القدس المحتلة- الاقتصادي- أفاد مدير عام مستشفى المقاصد الدكتور رفيق الحسيني أنه وعلى الرغم من أن العام 2014 قد شهد تحقيقاً لعدد من الإصلاحات الإدارية الأساسية، في سبيل ضمان استمرارية وصمود مستشفى المقاصد في القدس وصموده ، إلا أن الحاجة لا تزال ماسة إلى دعم تطوير المستشفى من بنية تحتية وتحديث المعدات الطبية،ورغم تمكّن المستشفى من جمع ما يزيد عن خمسة ملايين دولار خلال العام المنصرم، لصالح مشاريع تطويرية وانشائية جديدة، الا أن حاجة المستشفى تزيد عن 30 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة القادمة، لتغطية المشاريع التطويرية وتسديد الديون المتراكمة.
وأوضح الحسيني أن المستشفى لا يزال يتواصل مع الجهات المانحة العربية والدولية، وفتح قنوات جديدة مع جهات مانحة وداعمة أخرى، وذلك من أجل إيجاد الدعم اللازم للمستشفى، وبيّن أنه وبسبب الوضع الاقتصادي والمالي الصعب للسلطة الوطنية الفلسطينية جراء تدهور الظرف السياسي العام، تأخر المستشفى في تسديد رواتب الموظفين، ومستحقات الموردين، إضافة إلى عدم القدرة على دفع مستحقات نهاية الخدمة للموظفين، وخلق بعض الترهل الوظيفي، وزيادة في حجم الرواتب بسبب التزام المستشفى بدفع رواتب الموظفين من قطاع غزة والضفة الغربية غير القادرين على الوصول إلى القدس، بسبب المنع الإسرائيلي.
وأكد الحسيني أن الاتفاق الذي تم إبرامه في شهر تشرين الثاني من العام الماضي مع وزير المالية د. شكري بشارة، والذي تم برعاية من رئيس الحكومة د. رامي الحمدالله، سيجنب المستشفى الوقوع في أزمات مالية مستقبلية، مع العلم أن الديون المتراكمة على السلطة الوطنية الفلسطينية جراء تحويلات المرضى من الضفة وغزة قد بلغت أكثر من 12 مليون دولار مع نهاية العام 2014.
وعلى صعيد متصل، ذكر الحسيني أن العام الماضي قد شهد أيضاً حصول المقاصد على شهادة الاعتماد الدولية للمستشفيات (JCI) في آذار الماضي، حيث تعتبر من أهم الشهادات العالمية للمستشفيات في مجالي الجودة وسلامة المريض، كما حافظ المستشفى على شهادة الأيزو العالمية في الجودة (ISO)، والتي حصل عليها المسستشفى مجدداً في شهر تموز 2014، وقد احتفل المستشفى بتخريج الفوج ال25 من برنامج التدريب الطبي التخصصي، حيث خرّج البرنامج منذ العام 1990، 329 طبيباً اختصاصياً في تسعة تخصصات مختلفة.
وقال الحسيني أن المقاصد شهد عدداً من الإجراءات والإصلاحات المالية الملحوظة، والتي أدت إلى زيادة الإيرادات بنسبة لا تقل عن 30%، فكانت النتيجة عدم وجود خسائر تشغيلية في المستشفى خلال العام المنصرم، بل حقق المستشفى بعض الوفرة في الميزانية التشغيلية، والتي تم استخدامها في تسديد جزء من ديون قديمة متراكمة كانت قد بلغت 30 مليون دولار مع نهاية العام 2013.
وعن الخطط المستقبلية تحدث الحسيني أن المقاصد سيقوم بافتتاح قسم جديد لجراحة الدماغ والأعصاب بحلول الأشهر القليلة المقبلة، واستحداث غرف مستقلة في قسم الولادة، بما يشمل إضافة 30 سريراً إضافياً في المستشفى بحلول الأشهر اأولى من العام الجديد، مما سيؤدي إلى تخفيف الاكتظاظ بشكل ملحوظ.
وحول الأحداث السياسية التي شهدها الوطن في الشهور الأخيرة، نوّه الحسيني إلى أن مستشفى المقاصد قد استقبل نحو 600 مصابٍ خلال الأشهر الخمسة الماضية، نتيجة المواجهات مع قوات الاحتلال، منهم 520 في قسم الطوارئ من ضواحي وأحياء القدس الشرقية التي ما زالت تشهد مواجهات شبه يومية منذ بداية شهر تموز الماضي، حيث تركزت هذه الإصابات بالأعيرة المطاطية أو القنابل الصوتية أو بسبب الضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال، في حين استقبل المقاصد 80 جريحاً من قطاع غزة، تركزت إصاباتهم في الدماغ والأعصاب، أو التهتك في العظام، أو الحروق البالغة، وقد تمت معالجة كافة الجرحى بشكل مجاني.
من جهته، شكر رئيس الهيئة الإدارية لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية د. عرفات الهدمي إدارة المستشفى وكافة العاملين فيها على الإنجازات الهامة التي تحققت خلال العام 2014 ، بالإضافة إلى كافة المانحين وفاعلي الخير من أبناء الشعب الفلسطيني الذين توافدوا على المستشفى بالمئات لزيارة جرحى غزة ومواساتهم، كما شدد الهدمي على استمرار المقاصد بالنهج المهني والإنساني الذي اعتاد عليه المواطنون منذ عقود، وذلك إيماناً من الهيئة الإدارية برسالته الوطنية والإنسانية، وتمثيلاً لقناعتها بأهمية استمرار القدس عاصمة دولة فلسطين، كعاصمة طبية للشعب الفلسطيني بمؤسساتها الصحية الوطنية الصامدة فيها، وتحمّلها جزءاً هاماً من العبء الطبي والنضالي تجاه الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.