نابلس-الاقتصادي- وفاء الحج علي- في نهاية السبعينيات اعتبرت مدينة نابلس العاصمة الاقتصادية لفلسطين، حيث ازدهرت على هذا الصعيد لسنوات عديدة، وضمت آنذاك أكثر من 500 مصنعًا متخصصًا في إنتاج الجلود والأحذية والأثاث والطحينة، والنسيج والصابون وغيرها.
لكن الازدهار الاقتصادي للمدينة تأثر كثيرًا بعد الانتفاضتين التي عايشها الفلسطينيون، وبخاصة الانتفاضة الثانية التي شهدت تجمهر لفعاليات المقاومة والنضال، الأمر الذي أدى إلى فرض حصار خانق طوق المدينة على مدار سنوات، وأدى بالمحصلة إلى تراجع وضعها الاقتصادي ومركزها أيضًا.
هروب رؤوس الأموال من نابلس
الحصار الخانق الذي نتج بتدهور في القطاعين السياحي والزراعي للمدينة إضافة إلى استهداف الاحتلال قرابة الـ1500 منشئة في المدينة، كان كفيلاً بأن يجعل كثيرًا من رؤوس الأموال التي تمركزت في نابلس تلجأ لمدن فلسطينية أخرى، حسب ما يقول الخبير الاقتصادي توفيق خضر.
ويتابع: "شهدت نابلس انتعاشًا اقتصاديًا خلال السنوات العشر الماضية، إلا أن ذلك ليس كافيًا لاسترجاع المدينة مكانتها الاقتصادية ومركزها كعاصمة تجارية فلسطينية".
الخليل قد تسحب اللقب
مدينة رام الله التي تعد عاصمة سياسية لفلسطين تعد مدينة استهلاكية وجشعة، كما أن ارتفاع أسعار الإيجارات والمحال التجارية قد يبعد المستثمرين عن فكرة الاستثمار فيها.
لذا تبقى المنافسة بين مدينتي الخليل ونابلس. وحسب تقرير أصدرته لجنة إعمار الخليل فإن المدينة تشهد حركة بناء واستثمار صناعي وتجاري، يعد الأكبر في فلسطين، كما يتراكم فيها رأسمال حيوي وميّال للمغامرة، ما يؤهلها لتصير عاصمة فلسطين الجديدة على الصعيد الاقتصادي والتجاري.
ويبيّن التقرير أن ما يميز الخليل عن المدن الفلسطينية الأخرى، هو اعتمادها ليس على الصناعة فحسب، بل على الزراعة أيضًا، حيث تشتهر بالكروم الخليلي والزيتون، وهو مجال حيوي يوفر فرص عمل ورأسمال للكثير من أبنائها.
ويذكر تقرير اللجنة أن أهم الصناعات في مدينة خليل الرحمن، هي "صناعة الزجاج والخزف والفخار، وبعض الصناعات الحديثة التي ازدهرت إلى حد ما مثل صناعة الأحذية وقص الحجر وصناعة الموازين والأثاث المعدني وبعض الصناعات الغذائية والكيماوية، بالإضافة إلى المواد البلاستيكية والمعدنية والسياحية".
وفي مقابلة لمدير مديرية المعادن الثمينة بالخليل داوود صلاحات، يبيّن أن في الخليل 53 مصنعًا تتصدر نسبة إيرادات الذهب في فلسطين، بنسبة 45%.
في الخليل أقل نسبة بطالة في فلسطين
ويبيّن خضرأن ما قد يؤهل الخليل لتكون عاصمة تجارية واقتصادية جديدة لفلسطين، هو انخفاض نسبة البطالة في المحافظة، إذا ما قورنت مع المحافظات الفلسطينية الأخرى.
ويتابع: "أعداد التجار الخليليين في المحافظات الفلسطينية المختلفة عال جدًا، كما أن المدينة هي الأقل نسبة في الاعتماد على التوظيف الحكومي، هذا بالإضافة إلى امتلاك أهل المدينة عقارات كثيرة في القدس، وهذا كله يصب في المصلحة الاقتصادية والتجارية للمدينة".