بقلم: الباحث الاقتصادي: أ.مهدي الرفاعي
هكذا ابتدأ العام الجديد بقرابة ال 46% هبوط في سعر النفط في الاسواق العالمية ، وياتي ذلك بسبب النزاع السياسي الاقتصادي بين دول الاعضاء في "أوبك" منظمة الدول المنتجة للنفط ،حيث انه في الحقيقة اصبحت دولا ليست منتجة للنفط بل دولا مستهلكة للنفط ، وذلك نتيجة للاطماع الاقتصادية و الضغط السياسي التي تحاول الدول الاعضاء ان تفرضه على نفسها او الدول التي تدعمها ، ففي المنظمة ايران و روسيا والصين حلفا موحدا ذا اتجاهات موحدة و السعودية وامريكا وبريطانيا حلفا اخرا ،حيث تلعب السعودية دورا مهما في هذه المنظمة .
بتاريخ 27/12/2014 صوت الاعضاء على الحفاظ على معدل انتاج النفط والبالغ 30.7 مليون برميل يوميا في حين ان الحفاظ على الاسعار مثلما كانت قبل الشهر المنصرم وحتى الان هو الحفاظ على معدل الانتاج البالغ 29.2 مليون برميل يوميا، حيث ان الفرق الزائد في معدل انتاج النفط ادى الى انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية ..
ما يذكر ايضا في الاسباب التي ادت الى انخفاض الاسعار هو تراجع الاستهلاك الصيني النفطي بالاضافة الى تراجع العملات الاجنبية المختلفة امام الدولار الامريكي وزيادة البدائل النفطية في الولايات المتحدة الامريكية .
ان الصراع النفطي الان هو تهديد سياسي غير معلن على ارض الواقع بشكل عسكري واضح وانه امتدادا لحرب باردة ما زالت مستمرة ، فالواضح ان دول الاعضاء في اوبك منقسمة الى فريقين ما زالت تحاول الاطاحة ببعضها ، فالقرار السعودي الامريكي صار مهددا لمكانة الرويل الروسي حيث اصبح الدولار الامريكي الواحد يعادل 80 روبلا و 100 يورو ايضا .
تنقشع الغيوم عن الدور السعودي الوظيفي في المعادلة النفطية ، حيث ان هذه الدولة العضوة لا تقوم الا بدور وظيفي للدول الاعضاء المتحالفة في نفس البوتقة و الدليل على ذلك هو عدم وعيها للقرارات التي شاركت فيها في الحفاظ على معدل انتاج النفط ، حيث اخذت في الحسبان عند اعداد موازنتها وميزانياتها و قوائمها المالية في بداية هذا العام ان سعر البرميل الواحد المرتبط بقرارها يجب ان يكون 90 دولار امريكيا ولم تاخذ بالحسبان كافة المسببات الاخرى التي ستطيح بالسعر الى ما دون ال 50 دولار امريكي ، بحيث اصبح السوق الامريكي "المستهلك" هو المستفيد الوحيد الاعظم من القرار ، علما بان الاقتصاد الامريكي وجد البدائل النفطية و احتياطه النفطي في تزايد .
يذكر بان ايران كانت قد حاولت اقناع السعودية بالعدل عن المشاركة في التصويت للحفاظ على معدل انتاج النفط الا ان الثانية لم تكن لترضى وواصلت دعمها للقرار الذي يعطي سعرا افضلا للمستهلكين ، بعكس ايران التي كانت تحاول ان تعطي سعرا افضلا للمنتجين .
هل حقا سيتغير الدور الوظيفي للسعودية في المنطقة العربية او الاسلامية او العالم ككل ، الغريب ان يظهر وزير النفط السعودي ايضا ليصرح بان "السعودية اكبر دولة منتجة للنفط " وذلك على ما يبدو لاعادة الثقة للاسواق ، الا ان الاسعار في الاسواق ذات الكفاءة العالية بعد هذه التصريحات ما زالت في انخفاض مستمر ، حيث تنظر هذه الاسواق الا ان المصدر الرئيسي لانتاج النفط يعاني عدم الاستقلال وعدم الوعي والدراية في اتخاذ القرار المتعلق بالنفط .