شخصية جيهان ابوالرب القوية وقدرتها على الاقناع كان لها الاثر الواضح في تغيير ثقافة سكان قريتها جلبون الواقعة شرق مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وفي اقناع اسرتها بان تؤسس مشروعها الخاص، سعيا منها في تحسين دخل اسرتها ولتساهم في تعليم شقيقاتها .
في العام 2006 كانت البداية، حين بدأت جيهان مشروعها من خلال محل صغير لبيع الملابس والاكسسورات في قريتها جلبون، وبالطبع لم يكن سهلا ان يتقبل محيطها فكرة تاسيسها لمشروع، خاصة بعد ان اصبحت تعمل فيه خلال الفترة المسائية .
ولكن في ظل ما حققته جيهان من نجاح في مشروعها، وبفعل تصميمها على النجاح، ولايمانها ان النجاح ممكن، اذا توفرت الاراده، كان لها ما ارادت، ونجحت .
وفي ظل النجاح الذي تحقق، انتقلت من قريتها جلبون لتفتتح محلها الجديد في موقع متميز وسط مدينة جنين، حيث القوة الشرائية اعلى، وفرصة التواصل مع المتسوقين اكبر، ونسبة المبيعات اعلى، وقررت تطوير محلها وزيادة البضاعة وتحسين نوعيتها.
وحتى تتغلب على الظروف المادية الصعبة التي تحول دون تنفيذ ذلك التطوير، طلبت في مطلع العام 2009 من جمعية " اصالة " قرضا بقيمة 2000 دولار استطاعت تسديده خلال عام، ثم حصلت على قرض اخر بقيمة 4000 دولار في اذار من العام 2010 مما مكنها من تحسين دخلها بشكل ملحوظ ، وتطوير مشروعها من حيث كمية البضاعة ونوعيتها وتنوعها، حتى اصبح لها زبائن مميزين كما تقول "يحضرون خصيصا للتسوق من محلها " .
جيهان ( 30 عاما ) التي تعيش مع والدتها واسرتها المكونة من 8 افراد لم تستطع اكمال دراستها، واكتفت فقط بالدراسة للمرحلة الاعدادية حتى تستطيع مساعدة اسرتها، وتغير واقعهم الاقتصادي الصعب، وهي التي تتكفل بالانفاق عليهم، تمتلك اليوم مشروعا براسمال يقدر ب 7000 دولار، وتحلم بتطوير محلها ليصبح متكاملا، يتوفر فيه ما تحتاجه النساء من ملابس واكسسورات، كما تتطلع الى استيراد بضاعتها مباشرة من المصدر .
ولا زالت جيهان تستذكر المرحلة الصعبة التي عاشتها في بداية مشروعها، حيث الخوف من الفشل وصعوبة التواصل مع التجار بسبب قلة الخبرة، بالاضافة الى الصعوبات المادية، الا انها اليوم تعتد بنفسها وبالخبرة التي تراكمت لديها، بفضل التصميم والارادة التي تتمتع بها، وتفكر بتاسيس مشروع اخر في قريتها جلبون بالاضافة لمشروعها الحالي في جنين .