تعد صناعة نشر الكتب الأكبر بين الصناعات المعنية بإنتاج المحتوى الإعلامي والترفيهي في العالم، بل إنها تتفوق على قطاع صناعة الأفلام والموسيقى عالمياً.
فوفق تقرير لاتحاد الناشرين الدوليين صدر عام 2012، بلغ حجم صناعة نشر الكتب، بمختلف أشكالها، 151 مليار دولار أميركي، مقابل 133 مليار دولار لقطاع الأفلام والترفيه.
وجاء قطاع إنتاج المجلات ثالثا، إذ قدر حجمه بـ107 مليارات دولار، تلاه قطاع ألعاب الفيديو بواقع 63 مليار دولار، ثم الموسيقى التي انتزعت 50 مليار دولار من كعكة صناعة المحتوى الإبداعي، ترفيهيا وإعلاميا.
ازدهار قطاع النشر
ولفترة طويلة، ظلت صناعة نشر الكتب محتكرة، بصورة رئيسية، بعدد صغير محدود من المدن، تحديدا في أميركا الشمالية وأوروبا، ومؤخرا في اليابان.
بيد أنه مع مطلع القرن الحادي والعشرين، تطورت صناعة نشر الكتب بحيث باتت أحد أكثر قطاعات الأعمال ازدهارا في العالم، ذلك أن الكتب والقراءة تشكلان مفتاح التعلم والتثقف والترفيه بالنسبة لمئات الملايين من البشر في قارات العالم أجمع.
6 أسواق رئيسية
مع زيادة عدد الاقتصادات الناشئة، شهدت سوق الكتب والنشر توسعا مطردا خلال العقدين الماضيين. غير أنه على الصعيد العالمي، تهيمن 6 أسواق على هذه الصناعة، مقتطعة نحو ثلثي القيمة العالمية مما ينتجه الناشرون.
تتصدر الولايات المتحدة الأسواق الستة، بواقع 26 في المئة من القيمة الإجمالية لصناعة النشر، تليها الصين بواقع 12 في المئة، ثم ألمانيا بنسبة تصل إلى 8 في المئة.
في المرتبة الرابعة تأتي اليابان بنسبة 7 في المئة، ثم فرنسا خامسة بنسبة 4 في المئة، من حصة سوق النشر العالمية، ومن بعدها بريطانيا بنسبة 3 في المئة، وتنتزع بقية الأسواق العالمية مجتمعة 39 في المئة من إجمالي صناعة النشر.
"مستهلكو الكتب"
بما أن الكتاب موجود فهذا يعني أنه يحتاج إلى قارئ، أي مستهلك للسلعة، فأين هم القراء مستهلكو الكتب؟
تضمن تقرير التنمية الثقافية السنوي الرابع لعام 2012، الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي، بغية البحث عن آليات لتعزيز عادات القراءة لدى الشباب العربي، أرقاما صادمة فيما يتعلق بمعدلات المقروئية في الوطن العربي، فقد تبين أن الفرد العربي يقرأ بمعدل ربع صفحة كتاب فقط في العام، مقابل 11 كتابا يقرأها الأميركي، و7 كتب هي حصة البريطاني سنويا.
ويبدو أن عادة القراءة، لدى العرب، غائبة حتى منذ الصغر، فوفق التقرير نفسه، وخارج كتب المنهج المدرسي، يقرأ الطفل العربي 6 دقائق سنويا، في حين يبلغ متوسط عدد الدقائق التي يخصصها نظيره في الدول الغربي للقراءة نحو 12 ألف دقيقة.
عام القراءة
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عام 2016 عاما للقراءة، مع البدء بإعداد إطار وطني متكامل، لتخريج جيل قارئ.
ولطالما سعت الإمارات إلى إيلاء اهتمام خاص بالثقافة، من خلال العديد من الفعاليات الحيوية، كالملتقيات والمؤتمرات الثقافية المحلية والإقليمية والدولية.
كذلك، تنظم الإمارات سنويا معرضين للكتاب، يعدان بين الأكبر عربيا، هما معرض أبوظبي الدولي، ومعرض الشارقة الدولي
وكالات