ظلت جوليانا سينزي (40 عاما) تعاني آلام المخاض طوال ثماني ساعات قبل أن تصل إلى مركز الصحة في ليمبي على الساحل الجنوبي الغربي للكاميرون.
ومثلها مثل كثيرات في الكاميرون لم تتابع أشهر الحمل مع طبيب وبدلا من أن تصبح حالة ولادة طبيعية دخلت في عملية جراحية محفوفة بالمخاطر ودفعها طاقم التمريض على وجه السرعة إلى غرفة العمليات.
وقال زوجها بصوت متوتر "كان علينا أن ننقلها إلى هنا بسرعة من قرية باتوك على بعد ثماني كيلومترات بعد أن تلقينا رسالة نصية من الطبيب المناوب." وبعد أقل من ساعة وضعت سينزي بسلام مولودها وكان بصحة جيدة.
قبل سنوات قليلة مضت كان يمكن أن تنتهي قصة سينزي نهاية مأسوية.
فالكاميرون بها أعلى معدل في العالم لوفاة النساء أثناء الوضع. وقال صندوق السكان في الكاميرون التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 7000 امرأة ماتت لأسباب لها صلة بالحمل كما يفقد 58 ألف طفل دون الخامسة أرواحهم في الكاميرون كل عام.
ومعظم هؤلاء الضحايا يعيشون في الريف حيث تتدنى الخدمات الصحية. لكن بفضل مشروعات الطاقة الشمسية وخدمة الرسائل النصية الهاتفية بدأت الأوضاع تتغير في البلاد.
ويقول خبراء إن مشروعات الطاقة المتجددة توفر لأعداد أكبر من المواطنين الكهرباء التي يحتاجونها للحصول على المعلومات الصحية وتوفر للمستشفيات الطاقة حتى تقدم لهم الرعاية الضرورية.
والرسالة التي أنقذت حياة سينزي أرسلت من خلال تطبيق هاتفي اسمه "أمهات محظوظات" الذي أطلقه المهندس الكاميروني الان نيف عام 2012.
فخدمة التطبيقات والرسائل النصية توفر للمرأة الحامل في الريف والمناطق البعيدة مشورة طبية مجانية وتذكرهن بمواعيد المراجعة الطبية وأيضا مواعيد تطعيم الأطفال وتوصلهن بالأطباء الذين يجيبونهن على كل استفساراتهن.
وطبقا لنيف أصبح برنامج الأمهات المحظوظات متوفرا في كل مقاطعات الكاميرون العشر.
زمن برس