غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- تتنوع أكلات المواطنين في غزة خلال شهر رمضان لكن في اليوم الاول تتنافس وجبتا المقلوبة والملوخية على الموائد إلا أن الملوخية تكاد تكون سيدة الموقف حيث يميل الغزيون إلى استقبال الشهر المبارك بالملوخية متمنين ان يكون شهرا اخضرا عليهم وعلى عائلاتهم بعيدا عن المآسي والحروب.
في حين يميل أصحاب المقلوبة إلى هذا الطبق معتقدين أن الصائم يحتاج إلى المزيد من اللحوم ليعوض ما سينقص من وزنه خلال الشهر الكريم.
وتقول ام محمد عيسى لجارتها : لا يمكن ان يمر اليوم الأول من شهر رمضان إلا وطبق الملوخية يتسيد المائدة بجوار الأرز والشوربة والمقبلات الأخرى.
وتضيف : كافة الاصوات في العائلة اختارت الملوخية رغم معارضة ابني الصغير الذي فضل تناول السمبوسك باعتبارها وجبة مفضلة وتنتشر بكثرة في رمضان لكنه خضع في النهاية لقرار الاغلبية .
وردت الجارة الستينية قائلة : لم نكن نعرف هذه العادات من قبل ولا اعرف كيف وصلت الينا في غزة ، كنا نأكل مما ننزرع وغالبا ما تكون الأكلات خفيفة ومتنوعة المهم فيها أن تسد جوع الصائم ، أما هذا التبذير وهذه العادات فهي جديدة وتضيف أعباء مالية على كاهل رب الأسرة الذي ما إن يصل إلى نهاية الشهر إلا وقد استدان من زملائه لتسيير اموره.
تتمنى الجارة أن تعود الأخلاق ونظرتها إلى الطعام كما كان سابقا قائلة:" كنا نرسل ونستقبل الصحون الرمضانية قبيل الآذان ولا نجد حرجا في ذلك لأن الجميع كان يحرص على تبادل الاطعمة من أجل الثواب والأجر خاصة إطعام العائلات الفقيرة.
في غزة أيضا يزيد استهلاك المواطنين للحوم حيث لا تكاد تخلو الوجبات من اللحوم سواء كطبق رئيسي او إضافي من خلال وضعه على الوجبات الأخرى مثل الكبة ، والمسخن ، السمبوسة .
ويقول ابو الحاج وائل عمر أنه يحرص على تناول الشوربة كل يوم وغالبا ما تكون شوربة لسان عصفور أو شوربة العدس ولا يمكن ان يتناول طعام الافطار قبل ان يحتسي الشوربة التي تُريح المعدة.
وتنتشر في اسواق غزة بعض الأكلات مثل الفلافل المحشية ، فتة الحمص والتي يلجأ إليها اصحاب الدخل المحدود والمتوسط إلا انهم يشعرن بالتغيير.
يؤكد ابو وائل لـ " الاقتصادي" ان العائلات تأكل طعامها وفق امكانياتها مع الميل الواضح إلى التبذير لأن الصائم يشعر بالحاجة إلى اصناف متعددة قبل الافطار لكنه وبعد أن يملأ معدته بالعصائر والماء لا يتناول الطعام المقدم على المائدة .
ويلاحظ ان غالبية الأصناف التي يطلبها ابناؤه من والدتهم لاعدادها تحتوي على اللحم مثل التايلندي والتشكن بيتزا والمسخن وغيرهم، لافتا إلى انهم يتذمرون عند اعداد الاكلات الشعبية مستشهدين بالمثل الشعبي " أصوم أصوم وأفطر على بصلة" أي انهم يصومون لساعات طويلة ويحتاجون لتعويض ما فقدوه.
ويختتم: للأسف هذا تبذير لكن يصعب إيقافه او الحد منه لكن الاسر تخاف من نقص الطعام على المائدة فعين الصائم فارغة .
