سواءً كانت نظرتك نحو سناب شات إيجابية أو سلبية، تبقى حقيقة أنه يتغلغل أكثر في حياتنا هي الحقيقة الماثلة أمامنا، فكما يبدوا أنه التطبيق الاجتماعي الأكثر انتشاراً واستخداماً في عالمنا العربي في الوقت الحاضر، لذلك فلن يفيدنا (كره) هذا التطبيق و (تنفير) الناس من حوله، لأنها محاولة كما تبدو فاشلة، لكن بدلاً من ذلك ربما علينا التركيز أكثر على نشر الوعي الصحيح لاستخدامه بالشكل الأمثل الذي يعود علينا وعلى المجتمع بالنفع والفائدة.
في شهر اكتوبر من عام 2013، أعلنت سناب شات عن توفير خاصية جديدة في التطبيق، هذه الخاصية هي (القصص) او (Stories) والتي حولت التطبيق من أداة للمراسلة بين الأصدقاء، إلى تطبيق اجتماعي يمكن من خلاله بناء الجمهور والنشر العام ومتابعة المشاهير عبر سناب شات، ومنذ ذلك الحين وسناب شات ينتشر أكثر وأكثر، فلقد أصبحت غالبية المستخدمين تستخدم التطبيق لمتابعة مشاهير السناب ويوميات السنابيون.
سنحاول في هذه المقالة استخلاص الأسباب الرئيسية التي تجعل من هذا التطبيق محبوباً ومستخدماً بكثرة في واقعنا المعاصر، قد نتفق أو نختلف في هذه الأسباب لأنها من وجهة نظر شخصية وبناءً على تجربة ومتابعة لهذا التطبيق خلال الفترة السابقة.
1. ما يحدث الآن
في تطبيق سناب شات، أنت تشاهد ما يحدث الآن، ليس بالأمس وليس ماحدث في العام الماضي، انت تشاهد العالم وما يدور فيه في تلك اللحظة أو قبل لحظات، أنت تعيش الواقع من حولك لكن بواسطة العديد من المناظير، كل منظار في مجتمع مختلف أو بيئة مختلفة.
هذه الميزة ساهمت في نشوء حسابات متخصصة في عرض الأحداث والفعاليات التي تحدث في تلك الأثناء، كما أن التطبيق فيه خاصية (Live) التي من خلالها تستكشف مايحدث في العالم اليوم، أن تتعرف على عادات الشعوب الأخرى وتعيش أجواءهم، انها خاصية تساهم بشكل ملحوظ في التقارب بين الشعوب وفي فهم الآخر.
2. سافر وأنت في مكانك
من الأشياء الجميلة التي تعجبني في سناب شات والتي تعجب الكثيرين، هي متابعة حسابات الذين يقدمون تغطيات سياحية أثناء سفرهم، فبعض الأشخاص يسافرون كثيراً إلى أنحاء مختلفة من العالم، ويقوم بتغطية رحلاته وجولاته عبر السناب شات ليتيح للمتابعين الاستمتاع بالمناظر الجميلة والتعرف على الأماكن البعيدة وهم في أماكنهم يحتسون أكواب القهوة.
يمكنك وانت في سناب شات أن تتنقل بين الدول، فساعة في رومانيا وساعة في جبال الألب، تشاهد يوميات الأشخاص الساكنين في دول مختلفة، وتتعرف على مغامرات السنابيون في رحلاتهم المشوقة، قد تكون مكتئب فتذهب إلى الاسناب وتتجول حول العالم كي تعود إليك روحك المبتسمة، أو قد تكون غارقاً في مهام عملك الروتيني الملل فتذهب إلى الاسناب لتعيش جو المرح والمغامرة.
3. محتوى مرئي
الناس يحبون متابعة سناب شات لأن المحتوى مرئي، فيديوهات وصور، وحتى عندما تريد نشر كلام نصي، يجب عليك ان تصور صورة ثم تكتب بعض الكلمات على الصورة، لا يسمح لك التطبيق بالكتابة المطولة، يريد أن يبقي المحتوى مرئياً لأنه المحبوب لدى الجماهير.
طبعاً هنالك اختلاف بين أن تقرأ ما يكتبه أحدهم (مثلما تفعل الآن) وبين أن تشاهد الشخص ذاته وهو يتحدث عن مايدور في عقله، ليس جميع الأشخاص يفضلون الاستماع والمشاهدة بدلاً عن القراءة، أعلم ذلك، لكن الجيل الناشئ والصاعد اليوم لم يعد يحب القراءة كثيراً بعد ثورة المعلومات والتقنيات التي نعيشها، لقد أصبح يحب أن يحصل على الفائدة والمعرفة بطريقة سهلة، مقشرة جاهزة.
4. محتوى مختصر
الإختصار هو ما تسعى إليه الشبكات الاجتماعية، لقد ظهر تويتر بالمحتوى النصي المختصر (140 كلمة فقط) ثم أتت شبكات اجتماعية اخرى مثل keek الذي يسمح بنشر فيديوهات لا تزيد مدتها عن 36 ثانية، أما سناب شات فقد قرر أن يكون طول السنابة الواحدة هو 10 ثواني فقط، لذلك يجب عليك أن تختصر وتنظم نفسك كي تنشر سناباتك مقسمة كل قسم في 10 ثواني وكل 10 ثواني فيها فائدة في حد ذاتها.
عندما تشاهد منشور طويل في الفيسبوك فأنت عادة ما تتركه ولا تقرأه (إلا إن كان مميزاً جداً) انت اليوم في هذا العصر تحب المحتوى القصير والسريع، هذه هي الحقيقة التي تحتاج منا إلى دراسات وأبحاث كي نكتشف أعماقها، لكن من الأسباب الواضحة أن هنالك مئات المنشورات المتراكمة تحت بعض والتي تغريك لقرائتها أو مشاهدتها، فلو بقيت عند كل منشور أو مقطع مدة طويلة لانقضى يومك وانت في دهاليز تلك الشبكات ولضاع عمرك وانت مستخدم متابع لجديد المنشورات.
أعلم أنه يمكن نشر سنابات متسلسلة وكثيرة ورى بعض وبالتالي القضاء على فكرة الاختصار في سناب شات، لكن عندما يتم ذلك تجد المتابعين يملون سريعاً وينتقلون إلى سنابي آخر لمشاهدة جديدة.
5. بعيد عن النسخ واللصق
ظلل، انسخ، الصق، خطوات بسيطة ساهمت في انشار عادة النسخ واللصق، كانت المنتديات في البداية السبيل الوحيد لنشر الأفكار والأراء والنقاش حولها، لكن عادة النسخ واللصق ساهمت في خفوت شمسها وعزوف الناس من حولها، ثم أتت الشبكات الاجتماعية التي سحبت جزء كبير من البساط من تحت تلك المنتديات، لكن مشكلة النسخ واللصق لازالت موجودة في بعض تلك الشبكات مثل الفيسبوك لكن بشكل محدود.
في تطبيق سناب شات، لايمكن نشر صور مخزونة في الهاتف، فقط يمكن إرسالها لأشخاص محددين، أما النشر العام عبر خاصية (القصص) فيمكن فقط التصوير المباشر تلك اللحظة ثم إرسال تلك الصور، طبعاً هنالك طرق غير رسمية لنشر الصور عبر بعض التطبيقات، لكن بشكل عام سياسة السناب شات ساهمت في أن يكون المحتوى المرئي في سناب شات هو محتوى أصلي غير منسوخ من مصادر أخرى، محتوى نابع من تجارب الشخص وتفاعله مع المحيط من حوله.
6. سنابات عفوية
يتميز النشر عبر سناب شات بالعفوية، تجد الكثير من الاسنابيون ينشرون يومياتهم وما يحصل في حياتهم بشكل تلقائي وعفوي، تجد بعض المشاهير والدعاة الكبار المتواجدين في سناب شات وهم ينشرون خواطرهم وحديثهم التلقائي القريب من القلب، لذلك فهو يدخل القلب بسرعة، ليس هنالك كواليس ولا اعدادات خاصة ولا تصوير احترافي، فقط افتح وسجل وأرسل، انها البساطة التي حببت الناس في متابعة الآخرين عبر هذا التطبيق الذي يعزز هذا المفهوم.
7. اعلانات غير مزعجة
الإعلانات موجودة في كل شيء من حولنا، في التلفاز، في الصحف والمجلات، في الشبكات الاجتماعية والمواقع الرقمية، لكن الفرق أن بعض تلك الاعلانات يكون مزعجاً للغاية، فأنت مثلاً حينما تكون جالساً تشاهد برنامج أو فيلم في التلفاز، قد تشاهد 10 دقائق ثم يلزمونك بمشاهدة الاعلانات لمدة 5 دقائق كاملة، لكن في السناب شات الأمر مختلف.
الاعلانات في السناب شات تكون على شكلين، إما الاعلان عن الحسابات الاخرى والتي تأتي على شكل نشر كود الحساب الآخر، وفي هذه الحالة يمكنك لمس الشاشة وسيختفي الاعلان مباشرة ان كنت لا تحب مشاهدة تلك الاعلانات، والصورة الثانية هي التغطيات والتحدث عن المنتجات المعلن عنها، وهذه أيضاً يمكنك تجاوزها بلمسات متتالية للشاشة حتى تذهب جميع السنابات الخاصة بذلك الاعلان.
8. أداة تسويقية فعالة
وأخيراً نأتي إلى السبب الأخير الذي ينطبق على بعض الأشخاص وليس جميع مستخدمي السناب شات، أولائك الذين استفادوا ويستفيدون من هذا التطبيق في الحصول على دخل مالي جيد يساعدهم في المضي قدماً في هذه الحياة، فكم من أسرة منتجة تستخدم سناب شات لتسويق منتجاتها محلية الصنع، وكم من مشهور في سناب شات يستفيد من حسابة في الدعاية والإعلان لتحقيق دخل محترم.
عالم التقنية