المزارعون «الغزيون» يتنسمون «الهواء النقي» على أراضيهم وأطلال منازلهم في بيت حانون
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 22 أيار 2016

المزارعون «الغزيون» يتنسمون «الهواء النقي» على أراضيهم وأطلال منازلهم في بيت حانون

يقف عبد الرحمن وهدان «أبو علاء» عند حزام خرساني يظهر الجزء الأعلى منه بصعوبة على سطح الأرض، ويزيح بعضاً من التراب عن أطلال منزله تحت أشعة الشمس الحارقة.

يشعر «أبو علاء» (51 سنة) برعشة فرح تجتاح قلبه المفعم بحب أرض أجداده الواقعة في منطقة قصيّة في منطقة الحمرا شمال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. يسحب نفساً عميقاً ولا يكترث لقليل من الغبار تثيره بين الفينة والأخرى جرارات زراعية تحصد القمح، ويقول مبتسماً قبل أن يجيب عن أسئلة «الحياة»، إن «الهواء نقي تماماً هنا».

لا تبعد أطلال المنزل سوى أقل من 250 متراً عن السياج الحدودي (خط الهدنة لعام 1949) غير المرتفع الذي وضعته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ونصبت على طوله أبراج مراقبة مزودة رشاشات أوتوماتيكية موجهة من بعد.

لكن منزل عائلة الشاب إبراهيم أبو صلاح المدمر أيضاً لا يبعد سوى أمتار قليلة عن السياج، فيما يقع خلفه جزء من قطعة أرض مساحتها 45 دونماً ورثها والده عن أجداده، أي داخل إسرائيل.

يخشي الشاب أن يشير بيده إلى المكان الذي كان يقوم فوقه منزل العائلة، رداً على سؤال لـ «الحياة» عن مكانه، نظراً إلى عدم وجود أي معالم فوق الأرض.

كان أبو صلاح في الرابعة عندما هدمت قوات الاحتلال المنزل، قبل أن تنتقل العائلة الى منزل مستأجر يبعد عن الأول 700 متر داخل أراضي بيت حانون. هدمت قوات الاحتلال منزلهم الثاني عام 2008، واعتقلت والده وحكمت محكمة عسكرية عليه بالسجن سبع سنوات، وعلى أشقائه فهمي بالسجن 25 عاماً، وغسان 17 عاماً، وصلاح 15 عاماً، وعمه أسعد 25 عاماً (أفرج عنه في صفقة شاليت 2011) بتهمة مقاومة الاحتلال.

لم تطأ أقدام «أبو علاء» وأبو صلاح أرضهما منذ 15 عاماً عندما دمرت قوات الاحتلال مظاهر الحياة في بيت حانون وكل المناطق الواقعة على السياج الحدودي البالغ طولها 50 كيلومتراً وتمتد حتى الحدود المصرية أقصى جنوب مدينة رفح جنوب القطاع.

ويقدر المهندس أسامة المخللاتي بحوالى 15 كيلومتراً مربعاً مساحة تلك الأراضي البالغ عرضها 300 متر داخل القطاع وتعتبرها اسرائيل منطقة عازلة.

ولم يكن وصول وهدان وأبو صلاح وغيرهما من المزارعين والعمال ممكناً لولا تدخل بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القطاع. ويشرف المخللاتي على مشروع زرع أراض في المنطقة العازلة بعرض 200 متر، على أن تبقى المئة متر الملاصقة للسياج محظورة تماماً، في بيت حانون، ووادي السلقا وسط القطاع، وبلدات القرارة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوبه.

وشرعت اللجنة الدولية بتنفيذ المشروع قبل نهاية العام الماضي بعدما استجابت سلطات الاحتلال للطلب، على أن تزرع هذه الأراضي زراعات بعلية وحبوباً، وليس خضاراً أو أشجاراً مثمرة في حاجة إلى رعاية دائمة. وزرع المزاعون أرضهم بالقمح قبل نهاية العام الماضي، وحان الآن موعد الحصاد. ودعت اللجنة الدولية عدداً من ممثلي وسائل الإعلام لمرافقة ممثليها إلى تلك المنطقة في بيت حانون بعد التنسيق مع سلطات الاحتلال، وكانت «الحياة» موجودة، للمرة الأولى، منذ 15 عاماً مع المزارعين.

وقالت الناطقة باسم بعثة اللجنة في القطاع سهير زقوت إن المشروع جزء من عملية دعم متواصلة للمزارعين منذ عام 2007 لتمكينهم من مجابهة صعوبات الحياة بكرامة. وأضاف المخللاتي أن اللجنة، وبعد التنسيق مع سلطات الاحتلال مهدت الأراضي الزراعية بعدما «نظفتها» أطقم هندسة المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال مدير بعثة اللجنة الدولية مامادو سو الذي رافق الصحافيين في الجولة لـ»الحياة» إن «المكان حساس جداً فهو قريب جداً من الحدود، لكنها إشارة إيجابية أن يتمكن المزارعون من الوصول إلى هنا وزرع أرضهم. المزارعون لديهم قدرة كبيرة على كسب رزقهم بكرامة». واعتبر أن «المشروع مهم جداً نظراً إلى سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في القطاع».

ولفت إلى أن الأراضي الواقعة ضمن المنطقة العازلة التي تفرضها سلطات الاحتلال بقوة النيران منذ عام 2001، غداة اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول (سبتمبر) عام 2000، «تعادل ثلث الأراضي الزراعية في قطاع غزة، ما يعني أن المزارعين وقعوا بين المطرقة والسندان».

 

 

الحياة

Loading...