القدس- الاقتصادي- أعلن صندوق الاستثمار امس عن توقيع أولى اتفاقيات برنامج منح القدس لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المدينة، والذي تم تمويله من الاتحاد الأوروبي بهدف تفعيل مجموعة من القطاعات الاقتصادية في المدينة، وعلى رأسها قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وفي حفل خاص، نظمه الصندوق بحضور عطوفة محافظ القدس عدنان الحسيني وممثل عن الاتحاد الأوروبي سيرجيو بيكولو، ومدير عام غرفة تجارة وصناعة القدس فادي الهدمي، وحشد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية في محافظة القدس، تم الإعلان عن توقيع أربع اتفاقيات لدعم مجموعة من المشاريع الصناعية والسياحية والتكنولوجية داخل مدينة القدس.
ويعتبر برنامج منح القدس، والذي يُدار من قبل صندوق الاستثمار الفلسطيني وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، برنامجاً واعداً لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس، حيث يبلغ حجم البرنامج 1.8 مليون يورو، وسيقوم البرنامج بتوفير تمويل على شكل منح للمشاريع المقدسية خلال عامي 2014 و2015، وخصوصاً تلك التي تظهر مقدرة على توظيف المنحة في تطوير سير العمل، وتحقيق نمو مستدام وجعلها أكثر مهنية لاستقبال مستثمرين مؤسساتيين.
وكان محافظ القدس عدنان الحسيني قد أشاد بالدور الحيوي لصندوق الاستثمار الفلسطيني في دعم الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام والاقتصاد المقدسي بشكل خاص، مؤكداً على أن السلطة الوطنية تضع مدينة القدس في صلب أولوياتها من أجل تعزيز صمود المواطن المقدسي والقطاع الخاص فيها لمواجهة الهجمة الشرسة للاحتلال على كافة مفاصل الحياة في المدينة، داعياً القطاع الخاص المقدسي وأصحاب المشاريع للاستفادة من منح برنامج القدس.
من جانبه، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي، سيرجيو بيكولو، عن سعادته بتوقيع أولى الاتفاقيات البرنامج، وهو يشكل ترجمة عملية لالتزام الاتحاد الأوروبي تجاه دعم الاقتصاد الفلسطيني وبالأخص مدينة القدس من خلال دعم المبادرات والمشاريع التي من شأنها تحفيز الاقتصاد في مدينة القدس وتوفير فرص العمل وتفعيل قطاعات ومشاريع اقتصادية حيوية للمواطنين فيها.
فيما أشاد المدير العام للغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس، فادي الهدمي، بهذه المبادرة من صندوق الاستثمار الفلسطيني تجاه مدينة القدس، مبيناً أن اقتصاد المدينة يحتاج لكل الدعم ولكل الطاقات للنهوض به ومساعدته على مواجهة التحديات والمعيقات الكثيرة المحيطة به من قبل الاحتلال، داعياً أصحاب المشاريع في المدينة للتقدم للبرنامج والاستفادة من المنح المالية التي يقدمها.
وفي كلمته، شكر مدير برنامج منح القدس، جمال حداد كافة الشركاء والممولين لهذا البرنامج، منوهاً بأن برنامج منح القدس يندرج ضمن جهود صندوق الاستثمار الفلسطيني الهادفة لإنعاش اقتصاد مدينة القدس، ودعم سكانها، وتوفير فرص عمل لهم، مشيراً إلى أن البرنامج سيساهم في تفعيل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، داعياً أصحاب المشاريع للتقدم للمنحة والاستفادة من البرنامج ودوره التنموي.
وعبر حداد عن سعادته بتوقيع أولى اتفاقيات البرنامج في مدينة القدس، والتي تضم أربعة مشاريع واعدة سيكون لها الأثر الملموس على الحركة الاقتصادية في المدينة، داعياً الاتحاد الأوروبي وكافة الممولين للتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني بغية العمل على تطوير هذه التجربة، والتي انطلقت من مدينة القدس، ونقلها لمناطق جغرافية أوسع لتشمل الضفة الغربية وخصوصا مناطق (ج).
وبين حداد بأن قيمة المنح المقدمة للشركات الأربع تتراوح بين 50 الف و130 الف يورو لكل مشروع، وبمجموع بلغ 390 ألف يورو، علماً بأن الدفعة الثانية من المستفيدين، الذين حصلوا على موافقة مبدئية سيتلقون منحاً بقيمة 200 ألف يورو وستضم هذه المشاريع فندقين من الفنادق العاملة بالقدس، والتي تمتلك أهمية تاريخية في المدينة، إضافة إلى مشاريع سياحية أخرى من شأنها دعم الحركة السياحية في المدينة.
وأكد حداد على أن مدينة القدس تحظى بأهمية وأولوية كبيرة لدى الصندوق، الأمر الذي يحتم على القطاعين العام والخاص ضرورة توجيه جهودهم نحو تطوير اقتصاد المدينة، والعمل على توفير مزيد من فرص العمل لأبنائها تعزيزاً لصمودهم في وجه المخططات الإسرائيلية، والمساهمة في توسيع وتنمية المشاريع العاملة في المدينة.
يذكر أن برنامج القدس يهدف أساساً لتطوير القطاع الخاص المقدسي، وتحفيز المشاريع المقدسية على النمو والتوسع، ورفع الكفاءة الإدارية والتشغيلية والمالية للشركات المقدسية، والتي تحتاج إلى دعم مؤسساتي من أجل الوصول إلى مرحلة تؤهلها لاستقبال مستثمرين جدد، وخلق فرص عمل وزيادة النشاط الاقتصادي في المدينة.