غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى-" تسحروا فإن في السحور بركة" عبارة يسمعها المسلمون في كل أرجاء المعمورة فينهض من نومهم  مسرعين لإعداد وجبة السحور استعدادا لصوم يوم طويل يمتد في فلسطين ليصل حوالي 16 ساعة.

وعلى مائدة السحور تختلف الاصناف لكنها تميل جميعا إلى الوجبات السريعة التي يمكن اعدادها في وقت قصير شريطة ألا تؤدي إلى الشعور بالعطش خلال ساعات اليوم.

وما بين الحلاوة واللبن والاجبان والمربى تبدو وجبات الفول والبطاطا والبطيخ الاكثر انتشارا على موائد الغزيين لأنها تعطي الصائم شعورا بامتلاء المعدة والقدرة على البقاء فيها لساعات طويلة كما تقول الشابة وسام مطر من مدينة غزة التي تحرص مع عائلتها على تناول الفول الذي يتم اعداده من المعلبات الجاهزة.

وأضافت لـ " الاقتصادي": لا يمكن الاستغناء عن البطاطا التي تمد الجسم بالنشويات وبالتالي بالطاقة اللازم طيلة اليوم إلا ان والدي يحرص على طبق البطيخ المثلج لأنه مريح للمعدة ولذيذ الطعم خاصة مع الجبنة البيضاء.

ورغم ارتفاع اسعار البطيخ في غزة بسبب عدم استيراده من داخل اراضي 48 حافظ التجار على سعر ثابت إلا ان اسرا كثيرة تحرص على وجود البطيخ كصنف أساسي في وجبة السحور.

ويتميز البطيخ بأنه يمد الجسم بالسوائل اللازمة ولا يأخذ حيزا كبيرا في المعدة .

وتقول أن وجبة السحور لا تكون كبيرة مثلما وجبة لإفطار لان عدد الساعات بين الوجبتين لا تزيد عن 8 ساعات تكون خلالها المعدة ممتلئة بما لذ وطاب من أطعمة وحلويات فيتم استهلاك كمية قليلة من الطعام لا ان التركيز يكون كبيرا على السوائل خوفا من العطش.

وعادة ما تكون العائلات الغزية يقظة مع حلول موعد السحور لأنها تكون قد امضت ليلتها في زيارة الاقارب او متابعة المسلسلات ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول عبد الفتاح محمد أنه لا يشعر بقدوم "المسحراتي " لأن العائلة تكون يقظة ويرى ان لم يعد له لزوم مع انتشار المنبهات والساعات الذكية التي يمكن ان توقظ في الوقت المحدد.

وأضاف بحزن: في الماضي  المسحراتي" يأتي الى المنطقة وهو ينشد الاهازيج الدينية بصوت عذب ممزوج بالأغاني التراثية فيضفي جوا ونكهة خاصة على مائدة السحور مستذكرا كيف كان يهرع وهو صغير لإعطاء "المسحراتي" رغيف الخبز.

ويشير إلى أن المسحراتي في هذا الوقت أصبح لا يجذب اهتمام الناس وتخلو كلماته من الدفء والرونق الخاص بشهر رمضان.

ويبدو السحور في فصل الصيف أكثر أهمية من فصل الشتاء لأن الجسم يفقد كثير من الطاقة  والحيوية بسبب الحر الشديد في المنطقة وطول ساعات الصيام .وكانت حالة من الجدل انتشرت في غزة بداية شهر رمضان بعد قرار اتخذته وزارة الاوقاف  بعدم ترديد عبارة " ارفعوا ايديكم عن الطعام " قبل ان تتراجع الوزرة وتسمح باستخدامها تحت ضغط المواطنين الذين اكدوا أن مجرد سماعهم لهذه العبارة لشرب الادوية والمياه.