شُح المياه والحصار يحرمان غزة من "أزهارها"
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.19(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.44%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.52(0.00%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.87%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.62( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.62(1.82%)   NIC: 2.95(1.67%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(1.32%)   PADICO: 1.02( %)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.00(2.44%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.05( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30( %)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77(4.92%)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 16 نيسان 2016

شُح المياه والحصار يحرمان غزة من "أزهارها"

ينظر المزارع الفلسطيني غازي حجازي (54عاما)، بحسرة إلى حقله المزروع بأنواع الخضار المختلفة، بعد أن كان يكتسي، في مثل هذا الموسم من كل عام، بـ"سجادة" كاملة من الزهور المختلفة الألوان والأنواع.

وقلّص "حجازي" قبل ثلاثة سنوات، المساحة المزروعة بالزهور داخل حقله، الواقع بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، من (100) دونم، إلى (10) دونمات فقط، إذ استغل المساحة المُتبقية بزراعة الخضار.

ولجأ حجازي إلى تقليص مساحة الأراضي المزروعة بالزهور، نظراً للخسائر الفادحة التي يتكبدها نتيجة شح المياه اللازمة لنمو الأزهار، إضافة إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع لعامه العاشر على التوالي، كما قال لمراسلة "الأناضول".

وتحتاج مساحة (10) دونمات مزروعة بالزهور ما يقارب (1200) متر مكعب (المتر المكعب يعادل 1000 لتر)، من المياه "الحلوة" شهرياً، والتي تكلّف حوالي (500 شيكل إسرائيلي)، أي ما يعادل (130 دولار أمريكي).

وكانت المساحات المزروعة بالزهور، في حقل حجازي، تشكّل عبئاً مادياً عليه، خلال السنوات الخمسة الأخيرة، لقلة الإقبال على شرائها، الأمر الذي دفعه لتحويلها إلى مساحة تُزرع بالخضروات، الأقل تكلفة.

وتابع قائلاً "القيود المفروضة على تصدير الزهور إلى الخارج ومنعها تماماً قبل خمسة سنوات، وقلة الإقبال المحلي على شرائها بسبب تردي الوضع الاقتصادي، أسباب تضاف لسابقتها".

ونظراً لارتفاع معدلات الفقر والبطالة في قطاع غزة، غابت ثقافة تربية الزهور والاعتناء بها، لقلة المردود المادي لدى السكان.

ووصف المزارع عملية تحويل حقله من سجادة مختلفة الألوان من الزهور تبعث روائح تُنعش "الروح"، إلى سجادة خضراء، بـ"التحول الموجع".

وأضاف "كان الحقل المزروع بالزهور يوفر فرصة عمل لحوالي (100) شخص، أي أنه يوفر لقمة العيش لـ(100) عائلة ويزيد، لكن اليوم مع تقليص مساحات الأراضي المزروعة بالزهور، أغلقت أبواب الرزق لتلك العائلات".

وتكلّف عملية "تشتيل" الزهور بطرق محلية لتغطي مساحة دونم زراعي واحد، حوالي (8 آلاف شيكل) سنوياً (ما يعادل 2105 دولار).

فيما تبلغ التكلفة السنوية لدونم الزهور الواحد، بما يحتاجه من سماد وعمّال وشتلات وأدوية وبقية التكاليف المختلفة، حوالي 15 ألف شيكل(ما يعادل 3.947 دولار أمريكي).

وحال حجازي كحال عشرات المزارعين الذين عُرفوا بزراعة الزهور وحوّلوا النسبة الأكبر من المساحات الزراعية في حقولهم من الزهور إلى الأصناف المختلفة من الخضار، لتعويض خسائرهم المادية.

وفي ذات السياق، حوّل المزراع محمد حمّاد، معظم مساحة أرضه الزراعية الواقعة جنوبي قطاع غزة، من زراعة الزهور إلى زراعة أنواع مختلفة من الخضروات كـ"البندورة، والفلفل، والباذنجان".

ويُكلّف الحقل المزروع بزهور "القرنفل"، البالغ مساحته دونمين زراعيين، ما يقارب الـ(40 ألف شيكل) سنوياً (مايعادل 10 آلاف و500 دولار)، حسب حمّاد.

وقال للأناضول "سنوياً نتكبد خسائر قد تصل إلى نصف التكلفة أو تزيد، وذلك لقلة الإقبال على شراء الزهور، ناهيك عن الديون المتراكمة علينا بسبب دفعها لشراء شتلات زهور القرنفل من (إسرائيل)".

وأرجع حمّاد تقليص المساحات المزروعة بالزهور في حقله، قبل ثلاثة سنوات، من (10) دونمات، إلى دونمين اثنين، لشح المياه المتوفرة في القطاع وملوحتها، وللحصار الإسرائيلي الذي يمنع تصدير الزهور إلى الخارج.

وتقول تقارير بحثية متخصصة، إن 95% من المياه الجوفية لغزة غير صالحة للشرب، بسبب ملوحتها وانخفاض جودتها بسبب زيادة نسبة "الكلورايد" و"النترات" فيها.

وتسبب شُح المياه في قطاع غزة وزيادة نسبة ملوحتها في تقليص المساحات المزروعة بالزهور من 950 دونم زراعي إلى 55 دونم فقط ، حسب وزارة الزراعة الفلسطينية.

وقال نزار الوحيدي، مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة الفلسطينية بغزة "الزهور نبات يحتاج إلى مياه حلوة نسبياً، ولا تعتبر المياه التي تصل قطاع غزة بيئة مناسبة لنمو الأزهار فيها".

 

 

 

الاناضول

 

Loading...