رام الله –– الاقتصادي – محمد علوان- ترتدي نادية حسين بدلتها البيضاء قبل أن تكشف على خلايا النحل الخاصة بها، أكثر من عشر خلايا يعيش فيها آلاف من أنواع مختلفة من النحل، تغطي رأسها، وتحمل قفازاتها، وتجهز الدخان الذي يساعدها على تهدئة النحل، سيدة هادئة تتعامل مع أشرس الحشرات، ولكنها ومع أكثر من 16 عاماً من الخبرة أصبحت تتعامل معهم "النحل " وكأنهم أصدقاء لها.
"في البداية أخذنا فكرة تربية النحل من وزارة الزراعة، لم نتقبل فكرة التعامل مع النحل في البداية كسيدات، أما اليوم أصبح فردا من أفراد العائلة، واذا أردت أن استريح فلا مانع لدي بأن أجلس بجانب خلايا النحل"، تقول نادية حسين.
وعلى قمة جبل في قرية القبيبة تعيش نادية في منزل متواضع، تمكنت خلال السنوات الأخيرة من جعل العسل ومخلفاته مصدر دخل إضافي لعائلتها، وشجعت الكثير من الأُخريات إما على العمل معها في مشغل صغير داخل المنزل، أو أن يبدأن بمشروعهن الجديد وحدهن.
ولم تتوان نادية عن جمع الخبرات لتحسين أدائها ومنتجها، فبعد أن شاهدت عبر أحد القنوات الفضائية أحد علماء النحل في المملكة العربية السعودية وتابعت حديثه عن استخدام مخلفات النحل، لم تتوان بطرح الفكرة على المسؤولين في وزارة الزراعة فتواصلت معهم حتى تتأكد أن ما ستقبل عليه صحي وآمن.
إشراف علمي على المنتجات
" كنا ننتج العسل لسنتين او ثلاث، بعدها وجدنا ان للعسل مخلفات ممكن الاستفادة منها مثل القعبر والشمع ، والقعبر بشكل خاص مادة حيوية يستخلصها النحل من طلائع الزهور، ويعجنها هو ويستخدمها في إغلاق لثقوب الخلية لحمايتها من البرودة في الشتاء"، تقول مسؤولة التنمية الريفية في وزارة الزراعة المهندسة نبيهة سمارة.
وأشارت سمارة إلى أنة بداية مشروع نادية كان بالالتفات إلى ضرورة استخدام هذه المخلفات لإنتاج كريم لعلاج التجاعيد التي تظهر أسفل العين، وكريم آخر لعلاج الحروق مع استخدام شمع النحل وبعض الزيوت، وكانت الرقابة على المنتج من وزارة الزراعة للتأكد من الاستخدام الآمن، حيث استعانت وزارة الزراعة بأساتذة الجامعات الفلسطينية للتأكد من نجاعة المنتج وسلامته.
طريقة الصنع
بعد أن تقشر نادية القعبر والمخلفات عن ألواح الخلية التي تعمل بحرفية على إخراجه، تمسك بأحد الألواح من داخل الخلية وتقشر القعبر عن أطراف كل لوح وتجمع الشمع الذي ينتجه النحل، وتعمل على إذابة الشمع والقعبر مع طحينية السمسم والسيرج، وتقوم بغليه وتعبئته مطربان زجاجي شفاف وتتأكد من تجانس المكونات ووضع 25 غم من الكريم الطبيعي المنتج وتتركه حتى يبرد، وأصبح الإقبال يتزايد عليه، ويستخدم بشكل أساسي لإزالة آثار الحروق والقضاء على التجاعيد.
عدد خلايا النحل في فلسطين
تعمل وزارة الزراعة على دعم العاملين في قطاع النحل، حيث يوجد 60 ألف خلية نحل في الضفة الغربية موزعة على المحافظات الشمالية، ويوجد ما يقارب 27 ألف خلية في قطاع غزة، وانتجت هذه الخلايا ما يقارب 850 طنا من العسل في العام 2015 المنصرم، ويستعد مربو النحل والذين تشكل النساء نسبة كبيرة منهم لبدء قطف العسل ومنتجاته خلال الاشهر المقبلة.
تشجيع شراء المنتجات
وتقول نادية حسين:" غير النحل الكثير في حياتي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وأنا أعمل حاليا على التأكد من جودة كريم مكافحة التجاعيد حتى أتمكن من طرحه بالأسواق".
ويوجد في محافظات الوطن العديد من المحال التجارية التي تدعم مثل هذه المنتجات، وتطمح نادية إلى المزيد من الدعم من وزارة الزراعة بشكل أساسي، ومن المواطن الفلسطيني حيث لا تقل جودة منتجات النحل المختلفة عما يتم شراؤه من الدول المصنعة لمثل هذه المنتجات.