كشفت دراسة حديثة عن أن الموظفين يمكن أن يكونوا أكثر تحفيزاً وإبداعاً فيما لو عرفوا مكانتهم بين أندادهم، حتى في غياب الحوافز المالية.
ووجدت الدراسة التي قادها ديفيد جيل من جامعة أكسفورد، أن الموظفين الذين حازوا أفضل التقييمات وأسوئها عند تقييمهم نظير بعضهم البعض، من حيث الأداء كانوا الأحسن بلاء. أما الذين جاؤوا في الوسط فقد بذلوا جهداً أكبر ممن لم يحظ بأي تقدير، إنما أقل ممن قيموا بين الأوائل والأواخر.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن النتائج تأتي رغم أن أنظمة التقييم سقطت من حسابات بعض الشركات.
ويقول البروفسور جيل «إن الناس يتوقون لتبوؤ المراكز الأولى، ويبذلون أقصى جهد ممكن للتشبث بمواقعهم. وفي الوقت نفسه يضيرهم أن يكونوا في الصفوف الأخيرة، ويفعلون المستحيل للتقدم إلى الأمام».
ويقول الباحثون إن ذوي التقييمات المتوسطة يفقدون حماسهم للعمل بمجرد علمهم بمواقعهم.
التقييمات المتوسطة
واقترحت الدراسة قيام المديرين بتوزيع الموظفين على شكل مجموعات صغيرة لتقليص عدد أصحاب التقييمات المتوسطة، أو تنظيمهم في مجموعات على أساس قدرات متشابهة، بحيث يكون لدى كل واحد منهم منظور واقعي للفوز بمراكز عليا.
ومن جانبه قال توم هيلر المدير في شركة استشارت المصادر البشرية «ويليس تاورز واتسون» إن أصحاب التقييمات المتدنية من العاملين يفقدون الحوافز للعمل، بسبب العقوبات المالية المتمخضة عنها، كالحرمان من العلاوة أو الترقية.
ويؤكد هيلر أن أكثر الشركات فعالية هي التي تمتلك مقاربة للأداء أكثر ديمومة وتحاورية.
وتقول الدراسة إذا أردت وضع حد للشائعات المسمومة في أجواء العمل، فإن عقد جلسات أسئلة وأجوبة مجهولة المصدر قد يساعد في حل أي قضايا جياشة.
تراكم المشاكل
ويرى آرون بيل مؤسسة الشركة الناشئة «أدرول» في سليكون فالي، إن لكل شركة مشاكلها الخاصة التي تتراكم على مر الزمن، ولهذا فهو يعقد اجتماعات أسبوعية لجميع العاملين للتنفيس عما يجيش بأنفسهم، هادفاً من وراء ذلك إلى منع الناس من استغابة الشركة.
وترسل استمارات مقدماً بالبريد الإلكتروني إلى العاملين، حيث يتم تشجيعهم على طرح أسئلتهم ومخاوفهم. والأهم من ذلك، أن جميع المساهمات تبقى مغفلة من دون أسماء، مع ضمان الرد على جميع الأسئلة.
ويقول ماريوس سمايث العضو المنتدب في أدرول، أن لا شيء محظوراً، وينصح بإنهاء الاجتماع برسالة خفيفة إيجابية، مع جعل الفريق ينخرط قدر المستطاع، ولا يسمح بأن تمضي الأمور على حالها زمناً طويلاً.
البيان الاقتصادي