غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- يبدو شهر رمضان هذا العام مختلفا عن الشهر الكريم قبل عشر سنوات في قطاع غزة، تغيرت عادات كثيرة وأضحى الناس مختلفون قليلا عما كانوا عليه في السابق.
وما بين الأمس واليوم تكمن كثير من التفاصيل الجديدة في العادات والممارسات اليومية لأهالي القطاع.
ويقول الشاب أحمد صالحة أنه يتذكر رمضان قبل عدة أعوام يختلف عما هو عليه الآن، مؤكدا أن الشيء الجديد والذي أصبح ظاهرا هو الميل لتنظيم الإفطارات الجماعية العائلية .
وأضاف لـ " الاقتصادي" تميل كثير من العائلات إلى تنظيم العائلات الإفطارات العائلية بالذهاب الي المنتجعات والشاليهات وبالنسبة للعائلات ذوات الدخل القليل تلجأ إلى شاطئ البحر تفترش رماله وتنظر في الأفق البعيد منتظرة سماع صوت المؤذن معلنا انتهاء صوم يوم طويل مرهق وحار.
ويؤكد صالحة الذي يتناول طعام افطاره مع عائلته الصغيرة بين العائلة المتمددة أن شهر رمضان الحالي شهد غيابا لظاهرة كانت منتشرة وهي تبادل الأطعمة بين منازل الأقارب والجيران حيث انشغل الجميع في اعداد طعامهم وحدهم دون مشاركة أحد.
ورغم التغير يقول صالحة إن بعض العادات استمرت دون انقطاع مثل زيارات الأرحام حيث باتت هذه الظاهرة منتشرة اكثر من الماضي رغم ان الوقت لا يُسعف الناس بالتنقل.
كما يقول الحاج أبو حسام 55 عاما :" لا يوجد وقت كاف، لذا اتفقت مع اخوتي على تنظيم الزيارات بعد صلاة التراويح مباشرة لكن الزيارة تكون قصيرة حتى نترك للأهل فرصة للراحة والنوم قبل حلول موعد السحور.
وتابع : أحيانا نذهب بعد صلاة العصر لزيارة الأرحام الذي يسكنون في مناطق بعيدة من القطاع إلا ان هذه العادة قد تربك أهل البيت الذين يكونون قد بدأوا في تنظيم امورهم لإعداد وجبة الافطار.
وقال: هذا أمر لا يمكن تجاهله وإذا لم نقم بزيارة الأرحام سنتعرض للنقد خاصة اذا كانت البنت أو الاخت متزوجة من عائلة غريبة.
في غزة وقبل حلول موعد الإفطار بساعتين وتحديدا بعد صلاة العصر يميل كثيرا من الناس خاصة الرجال بالذهاب إلى الاسواق التي تمتد إلى الشوارع الرئيسية والفرعية في المكان من أجل شراء بعض الحاجيات الضرورية التي يحرص بعد الناس على وضعها على مائدة الافطار مثل الجرجير ، والفجل، والزيتون الأسود إلى جانب العصائر خاصة الخروب المصنع يدويا.
في السوق يتدافع الناس وهم يقبلون على الشراء ومنهم من يتأخر حتى الدقائق الأخير قبل آذان المغرب لكنهم يعودون وشعور بالفرح يملأ قلوبهم لأنهم أمضوا الأوقات الاخيرة والصعبة قبل الافطار في السوق. في شهر رمضان الذي يحل في فصل الصيف بات الذهاب إلى الشاليهات والمنتجعات الترفيهية أمرا لابد منه لدى بعض العائلات الذين يستأجرون هذه الشاليهات بشكل جماعي محضرين طعامهم جاهزا من اجل ان يكونوا بعيدا عن اجواء المنزل في ظل الحر وانقطاع الكهرباء المستمر.
وتتراوح أسعار الشاليهات ما بين 400-700 شيقل في اليوم الواحد وغالبا ما تكون محجوزة طيلة أيام الشهر خاصة الشاليهات حديثة البناء المزودة بالكثير من الخدمات متل الواي فاي.