مزارعو غزة: هموم متراكمة .. وواقع عمل شاق.. وعوائد مادية قليلة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 21 أيار 2016

مزارعو غزة: هموم متراكمة .. وواقع عمل شاق.. وعوائد مادية قليلة

يحمل المزارع يوسف غبن (35 عاماً) من بيت لاهيا الذي يتوجه يومياً إلى أرض زراعية تقع بمحاذاة السياج الحدودي، كيساً من البذور والأشتال للبدء في زراعة أصناف متعددة من الخضروات، محلية التسويق.
وكان المزارع غبن قد انهي موسم زراعة التوت الأرضي، قبل عدة أسابيع، وأتم إعادة حرث الأرض لتهيئتها لزراعة أصناف جديدة من البندورة والخيار وباقي الخضروات.


وقال في مثل هذا الوقت يمكن الاستفادة من زراعة وبيع محاصيل الخضروات التي لا تتطلب تكاليف إنتاج كبيرة، فقدوم فصل الصيف يُمكن من زراعة أصناف «الخيار البندورة، والفلفل الأخضر»، بالطريقة المكشوفة، و بدون دفيئات زراعية، وهو ما يقلل من تكاليف الإنتاج.


وأضاف أن موسم التوت الأرضي الفائت لم يحقق له أرباح بالشكل المرضي، لكنه لم يسجل أي خسارة، معرباً عن أمله في أن يحقق موسم الزراعة الصيفية، ما يمكن أن يوفر الرزق الكافي لأسرته المكونة من عشرة أفراد.
أوضح «غبن» الذي يستأجر بضعة دونمات من أحد مالكي الأراضي الزراعية، أنه سيقوم بزراعة خضروات من أصناف»البندورة، الخيار، الفلفل الأخضر، وسيقوم بما يسمي بالزراعة الثانية من أصناف البطيخ والشمام والذرة، في وقت لاحق.


من جانبه، قال المزارع رياض أبو الطير (56 عاماً) من عبسان الكبيرة شرق خان وينس، أنه يستعد لزارعة أصناف متعددة من الخضروات المُسوقة محلياً بكثرة، كالـ»بقدونس، الجرجير، والفجل» مشيراً إلى أن هذه الأنواع يتم تسويقها في شهر رمضان المقبل، حيث يزداد الإقبال على شراؤها في مثل هذا الوقت من العام.


أوضح  انه يمتلك نحو ثلاثة دونمات وقد قام بتهيئتها مؤخراً لزراعة هذه الأصناف التي وصفها بسيطة التكاليف ورائجة التسويق، لافتاً إلى أنه يعتمد على زراعتها في توفير قوت أسرته المكونة من خمسة أفراد.
يذكر أن المنطقة الحدودية لبلدة عبسان الكبيرة تكتظ بالعشرات من المزارعين الذين يقضون وقتاً كبيراً فيها، وسط توقعات بوقوع اعتداءات إسرائيلية عليهم.


في منطقة قريبة من الجدار الحدودي كان المزارع محمد أبو دراس (37 عاماً) مشغولاً باستصلاح أربعة دونمات لتهيئتها بزارعة محصولي «السبانخ، والسلق» وهما من الخضروات محلية التسويق.


قال  أنه يعتمد على زراعة هذه الأصناف طيلة هذا الوقت من العام، رغم إنهما صنفان يُعدان من المحاصيل الشتوية، موضحاً أنه يُكثر من ريها لكي تتلائم مع طبيعة فصل الشتاء.


وأرجع حرصه على زرعتها في مثل هذا الوقتـ من العام، لإحجام غالبية المزارعين عن زراعتها، وبالتالي يسهل تسويقها متوقعاً أرباحاً مناسبة.

 

الاعتماد على السوق المحلية
ولا يجد غالبية المزارعين في غير السوق المحلية مجالاً لتسويق منتجاتهم، في ظل العراقيل التي تواجه مجال تسويق وخروج المنتجات الزراعية خارج القطاع، فحاجتهم للسوق المحلية يجعلهم يحاولون توفير متطلباتها وملائمة طبيعة مزروعاتهم لاحتياجات هذه السوق.


عن ذلك، قال المزارع نمر معروف (42 عاماً)، «من الطبيعي أن نعتمد على أنفسنا عند اختيار نوع المحاصيل التي يتم زراعتها، فلا يوجد تخطيط أو تنسيق مع الجهات الزراعية المختصة في تحديد هذه الأصناف، وبالتالي يجد المزارعون أنفسهم مضطرين لتحديد نوعية المحاصيل المزروعة في جميع أوقات العام».


أضاف «لا يعول المزارعون على التسويق الخارجي كثيراً باستثناء محصول التوت الأرضي في فصل الشتاء، وبعض الأصناف النوعية من البندروة، والفلفل الرومي، وحتى هذه الأصناف كثيراً ما تواجه مشكلات عن تسويقها خارج القطاع».
من جانبه، اعتبر المزارع محمود أبو حليمة (40عاماً) من بيت لاهيا، الذي يمتلك أرضا زراعية بمساحة خمسة دونمات، أنه أبرز ما يمكن يواجهه المزارعون عند تسويق منتجاتهم محلياً هو زيادة العرض وقلة الطلب، لافتاً إلى أن طلب هذه الأصناف وإن كان حاضراً إلا أنه يتأثر بطبيعة التسويق بسبب الظروف المادية للمواطنين.


وأضاف، أنه يزرع أرضه بمحاصيل محلية التسويق، بحثاً عن سهولة تسويقها، وعدم الاعتماد على زراعة محاصيل زراعية من تلك المصنفة بأنها تسوق خارجياً كالتوت الأرضي أو الزهور، نظراً للمشكلات التي تواجه تصدير هذه المحاصيل.

 

مشكلات تواجه التصدير
من جهته، اعتبر محمد غبن مدير الجمعية التعاونية الزراعية في بيت لاهيا، وهي أبرز الجمعيات التي تعمل في تصدير التوت الأرضي، أن فكرة التسويق الخارجي فكرة ناجحة، لكنها تواجه حملة من العراقيل والمشكلات والتي تتعلق بقيود الاحتلال.


وأضاف «تقوم مؤسسات دولية بالتنسيق والمشاركة مع منظمات محلية، بتنفيذ مشاريع لزراعة وتصدير محاصيل ذات قيمة، بالرغم من فشل هذه المشاريع وطبيعة السياسات التي نحكمها، إلا أن ذلك دفع بعدد كبير من المزارعين إلى ممارسة الإنتاج الزراعي التصديري.


وقال غبن «استمرار هذا الفشل على مدار سنوات ماضية، أو بالأحرى انحسار الفائدة المالية المرجوة من هذا النوع من الزراعة والمتمثل في عراقيل التصدير، بسبب الحصار والإغلاق أجبر عدد كبير من هؤلاء المزارعين على العودة إلى زراعة منتجات أساسية كالخضروات، وهي أقل عرضة للتلف والمخاطرة، ويسهل تخزينها ويطلبها السوق المحلي مثل «البطاطا، البصل، الباذنجان، الخيار والبندورة»، علما بأن المردود الربحي لهذه المنتجات أقل من الزراعات التصديرية».


من جانبها، قالت وجدان أبو طير عضو لجنة المزارعين في منطقة شرق خان يونس لـ»الأيام»، أن واقع المزارعين بهذا الخصوص هو واقع مرير وصعب، ليس فقط في إيجاد مصادر التسويق الخارجي، وطبيعة تمرير هذه المنتجات إلى خارج القطاع، بل باستمرار المضايقات التي تفرضها إسرائيل بحق هؤلاء المزارعين.


وأضافت أبو طير التي تعمل كمنسقة لجنة المزارعين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسات دولية أخرى، بهدف تسهيل عمل هؤلاء المزارعين في المناطق الحدودية، أن فكرة التسويق المحلي أسهل وأكثر نجاعة بالنسبة للسياسات الزراعية المتبعة لدى غالبية هؤلاء المزارعين، في ظل حالة الإغلاق والمضايقات التي يواجهها هؤلاء.


وقالت، أن فكرة التسويق الخارجي تحتاج لفائض إنتاج وهو ما يخلق ضربة جديدة للمنتجين المحليين قد تصل إلى حد إخراجهم عن السوق المحلية وإفقارهم، بما يتناقض مع هدف تعزيز الأمن الغذائي، لاسيما وان حركة المنتجات الزراعية المصدرة إلى الأسواق الخارجية يتحكم فيها الاحتلال.

 

الزراعات العائلية
ولا يعلم غالبية المزارعين في قطاع غزة طبيعة فكرة الزراعة العائلية رغم قيامهم بممارستها يومياً، حيث أن غالبية هؤلاء يقومون بأعمال زراعية برفقة زوجاتهم وأبناءهم وأشقاؤهم، لا لغرض إلا لتقليل تكاليف إنتاجهم الزراعي، وبالتالي البحث عن عائد ربح معقول يسد احتياجات أسرهم.


عن ذلك، قال المزارع أسعد معروف (50 عاماً) الذي يعد واحداً من عشرات المزارعين الذين يحتاجون لمساندة أفراد أسرهم في أعمالهم الزراعية، أنه يصطحب زوجته واثنين من أبناءه إلى أرضه الزراعية الواقعة في منطقة «السيفا» شمال بلدة بيت لاهيا، لمساعدته في العمل.


وأضاف، أنه يزرع الذرة والبطيخ والشمام، ويحتاج لأيدي عاملة حين رعيانها وقطف ثمارها، لافتاً إلى أنه لا يعتمد على جلب عمال، بل يجعل أفراد أسرته يقضون معظم الوقت في الأرض، لكي يقوموا بإنجاز الأعمال الزراعية المطلوبة منهم.

 

حالة فقر لدى غالبيتهم
ويعاني غالبية هؤلاء المزارعون من حالة فقر، ولا ينظر لغالبيتهم على أنهم من مالكي أراضي زراعية، فغالبيتهم يستأجرون أراضي تصلح للزراعة، ويقومون بزراعتها، في محاولة لإيجاد فرص عمل لهم.


وقال حازم نصار (47 عاماً) لـ»الأيام» أنه يستأجر أرضا زراعية تقدر مساحتها بنحو (10 دونمات) بزراعها بمختلف الأصناف من الخضروات، لكنه يواجه مشكلات متعددة في إيجاد أيدي عاملة، مشيراً إلى أنه مضطر لانتظار أبناءه عند عودتهم من الجامعات لمساعدته في العمل.


أكد أنه يصنف ضمن صغار المزارعين الذين يعانون أصلا من حالة الفقر، وبالتالي فهو غير قادر على تشغيل عمالة، ويعتمد على تشغيل أفراد أسرته.
وأجمع مزارعون على أنهم يواجهون واقع إنساني واقتصادي صعب، ويعتاشون بعائد مادي قليل، من عمل شاق ومتواصل في القطاع الزراعي.

 

 

 

المصدر : الأيام

 

Loading...