دبي –رويترز- بعد أسبوع على بدء الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن تكاد واردات الغذاء لأفقر بلد عربي تتوقف تماما مع تعرض سلاسل الإمداد الهشة لضغوط متنامية من جراء الصراع وفي ظل عزوف الموردين التجاريين.
وبدأت السعودية وحلفاؤها العرب حملة قصف جوي الأسبوع الماضي ضد الحوثيين الموالين لإيران الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن وباتوا يهددون مدينة عدن الجنوبية التي لجأ إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ويسيطر الحوثيون على عدة موانئ وبسبب القتال أصبح النقل البري شديد الخطورة.
ويستورد اليمن أكثر من 90 بالمئة من غذائه بما في ذلك الجانب الأكبر من حاجاته من القمح وكل احتياجاته من الأرز لتلبية متطلبات سكانه البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة.
كانت وكالة أنباء سبأ الرسمية قالت يوم الاثنين إن مخزونات الأغذية الأساسية تكفي لستة أشهر في كل المحافظات وإن مخزونات القمح بلغت 930 ألفا و100 طن يوم بدء الضربات.
لكن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة تقول إن المخزنات قد تبدأ بالتناقص سريعا.وقال صلاح الحاج حسن ممثل الفاو في اليمن لرويترز يوم الأربعاء "رغم أن المصادر الحكومية تقول إن المخزونات تكفي حاجات البلاد لنحو ستة أشهر فمن المرجح أن يؤثر الصراع تأثيرا سلبيا على التوزيع وتوافر السلع في السوق وأسعار المواد الغذائية وبأسرع مما كان متوقعا".
وقالت مصادر بقطاع الأغذية إن انهيار السلطة المركزية والقتال الدائر على عدة جبهات بما في ذلك عدن أحد الموانئ الرئيسية لليمن أدى بالفعل إلى تعطل الواردات وإلى مشاكل في معالجة وتوزيع القمح والأغذية الأساسية الأخرى.وقال مصدر بالشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال في عدن "الميناء لا يعمل ووارداتنا متوقفة منذ بضعة أيام ولا نتلقى المزيد من القمح".
وأضاف "لا يستطيع العمال القدوم إلى العمل لذا المطاحن متوقفة. القتال وإطلاق النار يمنعهم من المجيء والطرق مغلقة."وتسبب انفجار بمصنع ألبان في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين بغرب البلاد في مقتل 25 شخصا على الأقل ووجه ضربة للإنتاج الغذائي.
وقال محمد الشامري رئيس الشركة اليمنية لتكرير السكر في الحديدة لرويترز إن مصنعه والميناء مازالا يعملان لكن القتال يجعل من الصعب نقل السكر إلى السوق.
وقالت الفاو إنه قبل الصراع كان نصف اليمنيين تقريبا يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمعنى عدم توافر ما يلبي حاجاتهم من الغذاء وكان الربع تقريبا يعانون من نقص التغذية.
وقال مصدر تجاري دولي إن تسليم شحنات الأغذية أصبح صعبا.
وقال "ميليشيات الحوثي تسيطر على الموانئ الرئيسية بما فيها عدن. التجار عاجزون عن فتح خطابات الائتمان مع البنوك. بدأنا نرى تحويل شحنات إلى مواقع أخرى.
"ما يعنيه هذا هو أنهم سيضطرون إلى السحب من المخزونات الاستراتيجية في أنحاء اليمن".
وأظهرت بيانات تتبع السفن عددا قليلا فحسب من السفن بالقرب من عدن منها ناقلتا صب من المرجح أن تكونا محملتين بالمواد الغذائية تقفان قبالة ساحل المدينة منذ عدة أيام.
وقال وكالة جي.ايه.سي للشحن واللوجستيات "ميناء عدن مغلق من الناحية العملية عدا بعض الشحنات النفطية عند مصفاة عدن. الشحنات الجافة متوقفة بسبب عدم توافر عمال التحميل والتفريغ من جراء الاشتباكات."
وقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن القتال في عدن عطل عمليات التحميل. ومازال شريك محلي يقوم بتوزيع الأغذية على اللاجئين في المخيمات بمنطقة عدن.
وفي لحج شمالي عدن نشرت السلطات الموالية لهادي تعميما على أصحاب المتاجر بإبقاء الأسعار عند مستوياتها السابقة وعدم اكتناز البضائع.
وقال السكان في العاصمة صنعاء وفي أجزاء أخرى من البلاد إن هناك نقصا واسع النطاق في الوقود وهو ما قد يؤدي في ظل القتال الكثيف والضربات الجوية إلى عرقلة جهود توزيع الغذاء.
وقال علي صالح من مواطني محافظة إب في وسط البلاد "محطات البنزين بدأت اكتناز الوقود. هناك طوابير أمام محطات البنزين والناس خائفون من أن يطول أمد الحرب".