الاقتصادي- بيرنارد مار، كاتب ومؤلف وخبير في المجال المهني. بعد عقود من عمله استطاع أن يصل إلى مستوى يؤهله ليوصف نفسه كشخص نجح على الصعيد المهني بعد نشره عددًا من المؤلفات وحصوله على ثروة تقدر بالملايين، لكنه في الوقت ذاته اضطر لدفع ثمن باهظ في سبيل الوصول إلى ما هو إليه الآن.
مار، الذي عمل في مجال التأليف لسنوات عديدة، يريد أن يجنب من بعده من الوقوع في الأخطاء التي جعلت حلاوة نجاحه أمرّ من العلقم، ويقول: "قرارات يومية نواجهها أثناء عملنا، رغم صغرها، فهي ستظل معنا على المدى الطويل، وهي كفيلة بأن تقرر كيف تنظر إلى مسيرتك المهنية بعد 20 عامًا من الآن".
ويتابع: "لكن الكثير من القرارات يمكن أن تشعرك بأنك أهدرت 20 عامًا من حياتك دون جدوى... وهذا ما حدث معي، لذا، أنصحك بألا تقع في أخطائي، والتي كانت أبرزها: التصنع قد تضطر لارتداء ملابس لا تشبه شخصيتك، أو قد تشعر بأنك مجبر على تناول نوع معين من الطعام، أو التحدث بطريقة مختلفة، أو تشجيع فريق رياضي ما، فقط لكي تشعر بالانتماء.
التصنع في تفاصيل شخصيتك سيشعرك بعد فترة بأنك لم تعد تعرف نفسك، وبأنك إنسان فارغ يشكل على أهواء من حوله.
اتخاذ قرارات بناءً على العامل المادي فقط بالطبع عليك أن تراعي العامل المادي في معظم القرارات التي تتخذها، إلا أن هذا ليس الشيء الوحيد الذي عليك الاتكال عليه. فمع الوقت ستشعر بأنك أضعت فرص كثيرة، وهمشت رغباتك الشخصية فقط في سبيل توفير المال أو صنعه. وهذا نادرًا م سيجلب لك السعادة.
اعتقادك بأنك ستغير الكثير في وظيفتك إن كنت ذاهبًا للعمل وفي ذهنك عبارة: "سيكون عملي رائعًا لو فقط..." إذا راودتك هذه الفكرة بشكل متكرر، فعليك أن تدرك بأن هذه إشارة خطر. وبدلاً من أن تهدر طاقتك الذهنية في محاولة تغيير كل شيء، من الأفضل عليك أن تتقبل أنك لن تغير الكثير، إلا إذا كنت في منصب المدير.
التنازل تملك وظيفة جيدة، بمرتب جيد، وصلاحيات جيدة، إلا أنك تحلم بشيء آخر. ليس عليك أن تقبل بأمر "جيد" فحسب، لأنه مستقر ومتوفر، عليك أن تغامر وتخاطر وأن تؤمن بأنه يمكنك تحقيق أكثر من مجرد "جيّد". اجعل معاييرك أعلى من ذلك.
العمل 60 ساعة أسبوعيًا قد تعتقد أنه عليك بذل أكثر وأكثر في عملك، لأن من حولك يتوقع منك ذلك، أو لأنك تريد أن تظهر بصورة جيدة أمام رئيسك. لكن الحقيقة هي أن لا أحد يقول وهو على فراش الموت: "ليتني عملت لساعات أكثر".
العائلة والأصدقاء آخر أولوياتك النجاح في مسيرتك المهنية يعني أن تحيط نفسك بأناس إيجابيين، وفي الغالب فإن هؤلاء الناس ليسوا زملاءك أو موظفيك، بل هم عائلتك وأصدقاؤك. إذا حرقت الجسور بينك وبين هؤلاء، فقد يفقد النجاح رونقه بعد حين.
هوس السيطرة على كل شيء وهذا لا ينطبق فقط على موظفيك أو زملائك، بل على كل تفاصيل حياتك. فهوس السيطرة سيجهدك في النهاية ويضعك في ساحة حرب مع القلق والشعور بالفشل عندما يخرج شيء ما ولو كان صغيرًا من بين يديك.
تجنب الأخطاء إن كرست جل طاقتك في تجنب الخطأ فإنك لن تغامر، وبالتأكيد لن تتعلم من أخطائك، ولن تحصل على أي مكافأة بعد التعلم من هفواتك.
الاستخفاف بسعادتك كثير منا يؤجل سعادته للاحقًا، ويضع العمل والمسؤوليات على رأس أولوياته، وفي معظم الأحيان فإن "لاحقًا" التي حملنا عليها كل سعادتنا، لا يأتي. ضع سعادتك في رأس أولوياتك، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن عملك الحالي، أو أن تتعلم كيف تحبه".
ترجمة: وفاء الحج علي
المصدر: Business Insider