رام الله- الاقتصادي- مع انطلاق شهر رمضان المبارك، تتسابق الوسائل الإعلامية المختلفة لإطلاق مسابقات رمضانية ترعاها غالبا شركات القطاع الخاص، هذه المسابقات تبدأ بطرح أسئلة على الجمهور مقابل توفير فرصة للحصول على جوائز عينية أو نقدية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يتم انتقاء الأسئلة بعناية للمساهمة في نشر الوعي وتعزيز الثقافة العامة؟ ام أن ما يطرح من أسئلة يكون "سخيفا" ولا ينسجم مع المستوى الثقافي للشعب الفلسطيني وإنما الهدف يتمحور فقط حول طرح أسئلة بسيطة تقود إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في المسابقات ومن ثم تحقيق أهداف تسويقية؟
يقول المحرر الصحافي خالد سليم إن "الهدف الربحي الذي يسعى إليه منظمو هذه المسابقات، يدفعهم إلى تسطيح الأسئلة كي يحفزوا المواطنين على التهافت على الاتصال وإرسال الرسائل القصيرة، وهي مصدر دخل هذه البرامج، في محاولة منهم للفوز بجائزة ما"، موضحًا أن "الهدف الربحي يطغى على الهدف الثقافي والمعرفي".
وقارن سليم بين انخفاض مستوى أسئلة المسابقات، مقابل ارتفاع قيمة الجوائز، مؤكدًا أن "جوائز ثمينة كسيارات ورحلات سياحية وسبائك من الذهب، تقدم مقابل أسئلة بلهاء، وربما مع إجابات خاطئة".
واستذكر سليم برنامج بنك المعلومات الذي كان يقدمه الدكتور عمر الخطيب، معتبرًا "أن الانحدار الذي أتى على كل مناحي الحياة، أخذ معه الجدية والعمق والوعي، لصالح الاستسهال والسطحية والسذاجة".
ويتفق بهاء الخطيب موظف العلاقات العامة في جامعة القدس المفتوحة مع ما ذهب إليه سليم بقوله "بشكل عام طبيعة الأسئلة تأخذ الطابع السطحي ولا ترتقي غالبا إلى أن تكون أسئلة معززة للثقافة العامة، وتغلب الصبغة الكوميدية على طريقة عرض الاسئلة، ولكن يجب أن نكون موضوعيين، فللأسف هذا النمط الفلسطيني الخاص ببرامج الفوازير والمسابقات منسوخ بشكل كامل عن النمط العربي العام لنفس هذا النوع من البرامج، التي لا ترتقي لتكون برامج ثقافيه حقيقية، فالكوميديا والتسويق التجاري وجذب المشاهدين هو الهدف الأساس والرئيس.
ويذهب العدد من المواطنين إلى انتقاد تلك البرامج إلى درجة تدفعهم إلى الاستنكاف عن مشاهدتها أصلا .
وتقول ماري غطاس موظفة علاقات عامة في مؤسسة غير ربحية برام الله""ما بحضر هيك اشياء لأني بشعر انها بتنتقص من خلايا المخ عندي".