بحرقة وألم شديدين استقبلت السيدة أم العبد مسعود 50 عاما، نبأ منع الاحتلال الاسرائيلي ادخال الإسمنت ومواد البناء الى قطاع غزة حتى اشعار آخر، بعد أن كانت تنتظر منذ قرابة عامين إعادة تشييد منزلها المُدمر في الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014.

وحذرت "مسعود" من استمرار الأوضاع الحالية للأسر المنكوبة في الحرب الأخيرة، ومن تصاعد حالة الضغط والوصول إلى مرحلة الانفجار، كما وصفت، معتبرة حياة المدمرة بيتوهم مأساوية، لعدم توفر مساكن كريمة لهم ولأبنائهم منذ عامين.

المسن عبد الله أبو فول، لم يعد يستطيع تحمل حياة عائلته المشتتة بسبب قصف منزله وتدميره كليا عام 2014، فلم تمنعه حرارة الشمس اللاهبة من الاعتصام غضباً ورفضا لقرار الاحتلال الاسرائيلي الذي يوقف اعمار بيته ويزيد من تشتت أسرته وأبنائه بين الكرفانات والبيوت المستأجرة.

المواطن أبو فول انتقد سير عملية الاعمار التي وصفها بـ "السلحفاة" لبطئها الشديد، مطالبا الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للعدول عن قراره وتسريع عجلة إعادة الإعمار، وانقاذ آلاف الأسر التي تبحث عن الاستقرار والمبيت داخل منازل آمنة.

وبحسب إحصائية أعدتها وزارة الأشغال العامة والإسكان ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً بلغت 12 ألف وحدة، في حين بلغ عدد المنازل المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن.

يُشار الى أن قرار وقف إدخال الإسمنت، يشل حركة البناء البيوت العادية والمشاريع الخاصة، ويُسبب ارتفاع أسعار الشقق والعقارات والإيجارات، فضلاً عن فقدان آلاف العمال والمقاولين لأعمالهم، وتأثر الكثير من القطاعات الاقتصادية بشكل مباشر وغير مباشر نتيجة وقف تزويد الإسمنت.

من جانبه، كشف ناجي سرحان وكيل وزارة الأشغال العامة والاسكان، أن هناك جهود تُبذل من جهات تعمل من (تحت الستار)، اضافة لجهود من هيئة الشؤون المدنية والأمم المتحدة، متمنياً أن تُكلل تلك الجهود بالنجاح لإعادة ادخال مواد البناء للقطاع.

وأوضح سرحان أن وقف دخول مواد البناء لقطاع غزة سيؤثر بشكل سلبي ويؤدي الى تعطيل عملية اعادة الاعمار بشكل كبير، لاسيما وأن القطاع على وشك البدء في المنحة الكويتية لبناء 2000 وحدة سكنية.

كما أن القرار سيؤدي الى مزيد من الضغط النفسي على المواطن الفلسطيني الذي له قرابة سنتين دون مأوى، محذراً من نتائج لا تحمد عقباها نتيجة تعطل الاعمار.

ونوه سرحان أن منع ادخال مواد البناء سيؤدي الى فقدان كثير من المواطنين فرص العمل، ويزيد من نسب البطالة المرتفعة أصلاً، اضافة لعدم تشجيع المانحين بالوفاء بتعهداتهم تجاه اعمار غزة؛ رغم تأخرهم بها مسبقاً نتيجة بطء عملية الاعمار التي لم يتم انجار سوى 30% منها.

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الصديقة للضغط على الجانب الاسرائيلي لإدخال مواد البناء، مشيراً الى أن الاحتلال يتعمد بين الفينة والأخرى وقف ادخال مواد البناء لغزة تحت حجج واهية.

راية نيوز