نابلس-رام الله- الاقتصادي- ميساء بشارات- يشتكي المواطن عرابي محمد من طريقة بيع الخبز في بلدته الواقعة بمحافظة نابلس. يقول محمد: "نرغب أحيانا بشراء نصف كيلو من الخبز لكن المحلات التي تقوم بتوزيعه على المواطنين ترفض ذلك، وتصر على أن تبيع المواطن كيلو كاملا رغم أنه يطلب أحيانا شراء نصف كيلو فقط".
ويضيف"في بلدة أخرى مجاورة تبيع المخابز الخبز على العدد، فأنا أطلب خمسة أرغفة يبيعونني وإن طلبت بخمسة شواقل أيضا يبيعونني".
وتساءل "لماذا هذا الاختلاف في آلية بيع الخبز؟ وأية آلية هي الأصح والأنسب ومن يحدد آلية البيع والشراء في الخبز؟".
ويصل عدد المخابز في محافظات الضفة الغربية نحو 274 مخبزا منها نحو 70 مخبزا في نابلس حسب إحصائية واردة من نقابة أصحاب المخابز، تختلف فيما بينها بشأن آلية بيع الخبز "كيلو أم عدد؟"، رغم وجود تعليمات من وزارة الاقتصاد الوطني بضرورة البيع من خلال وحدة الوزن الكيلو تجنبا لأي غش أو تلاعب.
ويتحدث أصحاب المخابز عن التزامهم فعلا بتعليمات وزارة الاقتصاد الوطني بهذا الشأن لكن بعضها يتحدث عن تخيير المشتري بين الوزن او الكيلو بناء على اعتاد عليه، وهو أمر أقره بعض المواطنين ورفضه آخرون، مطالبين بالالتزام بتعليمات وزارة الاقتصاد الوطني.
وأشار مواطنون إلى وجود اختلاف حتى في سعر بيع كيلو الخبز بين مخبز وآخر، ففي حين تبيع بعض المخابز الكيلو بـ 3,5 شيقل، فإن بعضها يبيع الكيلو بـ4 شواقل.
ويقول المواطن عبد الفتاح ياسين من عين سينيا إن بعض المخابز تقوم بخداع المواطن، فتقوم بعمل رغيف ذي فتحة واسعة ووزن خفيف، فينخدع المستهلك بعدد الأرغفة، بينما بعض المخابز الأخرى تقوم بصنع أرغفة ذات وزن أثقل وفتحة أصغر، لذلك هو يفضل الشراء على الميزان.
غير أن مواطنين آخرين اعتادوا على الشراء بالعدد أو بطلب من البائع كمية خبز بتحديد السعر.
يقول المواطن نياز ضيف الله من مدينة رام الله: "إنه يشتري الخبز بتحديد السعر مسبقا، لأنه اعتاد على شرائه منذ زمن على هذا الحال".
ويضيف ضيف الله: "لقد تعودنا على الشراء بالشيقل بغض النظر عن آلية بيع المخبز الذي نتردد عليه، فأنا من أختار آلية الشراء".
وعبر المواطن بلال بانا من مدينة نابلس عن استيائه من التفاوت في أسعار الخبز، يقول بانا: "بعض المخابز تقوم ببيع الكيلو بـ4 شواقل، وبعضها بـ3 شواقل ونصف".
وتختلف آلية بيع الخبز من مكان لآخر بل من مخبز لآخر، ففي مخبز المنار بمدينة رام الله، يقوم العامل عبد الله بسيسو بتقطيع العجين ووزنه قبل الخبز، بحيث يخصص 75 غم، للخبز ذي القطع الصغيرة و150 غم للخبز ذي القطع الكبيرة.
ويذكر بسيسو أن كيلو الخبز من القطع الكبيرة يساوي 8 أرغفة، والكيلو من الحجم الصغير يساوي 16 رغيفا.
وأكد جميع أصحاب المخابز أن الزبون هو من يحدد آلية البيع، وفي حال عدم التحديد يقوم المخبز ببيعه حسب الآلية المعتاد عليها.
يقول صاحب محل الإيطالي في مدينة رام الله حسن زهران: "إنه يقوم بوزن الخبز بعد خبزه، ويفضل البيع بطريقة الوزن إلا أن أغلب الناس يطلبون الشراء على العدد".ويشير زهران إلى أن المخابز التي تبيع على العدد تكون في الأغلب هي الرابحة، لأن العدد في بعض الأحيان يكون أقل من الكيلو ببضع غرامات، خاصة إذا كان الرغيف وزنه خفيف.
من جانبه، يرجح رئيس نقابة مخابز في محافظة نابلس عماد الشامي سبب تفاوت أسعار الخبز من مخبز لآخر إلى اختلاف نوع الطحين المستخدم في المخابز، وحجم المخبز والإقبال عليه، ونوعية الخميرة المستخدمة.
من جانبه، يقول القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة لحماية المستهلك إبراهيم القاضي: "إن الأصل في بيع الخبز هو البيع على نظام الكيلو، لكن في حال باع صاحب المخبز عددا يساوي القيمة الوزنية، فإنه لا يخالف القانون".
وأكد أن المهم في بيع الخبز على اختلاف الآلية المتبعة هو المساواة في القيمة الوزنية.
من جانبه، يقول رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية إن هناك حالات كثيرة اكتشفوا فيها أن الخبز أقل من وزنه المحدد، وهناك تراجع في جودة الرغيف، كما يتم تقليصه.
ويوضح هنية أن جمعيته تقوم بإحالة الشكاوى التي تتلقاها إلى وزارة الاقتصاد الوطني لمتابعتها خصوصا البيع بالعدد وليس الوزن.