على عكس المتوقع، اصيب مربو النحل باحباط شديد لتراجع وضعف انتاج العسل هذا العام مقارنة مع توقعاتهم.
ويتراوح انتاج خلية النحل ما بين 7.5 كيلوغرام كما يقدرها المسؤولون في وزارة الزراعة وما بين تسعة كيلوغرامات كما يقدرها المزارعون.
ولم تصل هذه الكمية من العسل لطموح المزارعين الذين توقعوا موسماً جيداً كما يقول المزارع وعضو جمعية مربي النحل زياد ابو سويلم، الذي أكد ان العديد من العوامل المهمة ساهمت في اضعاف انتاج العسل لهذا العام ومن ابرزها تساقط الامطار قبل اسبوعين، اضافة الى شح المراعي وعدم مكافحة الامراض بشكل جماعي.
وبين ابو سويلم ان المزارعين كانوا متفائلين بموسم عسل بامتياز، ولكن ما حصل من هطول غزير للامطار ادى الى اقدام النحل على التهام كميات كبيرة من العسل من داخل الخلايا لعدم قدرته على مغادرتها بسبب الامطار الغزيرة وانهيار الازهار.
وقال ابو سويلم ان غياب المراعي وخصوصاً اشجار الكينيا اثر بشكل كبير على قدرة النحل على انتاج العسل، مقدراً حاجة القطاع من هذه الاشجار باكثر من نصف مليون شجرة حتى يستطيع النحل انتاج العسل بدون ان يحتاج الى محلول السكر المساعد.
واضاف ابو سويلم ان جمعيته عملت خلال السنوات الماضية على زراعة كميات من هذه الاشجار استوردتها من اسرائيل ولكنها تبقى اقل من حاجة القطاع الذي يحتوي على اكثر من 12 الف خلية بحسب تقديره.
كما انتقد غياب التنسيق والجماعية في معالجة ومكافحة الامراض التي تصيب النحل وتتسبب في نفوقه او عدم قدرته على الانتاج، مبيناً ان معظم المزارعين لا يتقيدون بالطرق الصحية لمكافحة المرض وهو ما يؤدي الى تفاقمه وانتشاره.
ويؤيد المهندي عبد الباري عوض مسؤول قسم تربية النحل في وزارة الزراعة بغزة ابو سويلم في طرحه لتوسيع زراعة اشجار الكينيا في قطاع غزة، اذ يؤكد عوض وخلال حديث مع "الايام" حاجة القطاع الماسة لهذه الاشجار التي تساهم بشكل كبير جداً في خدمة قطاع النحل وزيادة انتاج العسل.
وانتقد عوض عدم تجاوب المسؤولين والقائمين على وزارة الزراعة مع مطالبهم كمهندسين ومتخصصين لزراعة الاراضي العامة والحكومية باشجار الكينيا لمساعدة المزارعين.
وقال عوض انه وعدد من المهندسين الزراعيين تقدموا للمسؤولين الكبار في الوزارة بطلبات لزراعة الاشجار في القطاع وخصوصاً في محافظة الشمال التي تنعدم فيها مراعي النحل واشجار الكينيا ولكنهم لم يردوا على هذه الطلبات حتى اللحظة.
وبين ان انتاج الخلية في محافظة شمال قطاع غزة كان متدنياً جداً هذا العام ولم يتجاوز الخمسة كيلو غرامات للخلية الواحدة مقارنة مع عشرة كيلو غرامات للخلية الواحدة في محافظات جنوب قطاع غزة وذلك بسبب افتقار محافظة الشمال للمراعي ورش المبيدات الحشرية الكثيف.
وقال عوض ان مربي النحل في الشمال يعتمدون على ازهار الخضروات وهي متواضعة ولا تتناسب مع طبيعة النحل.
وحذر من مغبة اندثار تربية النحل في شمال قطاع غزة اذا ما استمر تجاهل اقامة المراعي ومكافحة الامراض والاهتمام بخلايا النحل.
واشار عوض الى ان الكثير من المزارعين يضطرون الى اطعام النحل محلول السكر من اجل زيادة الانتاج وهو ما يرهقهم ماليا ويقلل من انتاج العسل.
كما دعا المسؤول في وزارة الزراعة الى تعويض المزارعين الذين فقدوا خلاياهم خلال الحرب او تعرضوا لاضرار، مبيناً ان الكثير منهم لم يعوض حتى اللحظة وهو ما ساهم في عدم زيادة الخلايا بالشكل المطلوب والذي يبلغ عددها في القطاع نحو 17 الف خلية.
ويتراوح سعر كيلو العسل المحلي ما بين 60 الى 80 شيكلاً حسب جودته.
الايام