"شرُ البلية ما يُضحك"، مقولةٌ ومثلٌ عربي مشهور ينطبق على حادثة سرقةٍ طريفةٍ حدثت في إحدى مستشفيات قطاع غزة، عندما انتحل أَحد اللصوص شخصيه ابن مريضة، ودَخَلَ عليها غرفتها الخاصة وقَبَلَ يديها ورأسها؛ على مرأى ومسمع أحد أفراد عائلتها.
القصة بدأت عندما دخل لصٌ ماكر في الثلاثينيَّات من عمره غرفة خاصة لمريضة مُسِنَة وسَرَقَ هاتفها النقال "غالي الثمن" من على المنضدة، وبعد السرقة حاول اللص الخروج مسرعاً من الغرفة، غير أنه اصطدم عند بابها بابن السيدة.
ابن السيدة المريضة استغرب خروج الرجل الغريب من غرفة والدته الخاصة، فسأله عن سبب وجوده فأجاب اللص مستغرباً: أنا عند والدتي!، الأمر الذي أصاب ابنها بالذهول.
ولاحظ ابنها أن أن اللص يحمل بيده هاتف امه النقال، فساله: هاتف من تحمل بيدك؟!، فأجب اللص: هاتفي .. وباي حق تسالني عنه!، والغريب في الحادثة أنه ذهب على الفور وقّبَلَ يد ورأس السيدة واستودعها أمام ابنها؛ بحجة أنه على عجلة من أمره.
وما يزيد الحادثة غرابة أن المريضة -على نياتها- تودعه بالدعوات والترضي عليه على اعتبارٍ منها أَنه أَحد أَصدقاء ابنها قائلة له "روح يا بني ربنا يرضى عليك ويوفقك"، الأمر الذي أصاب ابنها بالذهول من الموقف، حتى ساورته الشكوك للحظة أنه دخل إلى غرفة غير المخصصة لأمه!.
اللافت في حادثة السرقة ثقة اللص وجرأته من ناحية دخوله على غرفة المريضة الخاصة، وعدم اكتراثه من أقربائها، وتقبيله ليد المريضة أمام ابنها؛ وذلك لإبعاد الشكوك عنه، كما ونَفَذُ اللصُ الحيلة من خلال حُسن هندامه وبدهيته العالية.
ابن السيدة المريضة وبكل حنكة وأثناء الجدال اتصل من هاتفه على هاتف أمه فإذا به يرنُ في يد اللص المحترف، وفي لحظتها كُشفَ امره، وعلى الفور أنهال بشكل عفوي جميع المتواجدين من أطباءٍ ومستخدمين عليه بالضرب المبرح، جزاء فعلته الشنيعة
ويشتكي عدد كبير من المواطنين في غزة من سرقة أغراضهم خاصة في المستشفيات العامة وصالات الأفراح.
ولوحظ في الآونة الاخيرة أن عدداً من اللصوص ابتدعوا طُرُق عدة في السرقة للتحايل على الناس ولعدم كشف أفعالهم الشنيعة، فمثلاً تجدُ رجلاً بالقرب من مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة بكامل هندامه يطلُبُ منك أجرة الطريق ويبرر سبب طلبه أن محفظته فُقِدتْ منه، فما يكون من الناس إلا الثقة بالرجل لكبر سنه وحُسن هندامه وتقديم ما تيسر معهم له من المال.
وكالات