عادت أسعار النفط للإنخفاض الجمعة، مع إقبال المستثمرين على جني الأرباح عقب المكاسب التي تحققت في الآونة الأخيرة، وتحول الأنظار من جديد إلى المخزونات العالمية المتزايدة التي حدت من تأثير حالات تعطل غير متوقعة للإمدادات.

ونزل سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 23 سنتا إلى 48.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 14 سنتا إلى 48.02 دولار للبرميل.

وقال هانز فان كليف الخبير الاقتصادي لدى "إيه.بي.إن أمرو" في أمستردام: "رغم حالات تعطل الإمداد ما زالت هناك تخمة في المعروض ووفرة في المخزونات. ربما حول المستثمرون تركيزهم".

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه "يتوقع أن يفوق المعروض حجم الطلب بنحو 1.5 مليون برميل يومياً".

وفي الآونة الأخيرة وجدت أسعار النفط دعما في حالات تعطل الإمدادات بدول منتجة للخام مثل نيجيريا وكندا وليبيا. ففي نيجيريا خفض نشاط المتشددين صادرات النفط إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 22 عاماً، لتنزل عن 1.4 مليون برميل يوميا، فيما تضرر الإنتاج الليبي أيضاً من الصراع الداخلي في البلاد. كما انخفض الإنتاج في كندا بسبب حرائق الغابات التي أوقفت إنتاج نحو مليون برميل يومياً وإن كان الإنتاج يتعافى تدريجياً.

وقال هاري تشيلينجويريان كبير الخبراء الإستراتيجيين المعنيين بالنفط والسلع الأولية في بنك "بي.إن.بي باريبا" الفرنسي في لندن لمنتدى "رويترز" النفطي العالمي: "نشعر أن الأسواق ذهبت إلى مستويات عالية جداً وإلى حد بعيد جدا وفي وقت قصير للغاية".

وأضاف: "ارتفاع الدولار واستمرار تجاوز المعروض للطلب وفائض المخزونات كلها عوامل من المتوقع أن تفرض ضغوطا نزولية قوية على الأسعار".

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في وقت سابق اليوم الجمعة، وسط اضطرابات نيجيريا وإعلان شركات للنفط الصخري إفلاسها في الولايات المتحدة، فضلاً عن أزمة في فنزويلا، وهي جميعها عوامل ساهمت في الحد من الإمدادات.

غير أن بعض التجار قالوا إن المخزونات التي تملأ منشآت التخزين في العالم تحول دون حدوث نقص في إمدادات المعروض، ومن ثم عدم ارتفاع الأسعار كثيرا.

وارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 46 سنتا أو 0.94% عن التسوية السابقة، ليصل إلى 49.27 دولار للبرميل، فيما زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 48 سنتا أو 1% ليصل إلى 48.64 دولار للأوقية.

وقال بنك "إيه.إن.زد" إن حالات التعطل غير المتوقعة للإمدادات في أنحاء العالم - باستثناء انخفاض الإنتاج في الولايات المتحدة - أوقفت نحو 2.5 مليون برميل يومياً من الإنتاج، لتبدد تقريبا فائض الإنتاج الذي هبط بالأسعار أكثر من 70% في الفترة بين 2014 وأوائل 2016.

وخفضت هجمات المتشددين إنتاج النفط في نيجيريا إلى أدنى مستوياته في أكثر من 22 عاماً، لينزل عن 1.4 مليون برميل يوميا. وتضرر الإنتاج الليبي أيضا من الصراع الداخلي في البلاد.

وفي أميركا الشمالية هبط إنتاج النفط الخام الأميركي إلى 8.79 مليون برميل يوميا، لينزل منذ ذروته التي تجاوز عندها 9.6 مليون برميل يوميا العام الماضي وسط موجة من إعلان الشركات المنتجة إفلاسها.

وانخفض الإنتاج في كندا بسبب حرائق الغابات التي أوقفت إنتاج نحو مليون برميل يوميا وإن كان الإنتاج يتعافى تدريجيا.

وفي أميركا الجنوبية يتعثر الإنتاج أيضا في فنزويلا عضو "أوبك" وسط شح السيولة الذي تواجهه شركة النفط الحكومية "بي.دي.في.إس.إيه" في ظل أزمة سياسية واقتصادية شديدة في البلاد.

وأظهرت بيانات من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أن إنتاج النفط الخام في فنزويلا انخفض إلى نحو 2.53 مليون برميل يوميا في الربع الأول من 2016، مقارنة مع 2.72 مليون برميل يوميا في نفس الربع من العام الماضي.

 

 

رويترز