رام الله- الاقتصادي-وفاء الحج علي- على بعد خمسة وعشرين كيلومتر من مدينة القدس المحتلة، يقع المتحف الفلسطيني، الذي تمكن بعد عشرين عامًا من ولادته كفكرة من أن يرى النور أخيرًا.
المتحف الفلسطيني، بأسلوبه المعماري وحدائقه وموقعه، تحول إلى معلم وطني ينسي ويذكر كل من يزوره بأنه بني على أرض بلد محتل، حيث يؤرخ المتحف أبرز المحطات التي رسمت الحاضر الفلسطيني، وعرض أجمل ما في الثقافة الفلسطينية، متحديًا الوضع السياسي والأمني الذي يعيشه الفلسطينيون.
مؤسسة لإنتاج روايات التاريخ الفلسطيني
مبنى المتحف، الذي سيبني على مرحلتين (انتهت أولهما عام 2016، في حين يتوقع أن تنجز الثانية خلال الأعوام المقبلة)، يقع على أرض تبلغ مساحتها 40 دونمــاً، وتبلغ مساحة المبنى الأول 3500 مترًا مربعًا، تتوزع فيها المعارض والحدائق والفناء التعليمي والمساحات الخاصة بالموظفين.
المتحف الذي يتبع لسلسلة مشاريع مؤسسة "تعاون" يعد مؤسسة ثقافية مستقلة، وواحد من أهم المشاريع الثقافية المعاصرة في فلسطين، يسعى إلى صنع ثقافة فلسطينية ديناميكية وأصيلة، للحفاظ على الموروث الفلسطيني المهدّد بالتهويد بشكل يومي، من خلال التركيز على الفترة الممتدة بين العام 1750 حتى 2016، وإنتــاج روايــات عــن تاريــخ فلســطين الحديث نسبيًا، وتجميعها بطريقة فنية وثقافية، يمكن أن توصل المضمون إلى الزوار الفلسطينيين وغيرهم.
90% من تمويله فلسطيني
يقول متحدثون ممثلون عن المسرح إن تكلفة بناء أول مرحلة للمشروع بلغت 28 مليون دولارًا أميركيًا، بتمويل 90% منه فلسطيني ومحلي، وحسب مصادر مطلعة فإن المرحلة الثانية ستبنى بضعف الحجم وعلى ضعف المساحة.
محتويات المتحف
وكمثل كل شيء فلسطيني، فلا بد للمتحف أن يكون مختلفًا عن نظرائه، حيث ينطلق المعرض معتمدًا في برامجه على معارض متنقلة، ومنصة رقمية تفاعلية ذات مستوى تكنولوجي عال وعصري.
ولكن بسبب خصوصية الوضع الفلسطيني، سينطلق المتحف في مسيرته خاليًا من المقتنيات المتحفية، التي يصعب تجميعها بسبب الكلفة الباهظة والعواقب التي يضعها الاحتلال، إلا أنه سيتم تجميعها على مدار السنوات القادمة لتشكل هذه المقتنيات مجموعته الدائمة.
متحف عابر للقارات
عند التخطيط لبناء المتحف، كانت أهم هدف لدى القائمين عليه، أن يكون هذا المتحف مؤسسة ثقافية عابرة للقارات، قادرة على كسر الحدود والتغلب على الخرائط السياسية والجغرافية، للتغلغل داخل الجاليات الفلسطينية في الخارج، ذلك عبر أرشــيفاته الرقميــة ومنابــره الإلكترونيــة، ومــن خــلال شــبكة مــن الشــراكات المحليــة والعالميــة.