تدفع الظروف البائسة في المخيم ببلدة إيدوميني على الحدود اليونانية الشمالية اللاجئين إلى مغادرته إلى مقدونيا بأي طريقة ممكنة، خاصة بعد إغلاق الأخيرة حدودها منذ شهرين.
ومع غروب شمس السبت، 23 أبريل/نيسان، لاحظ شهود عيان مجموعة مكونة من حوالي 70 شخصا تجتاز الحدود المغلقة للوصول إلى مقدونيا، عبر نقطة صغيرة لا أسلاك شائكة فيها، تقع على بعد حوالي 20 كم عن إيدوميني، ما يتطلب السير حوالي 4 ساعات للوصول إليها.
وذكرت "رويترز" أن اللاجئين في المخيم يبحثون عن نقاط مماثلة تقع في الغابات والمرتفعات، من أجل التسلل عبرها دون أن تراهم الشرطة.
فيما يستخدم البعض خدمات المهربين، الذين يطلبون ما يتراوح بين 350 و600 دولار لنقل كل راغب إلى ما وراء الحدود اليونانية مع مقدونيا أو ألبانيا.
وقال أحد اللاجئين السوريين في حديث لـ"رويترز"، تعليقا على الموضوع: "ليس هناك خيار آخر.. إذا وجد أحد نفسه في موقفي، فماذا سيفعل؟.."
وتؤكد منظمات حقوق الإنسان أن الظروف المعيشية في المخيم بإيدوميني، والذي يقطنه أكثر من 10,200 لاجئ، مثيرة للهول.
وفاة لاجئ إثر حادث سير في إيدوميني
تمنع الشرطة اللاجئين من الوصول إلى مقدونيا، وعبرها إلى دول أخرى أكثر رفاهية وأمانة من أوطانهم، بل وتتسبب الشرطة أحيانا بمصرع من تجاوزوا آلاف الكلومترات في الطريق نحو أحلامهم.
فقد توفي لاجئ كردي سوري (40 عاما) في مخيم إيدوميني، السبت 23 أبريل/نيسان، متأثرا بجروح أصيب بها في الرأس، بعد أن صدمته سيارة للشرطة، هذا الأسبوع، حسبما نقلت "فرانس برس" عن مصادر طبية.
وتقول الشرطة اليونانية إن اللاجئ اصطدم بـ"جزء جانبي من سيارة للشرطة" لدى سقوطه عن سقالة قرب خيمته، لكنها لم تتحدث عن سرعة السيارة لدى مرورها. علما بأن السيارات في المخيم المكتظ تضطر إلى السير ببطء شديد.
وكان اللاجئ الضحية عالقا منذ أكثر من شهرين في المخيم.
وسرعان ما أدى الحادث إلى أعمال شغب، حيث رشق مهاجرون سيارة للشرطة اليونانية التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وما زال التوتر على أشده في إيدوميني، حيث يتظاهر اللاجئون كل يوم تقريبا، مطالبين بفتح الحدود المغلقة، منذ بداية مارس/آذار، بعد إغلاق "طريق البلقان" الذي كان يسلكه اللاجئون المتوجهون إلى بلدان شمال أوروبا.
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي، دارت مواجهات بين لاجئين من باكستان وأفغانستان في ضواحي المخيم. وذكرت الشرطة اليونانية أن أربعة باكستانيين نقلوا إلى مستشفى مصابين بسكاكين خشبية.
ووقع حادث مماثل، صباح السبت، في مرفأ بيرايوس القريب من أثينا، حيث يتجمع أكثر من 3200 مهاجر. ونقل مهاجر في الثامنة عشرة من عمره إلى المستشفى مصابا بجروح طفيفة خلال صدامات مع مجموعة من الأفغان.
وأصيب الأسبوع الماضي حوالي 300 مهاجر خلال صدامات مع الشرطة المقدونية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، حسب منظمة "أطباء بلا حدود".
المصدر: وكالات