا أيا كان اللون الذي تحمله مركباتهم او هوياتهم.
الشرطة: نطبق القانون على الجميع
بدوره أكد الناطق الرسمي باسم جهاز الشرطة الفلسطينية لؤي زريقات لـ" الاقتصادي" أن الشرطة تطبق القانون على كافة المتجاوزين للقانون في حالة ارتكاب مخالفات مرورية بغض النظر عن لون النمرة التي تحملها المركبة.
وقال زريقات لـ" الاقتصادي" أحيانا الشرطة الفلسطينية تلجأ إلى إجراءات عقابية صارمة بحق متجاوزي القانون من المركبات ذات اللون الأصفر منها حجز الأوراق وتحويل للمحكمة وبعض الحالات يتم تحويلها للارتباط العسكري الفلسطيني"، مشيرا إلى أن البلديات بدأت تلجأ إلى استخدام الكلبشات مع بعض السيارات المخالفة لإرغام أصحابها على دفع الغرامة، ولا يمكن فك الكلبشات قبل دفعها".
ويؤكد زريقات أن الحديث عن أن السيارات التي تحمل لوحة صفراء أكثر تجاوزا للقانون ليس صحيحا بالمرة، فالتجاوزات لا تقتصر على فئة معينة من السائقين".
حماية المستهلك: هؤلاء جزء أصيل من شعبنا
بدوره أصر رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية على أن أهل القدس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني سواء كانوا في رام الله او الخليل او القدس، ولا يجوز أن نظل نتعامل معهم من منظور الريبة والشك وأنهم مصدر للفوضى وسبب لأزمة المرور وانهم المسؤولون عن بعض الممارسات الخاطئة، قائلة إن هناك كثيرا من تجاوزات المرور ترتكبها السيارات الحاملة لنمر الضفة .
وأضاف"اصر على التعامل مع أهلنا من القدس المحتلة ومع أهلنا من مناطق 1948 كفرصة للتواصل وتبادل التجربة، وفرصة اقتصادية إنعاشية للتجارة والاقتصاد الفلسطيني".
وتابع" للأسف عندما نكون في القدس نجد الجميع في استقبالنا واحترامنا، ولماذا لا نرد التعامل بذات المنطق، عندما يذهب الناس الى يافا والناصرة وعكا نجد اننا نكون على الرحب والسعة، ويفرد البساط الاحمر لنا".
وأبدى هنية خشيته من ان يترسخ هذا الانطباع بان النمرة الصفراء مشكلة وأن يترسخ كذلك في أذهاننا اننا لا نستطيع ان نضبطهم لأنهم فوق القانون ، مؤكدا ان هذا الاعتقاد خاطئ ولا أساس علمي له.