يتكئ الحاج الستيني محمد الهرباوي على عصاه، في سوق اليرموك الشعبية بمدينة غزة، ينظم بضاعته على طريقته التي اعتاد عليها طوال سني عمله في بيع القرع العسلي و"الفستقية"، والسمسمية. ويقبل المشترون على منتجه الذي يراه البعض مميزا بشكل خاص.
يجلس الحاج محمد في موقع صغير تحت منزله بحي الشجاعية، وبأدواته البسيطة تبدأ عملية إعداد القرع العسلي، ويتكون هذا العسل من القرع البلدي اضافة الى سكر الجلوكوز، عملية انتاجه تحتاج ساعات على النار حتى ينضج ويصبح قرعا عسليا.
وبعكس ما حصل معه يقول الحاج ان ابناءه رفضوا تعلم هذه المهنة لأنها مرهقة، أما هو فتعلمها من والده. في الخمسين عاما الماضية اعتاد الهرباوي على التنقل بين الأسواق الغزية فأصبح معروفا فيها، ويقول إنه مضطر الى العمل رغم كبر سنه لأنه يعيل خمسة افراد جميعهم عاطلون عن العمل.
قطع احد الزبائن الحديث، وطلب طبقا من القرع العسلي لأن زوجته تعاني من مشكلة ما في عينيها، ويقال ان للقرع العسلي فوائد صحية عديدة للإنسان.
قبل عام تبين ان الحاج محمد يعاني من مرض في قلبه، لكن ذلك لم يقف عائقا أمام مواصلته عمله على بسطته التي اصبحت معروفة لجميع سكان القطاع.
وطالب الهرباوي وزارة الاقتصاد بأن تقوم بمساعدته في انشاء مصنع صغير له كي يعتاش منه، فمنزله تعرض في العدوان الأخير الى دمار جزئي واشتعال النيران داخل مصنعه الصغير وتعرضه الى أضرار كثيرة.
ويعاني قطاع غزة من انعدام فرص عمل جديدة، بسبب الحصار وانخفاض الإنتاجية في كافة الأنشطة الاقتصادية ولا يوجد أي وظائف جديدة في القطاع العام في ظل استمرار الانقسام.
ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع ان معدلات البطالة متذبذبة في قطاع غزة بين الهبوط النسبي البسيط والارتفاع خلال سنوات الحصار وذلك طبقا لحالة حركة المعابر التجارية ودخول الواردات.
وحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ووفقا لمعايير منظمة العمل الدولية فإن نسبة البطالة في فلسطين بلغت 25.9% وبلغ عدد العاطلين عن العمل 336 ألف شخص في فلسطين خلال عام 2015، منهم حوالي 143 ألفا في الضفة وحوالي 193 الفا في قطاع غزة.
الحياة الجديدة