المطاعم الراقية في نابلس تشرع ابوابها للاغنياء
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(0.00%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.20(1.35%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.84(%)   ARKAAN: 1.29(%)   AZIZA: 2.71(4.58%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.48(0.00%)   BPC: 3.73(%)   GMC: 0.79(%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.08(1.82%)   ISH: 1.00(0.00%)   JCC: 1.52(0.00%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(1.25%)   PADICO: 1.01(1.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.92(0.00%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.04(1.89%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(4.62%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.00%)   TPIC: 1.90(2.56%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(%)  
12:00 صباحاً 23 تشرين الأول 2014

المطاعم الراقية في نابلس تشرع ابوابها للاغنياء

الهواء البارد يقطر من داخل المبنى كالثلج، وقطرة العرق تنحدر من جبين من يمشي من خلف الزجاج، طاولة لشخصين تتوسط المطعم، »ما أشنع أن تكون الضحية الثالثة«، اضطررت لاستعارة كرسي من طاولة أحدهم، لم يُجِب، واكتفى بإشارة عفوية برأسه ويداه أعطتني الصلاحية.
قائمة الطعام تمتلئ بالمسميات الغريبة، مشروب فرابتشينو المثلج، موكا بالشوكولاته البيضاء، طبق البط بالعسل وأعشاب الزعفران، عشر جنيهات لكل فنجان قهوة، ونصف دولار لقطعة قماش تضع أسفل الرقبة، سأستذكر عربة »الفلافل« في البلدة القديمة، »أبو سامر« صاحب العربة يجهز الوجبات أمام أعين الزبائن، رجل أربعيني يطلب من »أبو سامر« الإكثار من »الشطة«، دكتور الأسنان الذي أشرف على جسر التقويم يقف بينهم، عامل في ورشة تصليح، بدا ذلك واضحاً على ملابسه المتشحمة، يقف بجوار الدكتور، طابور أعوج وأيادٍ ممتدة على نحو واحد وبحوزتها بضعة شواكل، بساطة وعدم تكلف، سأعاود النظر حولي في هذا المطعم المبتذل، الكل هنا يراقب نفسه بحذر، خوفاً من انبعاج في القميص، أو »كرفشة« في تسريحة الشعر! 

هابي برثي مجاناً!
منار الطل، طالبة في جامعة النجاح الوطنية، أقامت حفل عيد ميلادها مؤخراً في أحد مطاعم مدينة نابلس، تقول: "إحياء حفلة عيد الميلاد بعيداً عن الاحتفالات التقليدية، وبمشاركة طاقم المطعم وترديدهم كلامات أغنية تخص المناسبة، أمر يدعو للبهجة".
وتضيف: "الديكور وطريقة الضيافة تلعب دورا في إقبال الزبائن، وتفاوت أسعار المطاعم لا يمنعني من تجربة مطعم جديد غالي السعر".

جخة!
يقول محمد يعيش، الذي يعمل بمحل والده في شارع رفيديا الرئيسي: "لا أذهب للمطاعم لغرض الأكل، وإنما لتغيير الجو والترفيه والجلوس وتبادل الأحاديث".
صديقه اختلس السمع، وأكد بأن »محمد «كثيراً ما يرتاد المطاعم والمقاهي، وحسابه على مواقع التواصل يثبت ذلك، بالصور وخاصية تحديد المكان.

ضيوف السبت أهم الزبائن
ظهر السبت الأخير من أيلول، اقتربت مني سيارة بأرقام صفراء، بدا لي بأنهم عائلة، وبدا لي أيضاً بأنهم تائهون عن مقصدهم، ذكروا عدة مطاعم راقية، وطلبوا بأن أصف لهم طريق أقربها. 
تسافر عائلة »أبو محمد« من الداخل المحتل إلى مدينة نابلس لتناول العشاء في مطعم سمعت عنه بمذاقه المستساغ ومكانه الحسن، يقول أبو محمد: "تناول الطعام في المطاعم يمثل متعة كبيرة، خاصة في أوقات العطل مع العائلة، إضافة إلى الطعام الشهي المقدم إلى جانب التصميم والديكور الجذاب".

متخلفة لأنها صحية!
الطالبة في جامعة النجاح سارة الخياط تقول: "صديقتي لا تعتبرني أعيش العصر، لعدم تأييدي أكل المطاعم، الأمر لا علاقة له بالبخل، أو التخلف، لي مبدأ، وأفضل أكل البيت، أضرار الأكل الخارجي عديدة، ولا أثق بنظافتهم".
أخصائية التغذية اللبنانية نيكول مفطوم ذكرت في وقت سابق، بأن جهل المجتمع بما تقدمه المطاعم يمثل خطراً يهدد الصحة، خاصة وأن تناول كميات كبيرة من الطعام السريع خارج المنزل يسبب الإصابة بالسمنة، ومن يتعود عليها يصبح لديه عادة وهوس لا يستطيع أن يتخلص منها.
من جانب آخر، أنكرت إدارة احد المطاعم الراقية بأن تكون معنية بطبقة معينة من الزبائن، مؤكدة أن أبوابه مفتوحة للجميع، والخدمة المقدمة ذات جودة عالية والأسعار تنافسية وتناسب أكبر عدد من الزبائن.
الجدير ذكره أن وجبة الإفطار للشخص الواحد في شهر رمضان المبارك تخطت في هذا المطعم المائة شيكل. 
يقول الموظف ورب الأسرة خالد فطاير: "لدي شغف ارتياد مطعم فاخر أنا وعائلتي، لكن هذا الشغف يسبب فقدان ميزانيتي المالية، وخسارتي نصف راتبي لغرض عشاء واحد". 

نراقب العمل لا الأسعار
يقتصر عمل جمعية حماية المستهلك الفلسطيني اتجاه المطاعم على الجولات الميدانية، بالملاحظات الصحية والبيئية والقانونية خاصة بالنظافة واللبس الموحد. 
ومن جانب الأسعار، يؤكد عضو جمعية حماية المستهلك في مدينة نابلس محمود أبو شمط، بأن المطاعم عبارة عن مشاريع خاصة هدفها الأول استثماري.
ويضيف: "وظيفتنا مراقبة العمل لا مراقبة قائمة الأسعار، خاصة في ظل غياب سقف سعري محدد للمطاعم، والقرار يعود للشخص في اختيار المكان الملائم لقدراته المادية".

من يقوى على جذب الزبائن! 
صاحب شركة ندى للإعلام والإعلان حمدي أبو ضهير، والذي أشرف على افتتاح العديد من المطاعم في الفترة الأخيرة بمدينة نابلس، يقول: "هناك مطاعم تختص بزبائن ذوي دخل مرتفع، وهناك التي تتلاءم مع جميع أفراد وفئات المجتمع، المطعم الأفضل هو الذي يقدم خدمات ذات جودة، والبقاء لمن يقوى على جذب الزبائن له".

فائدة سياحية واقتصادية 
كثرة المطاعم في مدينة نابلس ساعد على جذب السياحة الخارجية والداخلية للمدينة، خاصة في ظل إقبال السياح والأجانب عليها واهتمامهم بفئة المطاعم الراقية منها، مما ميز المدينة وجعلها متقدمة في هذا المجال. 
وفي الاجتماع الذي أجري مطلع الشهر الحالي مع أصحاب المطاعم في المدينة لمناقشة مدى جاهزيتها هذا العام، أكدت غرفة تجارة وصناعة نابلس بأن ازدياد هذه المطاعم فعل الحركة الاقتصادية وعمل على تقوية الاقتصاد الذاتي، ونشط الحركة السياحية في المدينة. 

أتيكيت 
"التوجه للمطاعم الراقية يفسر أكثر من منحنى، الأول تلك الشريحة من المجتمع ذات الدخل المرتفع والتي تجد في تلك المطاعم بيئة يمارس بحقها الاحترام والتبجيل والخدمة الممتازة، إضافة إلى أنها تتناسب مع مكانتها الاجتماعية أو مستواهم العلمي، فهم مستعدون للإنفاق الكبير لقاء أن يحصلوا على الخدمة التي تشعرهم بالرضا، أما الشريحة الأخرى ذات الدخل العادي، والتي ترغم نفسها على نزول تلك الأماكن بغرض التباهي الاجتماعي، فلا تكون مرتاحة في المكان ولا تستمتع باللحظات التي تقضيها فيها"، كما يقول خبير الأتيكيت محمد مرشد. 
صديقي في كلية القانون يعمل هنا، ويحضر طلبي التافه، لا إرادياً أقف وأتناول عنه، ربما لو رأتني المدام »ياسمين شحرور« وأنا أكسر البرتوكول الذي تلقنه لي منذ بداية الفصل، لما حلمت في علامة النجاح! 

فلتذهب الرسميات والبروتوكولات إلى الجحيم، أتركوني مع سندويشة الفلافل، مع زنوبتي وقميصي غير المكوي جيداً، مع أصدقائي الذين يضحكونني دون أن أخشى على سمعتي، ومع مقهاي البسيط. 

تقرير: طه طبيلة

 

 

Loading...