قال الأمين العام الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد إن أن 80% من العمال الذين يعملون في مجال البناء والإنشاءات يعملون في ظروف معقدة.

وأضاف سعد خلال انعقاد المؤتمر الخامس للاتحاد في بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية السبت أن أولئك العمال يعملون 8 ساعات ويمضون 6 ساعات في ذهابهم وإيابهم للعمل من أجل الحصول على لقمة عيشهم.

وحضر المؤتمر عدد كبير من ممثلي الاتحادات النقابية الدولية، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وممثلي الفصائل وقيادات العمل السياسي والنقابي.

وتحدث سعد عن مخاطر سياسات البطش والتنكيل الإسرائيلية ضد العمال الفلسطينيين، وتهويد القدس وحصار غزة، بالإضافة إلى الممارسات التي تستهدف وجود الإنسان الفلسطيني في أرضه التي تتعرض للمصادرة والاستيطان.

وأوضح أن الاتحاد يسعى لتحويل الأهداف العليا للعمال إلى تشريعات نافذة، ومنها قانون الحد الدنى للأجور الذي يعتبر من أهم أدوات وشروط العمل اللائق، ومدخلا ضروريا لتجسيد العدالة الاجتماعية.

واستعرض سعد وحشية الاحتلال وابتكاره خدعًا جديدة بهدف استغلال العمال عبر بوابة التصاريح، حيث يتعمد إلحاق الإهانة الشديدة والمعاملة المذلة لكرامة العمال تصل أحيانا للقتل العمد.

كما تحدث عن استغلال المشغل الإسرائيلي لضائقة العامل الذي لا يحمل تصريحا، ويشغله بأجر زهيد وبظروف معقدة للغاية تصل إلى العبودية والحرمان من حقوقه في الحصول على تامين صحي، وعدم توفير وسائل السلامة والصحة المهنية.

وأضاف أن الاتحاد أطلق حملة إعلامية لتوعية العمال بحقوقهم وكيفية المطالبة بحقوقهم في ظل انتشار ظاهرة السماسرة والوسطاء، وكلف الاتحاد الوحدة القانونية فيه لمتابعة شكاوى العمال عبر رقم مجاني.

وتحدث عن السماسرة الفلسطينيين الذين يتقاضون 6000 شيكل من كل عامل مقابل الحصول على تصريح عمل، بالإضافة للمبالغ الباهظة التي يتقاضاها المحامون الإسرائيليون مقابل تحصيل حقوق العمال والتي تتجاوز 20%.

ووجه سعد نداء لأصحاب رؤوس الأموال العرب والفلسطينيين إلى الاستثمار في فلسطين لكسر احتكار إسرائيل للعمال ولتثبيت صمودهم، وأكد ضرورة أن تتبنى الحكومة للاتفاقية 87-98 الصادرة عن منظمة العمل الدولية، والتي تؤكد على حق التنظيم النقابي والتعددية النقابية.

وقال إن الاتحاد يعمل على وحدة الحركة النقابية، والتوصل إلى إنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين الاتحاد العام للنقابات والاتحاد العام لعمال فلسطين، من أجل خدمة العمال.

وتخلل المؤتمر العديد من الكلمات، منها كلمة منظمة العمل الدولية التي ألقاها مسؤول الأنشطة العمالية للمنظمة في المنطقة العربية نظام قاحوش، والذي أكد فيها التزام منظمة العمل الدولية بالعمل في المنطقة العربية وبدعم من الجهات العربية لفهم وتحليل التحديات والتصدي لها.

كما أعربت المنظمة عن قلقها حيال الوضع العمالي في فلسطين الذي يعود إلى واقع الاحتلال وتوسيع المستوطنات، الأمر الذي يؤدي إلى تقليص المجال أمام التنمية الفلسطينية.

كما ألقيت في المؤتمر العديد من الكلمات من الوفود الدولية والعربية والفلسطينية، وأكدت جميعها على دعم وتأييد الحركة النقابية الفلسطينية.

ومن المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر على مدى يومين، لمناقشة التقارير الإدارية والمالية، والخطة الاستراتيجية للاتحاد للسنوات الأربع القادمة، وانتخاب قيادة جديدة للاتحاد.

وكالات