وجه خبراء تقنيون تحذيرات قوية بشأن احتمالية شن هجمات لقرصنة البيانات والمعلومات؛ عبر رسائل تصيد إلكترونية، خلال اليومين الماضيين، 11 و12، في الموسم الثامن من "مؤتمر ومعرض الكويت الثامن لأمن المعلومات".
وكثيراً ما يستخدم القراصنة الروابط في رسائلهم الإلكترونية للوصول إلى ضحاياهم، حيث يعمدون إلى تضمين الروابط برمجيات خبيثة، حيث يحثّ "الهاكرز" مستخدمي الإنترنت على الضغط على الرابط للحصول على شيء ما، أو لقراءة مقال ما.
وناقشت فعاليات المؤتمر أهم التطورات المتعلقة بموضوع الأمن الإلكتروني، والسبل الكفيلة بتوفير وتقديم الحلول العملية المتكاملة التي من شأنها المساهمة في حماية الشبكات والبنى التحتية، وقواعد البيانات الرقمية؛ باعتبارها عنصراً مهماً بالنسبة لمؤسسات القطاعين العام والخاص، كما سلطت الفعاليات الضوء على 6 مسارات رئيسة ضمت أكثر من 15 جلسة تفاعلية وتثقيفية.
وبلغ عدد الهجمات والاختراقات الإلكترونية التي تعرضت لها السعودية خلال عام 2015 نحو 60 مليون هجمة، وهو ما يجعلها تعد أكثر دول المنطقة تعرضاً للهجمات الإلكترونية.
وقال الخبير الأمني والباحث الأول في الأمن المعلوماتي، محمد أمين، إن دور السعودية في المنطقة، والمميز أمنياً وسياسياً ومادياً، "دفع المجرمين والدول الأخرى لجعلها هدفاً لتلك الهجمات"، حسبما ذكرت صحيفة عكاظ السعودية، أواخر شهر أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف أمين أن أكثر القطاعات المستهدفة للاختراقات الأمنية القطاعات الحكومية، التي يدخل من ضمن عملها النفط، والغاز، والبنوك، وقطاع الاتصالات؛ لكونها القطاعات المؤثرة.
وبيّن أن المشكلات الأمنية المعاصرة، وخصوصاً الأجهزة الصناعية الموجودة في المؤسسات التي تعنى بالنفط والغاز، ومؤسسات تحلية المياه في منطقة الخليج خصوصاً، تستخدم أجهزة صناعية يتحكم بها عن بعد عن طريق الإنترنت، فيها مشكلات لها تأثيرها الضخم، والدليل الحوادث الحاصلة حول العالم، من أبرزها اختراقات أرامكو.
وأضاف أن التوجه الحالي لربط كل شيء بالإنترنت، خصوصاً المدن الذكية، يتطلب التركيز على كيفية حمايتها، مثل بعض الحلول التي تطرحها بعض الشركات، ومراقبة الأجهزة، وتحليل عملها للقضاء على أي هجمات.
على صعيد متصل استحوذت برمجية "الفدية الخبيثة" على الحصة الكبرى من الأخبار المتناقلة حول الهجمات المتقدمة المستمرة، إلى درجة أنها أصبحت الموضوع الأكثر تداولاً خلال الربع السنوي الأول من العام الجاري 2016.
ووفقاً لتقرير الربع الأول الصادر عن كاسبرسكي لاب بشأن هجمات البرمجيات الخبيثة، تمكن خبراء الشركة من اكتشاف 2,900 تعديل على برمجيات خبيثة جديدة خلال الربع المعني، بزيادة بنسبة 14% عن الربع السابق.
وفي الربع الأول من عام 2016 منعت حلول كاسبرسكي لاب الأمنية 372,602 هجمة من هجمات الفدية الخبيثة التي كانت تستهدف المستخدمين، منها نسبة 17% كانت تستهدف قطاع الشركات، وارتفع عدد ضحايا تلك الهجمات من المستخدمين بنحو 30% بالمقارنة مع الربع الأخير لعام 2015.
وقبيل منتصف شهر مارس/آذار الماضي شهد عدد من المواقع الإخبارية العالمية الكبرى هجمة إلكترونية سلاحها الإعلانات؛ لتثبيث "برمجيات انتزاع الفدية" Ransomware على حواسب المستخدمين الشخصية، وفقاً لتحذير نشره باحثون أمنيون في شركة "ميلويربايتس" Malwarebytes.
وأوضحت الشركة أن الهجوم الذي استهدف مستخدمين في الولايات المتحدة ضرب مواقع إخبارية تشهد حركة مرور بمليارات الزوار، بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز، وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وخدمة "إي أو إل" AOL، و"اتحاد كرة القدم الأميركي" NFL.
والبرامج المعروفة باسم "برمجيات انتزاع الفدية" أصبحت بسرعة النوع الأكثر شعبية من البرمجيات الخبيثة للمجرمين لتثبيتها على أجهزة الحاسوب المخترقة، لتتفوق على التهديدات الأقل خطورة، مثل الإعلانات الخبيثة، والتروجان.