الاقتصادي- يتواصل تطور توجهات الغذاء العالمية متأثراً بالعديد من العوامل منها زيادة النمو السكاني، وتغيّر التركيبة السكانية، وتزايد فرص الحصول على التعليم، وارتفاع الدخل، واستمرار البحوث في مجال علم التغذية، وتزايد الوعي الصحي والاهتمام بالبيئة.
وتضمّ القائمة التالية عشرين من التوجهات الغذائية الحالية والناشئة، والتي يمكن ملاحظة عدد منها في الدورة العشرين لمعرض جلفود، أكبر حدث تجاري سنوي للأغذية والضيافة في العالم، والتي ستقام في مركز دبي التجاري العالمي بين 8 و12 فبراير 2015.
وقالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي: "إن مشهد قطاع الأغذية العالمي هو مشهد دائم التطور. مشيرة إلى أن كبار موردي الأغذية الدوليين باتوا ينظرون إلى منطقة الشرق الأوسط كمركز عالمي رئيسي للتوريد والتجارة والتوزيع، وعازية الأمر إلى التغيّر الحاصل في الأسواق الدولية، والتطور المتواصل في طرق الإمداد، والتوجهات العامة السائدة في القطاع، وأضافت: "أصبحت دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي على وجه الخصوص، بوابة عالمية تجارية يمكن عبرها لقطاع الأغذية العالمي الوصول إلى كثير من الأسواق النامية وأسواق النمو السريع، وذلك بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية لوجستية مرموقة وخدمات جمركية تتسم بالكفاءة".
ومضت لوه ميرماند إلى القول: "يظل معرض جلفود، عبر تاريخه الذي يمتد لثمانية وثلاثين عاماً، يلعب دوراً حيوياً في تسهيل تجارة الأغذية والسلع الغذائية بأحجام هائلة في المنطقة التي تتسم بتجارة متجذرة وراسخة، ليقدّم منصة متخصصة لقطاع المواد الغذائية في أنحاء العالم تتيح مناقشة التوجهات العالمية واستكشاف الفرص التجارية المربحة المتاحة مع الشركات الإقليمية".
1. إقبال أكبر على اللحوم: تشهد تجارة اللحوم في العالم تغيرات تُعزى إلى التحولات الحاصلة في حجم الطلب وتمركزه. وتنمو تجارة اللحوم في الأسواق الناشئة مدفوعة بارتفاع أعداد السكان وزيادة المشاريع الحضرية وزيادة الدخل. ومن المرجح، على سبيل المثال، أن يتجاوز عدد سكان دول مجلس التعاون الخليجي 50 مليون نسمة بحلول العام 2020، بزيادة قدرها 20 بالمئة عن 2010، وأن يصاحب ذلك ارتفاع في مستويات الثراء إقليمياً، ما يعني زيادة الطلب على الأطعمة الجيدة الغنية بالبروتين مثل اللحوم ومنتجات الألبان على حساب الأطعمة التي يتكون أساسها من الكربوهيدرات كالحبوب. ويتيح ارتفاع مستويات الجودة والنضارة وزيادة الطلب على معايير أرفع للأغذية الحلال في المنطقة، متسعاً كبيراً أمام الشركات العاملة في قطاع اللحوم العالمي كي تلعب دوراً تجارياً مهماً في السوق الإقليمية.
2. الأطعمة الجاهزة: أدّى التنامي السريع لأعداد السكان والقوى العاملة وزيادة المشاريع الحضرية في دول الخليج، إلى ارتفاع وتيرة الانشغال في أنماط المعيشة، وبات الناس جراءها أقل إقبالاً على إعداد أطعمة تتطلب وقتاً، مفضلين لراحتهم الأطعمة المعبأة والجاهزة للأكل. وعلاوة على ذلك، أسهم عدد كبير من منافذ البيع بالتجزئة، كمحلات السوبر ماركت ومتاجر البضائع رخيصة الثمن ومحلات البقالة المحلية وغيرها، إسهاماً كبيراً في تعزيز الطلب المتزايد على الأغذية المصنعة، والتي تمثل أكثر من 50 بالمئة من قطاع الأغذية في دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن، وفقاً لشركة "فروست آند سوليفان". وبلغت قيمة الأغذية المصنعة والجاهزة في هذه السوق 25 مليار دولار في العام 2013.
3. طبيعي وصحي: يؤدي الطلب المتواصل من المستهلكين على أغذية صحية وعضوية وطبيعية وخالية من المضافات، إلى دفع عجلة النمو في سوق الأغذية الصحية على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وباتت سوق المنتجات العضوية في الخليج مهيّأة لتصل إلى 1.5 مليار دولار بحلول العام 2018، فيما تأتي في طليعة مبيعات هذه السوق دولة الإمارات، التي تعتبر مركزاً لأسواق المزارعين وللمقاهي والمتاجر المتخصصة بالأطعمة العضوية. ومن المتوقع أن يحقق هذا المجال مزيداً من النمو، نظراً لكون البدانة ومرض السكري من أبرز المخاوف الصحية التي تنتاب سكان المنطقة. ومن جهة أخرى، يكافح الآباء بدانة أطفالهم، في ظلّ ارتفاع استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة إقليمياً إلى مستويات قياسية، وذلك من خلال إتاحة خيارات غذائية أكثر ذكاء لأطفالهم والبحث عن خيارات صحية لدى المطاعم، التي باتت مجبرة على تجديد قوائم الطعام لتقديم البطاطا المخبوزة مثلاً بدل المقلية، والسلطة والفاكهة بدل الأطعمة ذات السعرات الحرارية الفارغة التي تفتقر إلى كثير من المواد المغذية، والزبادي المثلج بدل الآيس كريم، والعصائر الطازجة بدل المشروبات الغازية.
4. المكونات الآتية من مصادر محلية: ثمّة سوق متنامية للمنتجات الموسمية التي تأتي من مصادر محلية أو تُزرع محلياً، وهذه تشمل اللحوم والمأكولات البحرية والفاكهة والخضراوات. وعلى الرغم من التحدي المناخي، ازدادت في أنحاء المنطقة زيادة ملموسة أعداد المزارعين وكذلك أعداد المستهلكين والمطاعم الداعمة للإنتاج الغذائي المحلي ضيّق النطاق. وتبقى الأنشطة الزراعية هامشية بالنظر إلى محدودية الموارد المائية والظروف المناخية القاسية في دولة الإمارات ودول المنطقة، التي تظلّ تعتمد اعتماداً كبيراً على الواردات.
5. المنتجات الحيوانية الآتية من مصادر مسؤولة: يتزايد التركيز المنصب على استهلاك البيض والدجاج والمواشي المنتجة في حظائر مفتوحة، والمأكولات البحرية المستدامة، في ضوء تزايد اهتمام المستهلكين والمطاعم باستدامة الغذاء. وبات التركيز المتزايد على مواضيع مهمة، مثل التربية القاسية للحيوانات والحفاظ على سلامة منظومات الحياة البرية المتسمة بالتنوع الحيوي، يعني أن الحصول على المنتجات الحيوانية من مصادر مسؤولة قد أصبح مصدراً للتمايز بين كثير من المطاعم ومحلات السوبرماركت. وفي دولة الإمارات، على سبيل المثال، حظيت قضية الصيد الجائر لأسماك الهامور باهتمام ملحوظ، حتى توقف كثير من المطاعم عن تقديم هذا النوع ذي المخزون المهدد بالتناقص.
6. الأغذية الحلال: تعادل الأغذية الحلال ما يقرب من خمس تجارة الأغذية العالمية، ومع تزايد أعداد السكان المسلمين في جميع أنحاء العالم، فإن حصة هذه السوق سوف تنمو لا محالة. وتمتد الأغذية الحلال إلى مجموعة واسعة من المواد الغذائية، تشمل اللحوم والألبان والأطعمة المعلبة والمخبوزات والمشروبات الباردة، فيما يستغلّ عمالقة صناعة الأغذية والشركات المختصة على حد السواء التوجه المربح لهذه السوق. ومن المتوقع على الصعيد العالمي أن يصل حجم قطاع الأغذية الحلال إلى 1.6 تريليون دولار بحلول العام 2018، بينما يُتوقع أن تقفز واردات الأغذية الحلال في دول مجلس التعاون الخليجي من 25.8 مليار دولار في العام 2010 إلى 53.1 مليار دولار بحلول العام 2020، بحسب وحدة المعلومات التابعة لصحيفة "إكونوميست".
7. الأطعمة الخالية من الغلوتين: يتزايد الطلب على المنتجات الخالية من الغلوتين مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يتمّ تشخيص إصابتهم بفرط الحساسية تجاه الغلوتين وبالداء الزلاقي. وتتحول أسر بأكملها إلى اعتماد نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لاستيعاب حاجة أحد أفرادها المتأثرين بالحساسية تجاه هذه المادة. وتكتسب المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين، مثل كعك المفن الخالي من الغلوتين والحنطة السوداء ومعكرونة الأرز البري وبدائل دقيق القمح مثل دقيق الكينوا ودقيق نبات القطيفة ودقيق جوز الهند ودقيق اللوز، مزيداً من اهتمام المستهلكين وحصة سوقية متنامية في جميع أنحاء العالم.
8. مزيد من الوضوح في الملصقات: يضع المستهلكون مزيداً من الضغوط على الشركات المصنعة للأغذية من أجل معالجة النقص في تعريف "الطبيعي" من المنتجات والمكونات، وذلك من خلال المطالبة بمزيد من الشفافية والمعلومات حول الطعام، بما يشمل منشأ المنتجات ومدى كونها طبيعية. ويُسهم في التشديد على هذا النمط السلوكي مجموعة من التطبيقات الرقمية الجديدة التي تتيح للمستهلكين الوصول الفوري إلى المحتوى التغذوي للأطعمة، عبر مسح الـ"باركود" الخاص بالمنتج أو إدخال قائمة المكونات في التطبيق.
9. النباتيون التامّون والنباتيون التامّون الخام: تتواصل التوجهات النباتية والنباتية الخام، وتستمر في التأثير على قوائم الأطعمة في المطاعم بجميع أنحاء العالم. فالنباتيون التامون، بصرف النظر عن تجنبهم تناول جميع أشكال اللحوم من الحيوانات البرية والبحرية والطيور، يمتنعون أيضاً عن استهلاك منتجات الألبان والبيض وكل ما هو مأخوذ من الحيوانات. أما النباتيون التامون الخام فهُم يكتفون بالأطعمة النباتية الخام في أطباقهم، مستبعدين جميع الأطعمة المطبوخة في درجة حرارة أعلى من 48 درجة مئوية.
10. الدهون الجيدة والكربوهيدرات الجيدة: نمت شعبية الزيوت النباتية وزيت الزيتون والأغذية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية بين المستهلكين الراغبين في أن يستعيضوا عن الدهون السيئة، كالدهون المشبعة والمتحولة، بالدهون الجيدة غير المشبعة، وذلك في ظلّ تزايد المخاوف المرتبطة بالبدانة. وبالمثل، فإن للكربوهيدرات البسيطة عموماً سمعة سيئة، إذ تتكسر بسرعة وتؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، بخلاف الكربوهيدرات المعقدة التي يستغرق أيضها وقتاً أطول، ما يحافظ على استقرار مستويات السكر. ويحظى السكر الطبيعي بأفضلية على سكر السكروز والمحليات الاصطناعية، في ظلّ تحول المستهلكين نحو أنماط الحياة الصحية؛ فسكر جوز الهند، على سبيل المثال، بات توجهاً صاعداً، إذ يخضع إنتاجه لمستوى منخفض من المعالجة، ولديه مؤشر أقلّ لنسبة السكر في الدم، ويحوي مغذيات أكثر مما يحوي سكر المائدة الأبيض.
11. الأطعمة المخمرة: على الرغم من قدم الأطعمة المخمرة الغنية بالبكتيريا الحية، فإن شعبيتها باتت مهيّأة للارتفاع في العام 2015 بسبب المنافع الصحية التي تشتهر بها على نحو متزايد. وتعرف الأطعمة المخمّرة، كاللبن الزبادي ومخلل الملفوف ومخلل الكيمتشي والخضراوات المخللة واللبن الكفير، بأنها تحقّق التوازن في مجتمع البكتيريا الضخم الذي يعيش في داخلنا، كما أنها تساعد على تنظيم الجهاز المناعي، وتعزيز التمثيل الغذائي الصحي، والحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي، والحفاظ على وزن صحي. وقد أصبحت مشروبات مثل الكومبوتشا، وهو شاي مخمر معروف منذ قرون، سلعاً رائجة تحظى بإقبال كبير.
12. البروتين البديل: بات مصنعو المواد الغذائية ومشتروها يتطلعون إلى المصدر المقبل للبروتين، في ضوء عزوف المستهلكين عن منتجات المزارع الصناعية وسعيهم وراء خيارات وبدائل مستدامة. وتشمل بعض البدائل التي لا تزال تكسب مزيداً من الشعبية، الصويا ومصل اللبن وبروتين حبوب القطاني، أما التوجهات الصاعدة فتضمّ أيضاً الطحالب والبروتينات الحشرية.
13. الأطعمة المدخنة: أصبح تنكيه الأطعمة والمشروبات بدخان الخشب يحظى بمزيد من الشعبية، إذ لم يعد الأمر يقتصر على تدخين اللحم المقدد وأنواع اللحوم الأخرى، فمعالجة الأطعمة بالتدخين الساخن والبارد تُجرى للخضراوات والزبدة والأجبان ومشروبات الكوكتيل وغير ذلك من الأطعمة غير التقليدية، كالملح والسكر والفلفل الأحمر الحلو (البابريكا).
14. كيمياء التوابل: ثمّة زيادة في اهتمام المستهلكين بالنكهات الجريئة ومزج التوابل بفضل الانتشار الواسع للمأكولات العالمية. وباتت توابل كثيرة، مثل الكمون والزعفران والهيل والسماق والزعتر والهريسة والفلفل الحلبي وفلفل المرش، تشهد إقبالاً متزايداً في الطبخ، كما أصبحت أكثر حضوراً في محلات السوبرماركت العامة، وذلك في ضوء بحث المستهلكين عن بدائل للملح (بسبب القلق إزاء تناول الصوديوم) وتزايد هواية صنع خلطات التوابل لدى البعض.
15. البذور والمكسرات: سوف تظل المكسرات والبذور، جراء خصائصها الغذائية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية والبروتينات والفيتامينات والمعادن، من التعبيرات الصحية الرنانة في العام 2015. ويتم دمج المكسرات في وجبات الطعام أو تؤكل كوجبات خفيفة صحية، كما يشيع استخدامها في الخَبز لتحل محل دقيق القمح، وفي إعداد الجبن الجوزي الخام للمستهلكين الراغبين بعيش نمط حياة نباتي تام.
16. المزاوجة بين النكهات: بدأ المصنعون في الدمج بين النكهات غير المألوفة معاً من أجل إحداث تأثير قوي لدى المستهلكين الذين أصبحت أذواقهم أكثر تعقيداً وأصعب إرضاء، ومن ذلك الجمع بين الفلفل الحار والشوكولاتة، والواسابي والشوكولاتة، والملح البحري والكراميل، والقرفة والبرتقال، والفراولة والفول الأخضر، والمحار والكيوي. ومن المنتظر أن يشهد العام 2015 تقديم مزيد من تراكيب النكهات.
17. الماتشا: يحظى الماتشا بشعبية في اليابان تمتد قروناً طويلة، وهو شاي أخضر على شكل مسحوق ناعم بات يَبرُز بوصفه التوجه الكبير المقبل في المشروبات الصحية ذات المنافع الجمّة. ويُعتبر الماتشا، الذي يزخر بالمواد المضادة للأكسدة، وبمواد الثيانين والبيتا كاروتين، بديلاً للقهوة لا يحتوي سوى ربع محتواها من الكافيين. وبات الماتشا على نحو متزايد متاحاً للتقديم في أشكال يسيرة الاستهلاك ومرغوبة، كمشروب بالحليب ومشروب غازي وفي علب جاهزة للشرب، وذلك علاوة على كونه يقدّم كالشاي.
18. ماء جوز الهند الجديد: يزداد ابتعاد المستهلكين عن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، وبحثهم عن بدائل طبيعية وصحية غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والإلكترولايت. وعلى الرغم من أن ماء جوز الهند يهيمن على سوق المشروبات الصحية، تبرز أشكال جديدة من المشروبات المائية المرطبة، كالقيقب والصبار والبطيخ. ويحتوي كل 237 مليلتراً من ماء القيقب الطبيعي، على سبيل المثال، على 15 سعرة حرارية فقط، ونصف السكر الموجود في ماء جوز الهند، ومحتوى من المغنيسيوم يفوق ما يمكن الحصول عليه من كوب من كرنب الكالي.
19. للقوام أهميته: يتواصل الدور الحيوي الذي يلعبه قوام الأطعمة في إدراك مذاقها، في ضوء بحث المستهلكين عما هو أكثر من مجرد النكهة أثناء تناول الطعام. ويستخدم المستهلكون القوام في معرفة مدى أصالة الطعام ونضارته ومدى خضوعه للمعالجة، فباتوا يبحثون عن المكسرات في قطع الشوكولاتة والبسكويت، وعن لب الفاكهة في عصيرها الطازج. وأصبح المصنّعون، في سعيهم لإثراء منتجاتهم وجعلها أكثر قرمشة ومضغية، يهتمون اهتماماً خاصاً بتضمين منتجاتهم مكونات هشة أو منحها وسطاً طرياً أو إكساب طبقاتها قرمشة أكثر.