بدائل الإنارة التقليدية في غزة...بين شموع تهدد بحرق البيت وأهله، و"لّدات" لأذية أبصارهم
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 20 حزيران 2016

بدائل الإنارة التقليدية في غزة...بين شموع تهدد بحرق البيت وأهله، و"لّدات" لأذية أبصارهم

أجج مصرع ثلاثة أطفال أشقاء من عائلة "الهندي" جراء احتراق منزلهم بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين في غرب مدينة غزة، بسبب إشعال شمعة مشاعر الغضب بين سكان قطاع غزة الذين يشتكون منذ عقد من الزمان من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة تتجاوز أحيانًا الـ 12 ساعة متواصلة مقابل 6 ساعات وصل، وسط سجال سياسي محتدم وتبادل للاتهامات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس حول المتسبب الأول في تفاقم مشكلة الكهرباء.


ودقت حادثة مصرع الأطفال الثلاثة ناقوس الخطر حول استمرار استخدام الشموع لتعويض نقص الكهرباء، وخصوصًا في بيوت الأسر الفقيرة التي لا يقدر أربابها على توفير إنارة "اللدات" رغم تكلفتها المنخفضة نسبيًا.
فقد انطلقت فور الحادثة عدة حملات يقودها نشطاء وجمعيات وفاعلو خير لإنارة آلاف البيوت باللدّات بديلًا عن استخدام الشموع، حتى لا تتكرر مأساة الأطفال الثلاثة مرة أخرى.


غير أن هذه اللدّات وإن كانت أكثر أمانا من الشموع، إلا أن طبيبًا يحذر من تأثيرها على عيون الأطفال خصوصًا خلال فترة الدراسة، بالتوازي مع تحذير مختص في مجال السلامة والصحة المهنية من خطورة الاستهانة بوسائل الأمان عند استعمال هذه اللدات.


وفكرة "اللد" مستوحاة من فلاش كاميرا الهاتف المحمول، وهو عبارة عن شريط يمكن لصقه بالجدران ويضم أكثر من صف من الفلاشات، كالتي توجد في الكشاف الكهربائي المتداول في الأسواق.
ويتم تشغيل اللدات من خلال بطارية صغيرة تشحن بالكهرباء كلما خفت الضوء المنبعث من الفلاشات.
 
ويقول أحمد الرياشي صاحب محل لبيع البطاريات وأجهزة الإنارة، إن الإقبال على مد شبكات "اللدات" في المنازل منتشر بشكل كبير بين المواطنين في هذه الأيام، وازداد الإقبال عليها أكثر بعد الحادث الأليم في مخيم الشاطئ.
ويرى أن غلاء أسعار الوقود الإسرائيلي، وكثرة أعطال "يو بي اس" (الانفيرتر)؛ عوامل ساهمت في الاعتماد بشكل كبير على "اللدات" لرخص ثمنها قياسًا بغيرها من منظومات الإنارة المتوفرة في قطاع غزة.


ويؤكد الرياشي لـ"آفاق البيئة والتنمية"، أن "اللدات" تعطي إضاءة كاملة وقوية للبيت لفترة تتعدى الست ساعات، شرط أن يتم شحن البطارية بشكل جيد.

وأشار إلى أن تلك الموجودة في الأسواق هي بأشكال وأحجام وأسعار مختلفة وغالبيتها مستوردة من الصين.
وبعدما استفاد طالب الثانوية العامة محمّد النجّار من إحدى الحملات والتي شملت تزويد منزلهم بـ"اللدات"، بات يحرص على مذاكرة دروسه حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل، قبل أيامٍ قليلة من بدء موعد الامتحانات النهائية.


النجار، والذي يقطن في مخيم الشاطئ كانت فترة مذاكرته يوميًا لا تتجاوز الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل في أحسن الأحوال، بسبب انقطاع التيار الكهربائي واعتماده بشكل كامل على إضاءة الشموع.
 

اللدات في منازل غزة
 
 
ويقول النجار: "لم يتبقَ لموعد الامتحانات النهائية سوى أيامٍ قليلة، وهي فترة تحتاج إلى دراسة معمقة وسهر لوقت أطول لتحصيل أعلى الدرجات".


ويشعر النجار بالحزن نظرًا لأن "انقطاع الكهرباء أعاق اغتنام ساعات الليل الذهبية وعدم الاستفادة منها في المذاكرة". غير أنه عزم النية على "تعويض ما فات بشكل مكثف في الأيام القادمة بعد إنارة البيت باللدّات".


وينوه إلى أن والده المتعطل عن العمل منذ سنوات يعجز عن توفير أدنى متطلبات بيتهم المسقوف بألواح "الإسبست"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن إنارة الشموع قد سببت له متاعب كبيرة في النظر.


ويشعر أحمد سمعان الوالد لأربعة أطفال بسعادة غامرة كونه استفاد من حملة شبابية لإنارة بيوت نحو ألف أسرة فقيرة بتكلفة إجمالية تبلغ 50 ألف دولار، وفق ما أفاد القائمون على الحملة.


وتبلغ تكلفة وحدة الطاقة الآمنة للأسرة الواحدة المستهدفة نحو 50 دولارًا تشمل تمديدات أسلاك وليدات إنارة، وبطارية وشاحن كهربائي.
 
29 شخصًا في قطاع غزة قُتلوا حرقًا أو اختناقًا جراء أزمة نقص إمدادات الكهرباء، من بينهم 24 طفلًا منذ عام 2010 والتي كان آخرها وفاة الأطفال الثلاثة من عائلة الهندي. وبسبب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي دون حلول تلوح في الأفق، لجأ الفلسطينيون في غزة إلى إيجاد مصادر إنارة بديلة ومنها أجهزة "يو بي أس" وألواح الطاقة الشمسية، لكن توفيرها يقتصر على شريحة قليلة من فئة المقتدرين ماليًا.


ويقول سمعان: "مثلي مثل كثير من العائلات المستورة في غزة، لا استطيع توفير ثمن اللدات والبطارية والشاحن".


ويؤكد أنه في ظل انقطاع التيار الكهربائي يلجأ لشراء الشموع مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية لأبنائه، وينوه إلى أنه شعر في الفترة الأخيرة بقلق شديد من استخدامها بالنظر إلى كثرة حوادث الحرق داخل البيوت وما توقعه من ضحايا بسبب الاستخدام الخاطئ للشموع.


وأشارت آخر إحصائية لـ"مركز الميزان لحقوق الإنسان"، إلى أن 29 شخصًا في قطاع غزة قُتلوا حرقًا أو اختناقًا جراء أزمة نقص إمدادات الكهرباء، من بينهم 24 طفلًا منذ عام 2010 والتي كان آخرها وفاة الأطفال الثلاثة من عائلة الهندي.


وبسبب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي دون حلول تلوح في الأفق، لجأ الفلسطينيون في غزة إلى إيجاد مصادر إنارة بديلة ومنها أجهزة "يو بي أس" وألواح الطاقة الشمسية، لكن توفيرها يقتصر على شريحة قليلة من فئة المقتدرين ماليًا.


أما الغالبية القصوى في غزة فيعتمدون بنسبة 70% على المساعدات الدولية ومساعدات الشؤون الاجتماعية، فيلجأون إلى إنارة منازلهم من خلال شبكة "اللدات"، بعد استغنائهم بشكل كبير عن "المولدات الكهربائية" بسبب ارتفاع تكلفة لتر الوقود القادم من إسرائيل واللازم لتشغيلها.
 
ويقول فني الكهرباء سالم دحلان من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن اتصالات كثيرة تصله من المواطنين لتزويد بيوتهم بنظام اللدات.


ويؤكد أن الأمر تعدى بيوت محدودي الدخل وصولًا إلى بيوت ميسوري الحال لسهولة استخدام "اللدات" وأدائها الجيد فضلًا عن توفر وسائل الأمان والسلامة فيها، بحسب رأيه.


وعن طريقة عمل شبكة "اللدات" يقول: "نعتمد على أسلاك رفيعة تشبه أسلاك التليفون، يتم وصلها بمجموعة من "اللدات" وتوزع الأسلاك إما عبر قنوات شبكة الكهرباء داخل الجدران أو عبر لصقها مباشرة بالجدران وتوزيعها في غرف ومنافع البيت، ثم يتم وصلها بمفتاح خارجي للتحكم بها.


اللدات قد تتسبب مستقبلًا بمشاكل في النظر عند الأطفال، منبهًا أن الشموع في الوقت ذاته تؤدي إلى اندلاع حرائق ما لم يتم مراعاة شروط الأمان والسلامة.


ونصح بعدم استخدام البطاريات السائلة إطلاقًا فهي عرضة للانفجار في أي لحظة، وبالتالي يمكن استخدام البطاريات الجافة أو بطاريات "الجل" لتشغيل اللدات.ولفت إلى أن السائل الحمضي الموجود في البطاريات السائلة من الممكن أن تنبعث منه أبخرة ضارة إذا تم شحنها أكثر من اللازم وبالتالي قد تتسبب بأضرار لسكان المنزل.


ويؤكد أخصائي طب وجراحة العيون الدكتور فضل الأسطل، على ضرورة مراعاة توفر إضاءة كافية ومعتدلة في البيت، مشيرًا إلى أن عيوب "اللدات" تتمثل في أن إضاءتها غير منتظمة، فمرة تعطي إضاءة قوية ومرة تعطي إضاءة منخفضة بحسب جودة البطارية وقوة شحنها.


وينبه الأسطل إلى أن هذا الاضطراب في نظام الإضاءة يُحدث إرباكًا للنظر، خصوصًا بالنسبة للطلبة الذين يعتمدون على "اللدات" أثناء مذاكرة دروسهم.


ووصف الأسطل منظومة "اللدات" بأنها "ليست سليمة تمامًا ولا تعطي إضاءة كافية، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال بديلًا عن الإنارة العادية".


وينصح أخصائي طب وجراحة العيون الآباء بإتباع الطرق السليمة عند قراءة أبنائهم ومنها عدم تعريض العين مباشرة للضوء.


وشدد كذلك على ضرورة التعامل بحذر شديد مع "البطارية" التي من خلالها يتم تشغيل "اللدات" إذ أنها تحتوي على مواد كيماوية قابلة للانفجار في أية لحظة.


ويشير إلى حالات كثيرة وصلت إلى مستشفى العيون للأطفال (الحكومي) بسبب تعرضها لشظايا الانفجارات في الوجه وتحديدًا العينين.


ويقدر ما معدله من خمس إلى ست حالات تصل إلى مستشفى العيون شهريًا، وذلك منذ تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي خلال السنوات الماضية.


وبالتوازي مع ما أجمله الطبيب الأسطل، يؤكد مدير معهد الصحة والسلامة المهنية المهندس محمد وشاح، أن إنارة اللدات لا تصلح لدراسة الأطفال بسبب تأثير إضاءتها غير المستقرة.


ويحذر وشاح من أن اللدات قد تتسبب مستقبلًا بمشاكل في النظر عند الأطفال، منبهًا أن الشموع في الوقت ذاته تؤدي إلى اندلاع حرائق ما لم يتم مراعاة شروط الأمان والسلامة.


ونصح بعدم استخدام البطاريات السائلة إطلاقًا فهي عرضة للانفجار في أي لحظة، وبالتالي يمكن استخدام البطاريات الجافة أو بطاريات "الجل" لتشغيل اللدات.


ولفت إلى أن السائل الحمضي الموجود في البطاريات السائلة من الممكن أن تنبعث منه أبخرة ضارة إذا تم شحنها أكثر من اللازم وبالتالي قد تتسبب بأضرار لسكان المنزل.


وينوه إلى خطورة استخدام شاحن أعلى من طاقة البطارية فيحدث خللاً في الشحن، وهو ما قد يسبب انفجارًا في البطارية، لافتًا النظر إلى خطورة استخدام بعض المواطنين لبطاريات السيارات في الإنارة.


وبناء على ما سبق، يوصي وشاح بضرورة أن تكون توصيلات اللدات مُحكمة والأسلاك لا تعيق حركة الأفراد في البيت ولا تكون مكشوفة وقديمة.

كما نصح باستخدام الشاحن الملائم لطاقة البطارية من خلال استشارة فني كهربائي، وانتقاء البطاريات ذات الجودة العالية ومن مصدر موثوق ووضعها في أماكن بعيدة عن أفراد البيت خصوصًا الأطفال.

وكانت دراسة إسرائيلية نُشرت عبر المواقع الالكترونية أشارت إلى أن استخدام اللدّات الكهربائية تسبب ضررا كبيرا لشبكية العين، وتؤثر سلبًا على مستوى الرؤية والنظر وصولًا إلى حد العمى الكامل".

 

 

 

المصدر :آفاق البيئة والتنمية

 

Loading...